منذ قديم الزمن والياقوت يفتن الحضارات حول العالم بألوانه التي تحاكي الجمر الملتهب، وهذه الأحجار الكريمة قد غذّت خيال دار فان كليف اند آربلز منذ 1906 لتلهم أبرز ابداعاتها واكثرها شهرة، واليوم تكرّم الدار هذه الأحجار المتميزة مع مجموعة المجوهرات الراقية «تريجرز أوف روبيز» اي كنوز الياقوت التي تضم 60 إبداعا فريدا يسلط كل واحد منها الضوء على جمال وفخامة هذا الحجر النادر، فالياقوت ذات الجودة الاستثنائية غالبا ما يكون اكثر ندرة من الماس.
وعلى غرار المجمّع الشغوف والمتطلّب، جمعت دار فان كليف أند آربلز على مدى السنوات اكثر من 3000 قيراط من الياقوت المعتمد، وكانت مسيرة الدار للبحث عن الأحجار الاستثنائية قد ألهمتها منذ تأسيسها وتحديدا خلال رحلات الأخوة آربلز العديدة الى الهند والشرق الأقصى من خمسينيات الى سبعينيات القرن الماضي.
وتتجسّد هنا بشكل كنز من الأحجار الثمينة في إبداعات تسلط الضوء على فروقاتها الدقيقة ونورها الملتهب: من زهرة ذات بتلات قرمزية الى شريط أحمر ملتهب، وصولا الى حلية بيزلي الأرجوانية، جميعها تعكس مصادر إلهام دار فان كليف أند آربلز في لوحة من الأحمر المضيء.
إن الياقوت - أو «ملك الأحجار الكريمة» كما يلقبونه في الهند - لا يكشف عن جميع أسراره من النظرة الأولى، فيستغرق الأمر وقتاً لاكتشاف خفاياه والغوص في أعماقه. من هنا فإن كنوز الياقوت او تريجرز أوف روبيز هي دعوة للانغماس بهذه المادة النفيسة والذهاب في رحلة إلى قلب اللون.
«مع تريجرز أوف روبيز تستمر دار فان كليف أند آربلز في مغامرة انطلقت عام 2016 مع إيمورود أن ماجستيه وتقتضي بتكريس مجموعة مجوهرات فاخرة بكاملها الى حجر استثنائي واحد، وتماشيا مع سعيها التاريخي لجمع أحجار بيير دو كاراكتير المميزة، استطاعت الدار جمع ما يزيد عن 3000 قيراط من الياقوت المعتمد للمرة الأولى في 60 ابتكارات فريدة».
نيكولا بوس
إبداعات الياقوت الأسطورية لدار فان كليف أند آربلز
في العام 1982، قال جاك آربلز لاحد الصحافين إن الياقوت هو الحجر المفضّل لديه، وبالفعل فقد شغل مكانة مميزة في تاريخ الدار، حيث تم استخدام الياقوت لأول إبداعات الترصيع الغامض وللمزيد من القطع الأخرى من بعدها، وهذه الإبداعات من الياقوت التي تشهد لمصادر إلهام الدار وللتصاميم التي اختلفت مع مرور الزمن، إنما هي لا تعكس الدراية المتميزة في صياغة المجوهرات فحسب، بل تعبّر عن شغف الدار لهذا الحجر الأسطوري.
وفي 1937 تمت صياغة مشبك بيفوان المزدوج من مشبكين منفصلين يرسمان زهرة الفاوانيا - واحدة بشكل برعم والثانية ببتلات متفتحة - على اوراق من الماس، وكانت هذه القطعة تعود للأميرة فايزة من مصر وهي تعبر عن أبرز خاصتين للدار ألا وهما موضوع الزهور وتقنية الترصيع الغامض.
ونجد احدى الزهرتين اليوم ضمن المجوهرات الفاتنة لمجموعة فان كليف أند آربلز.
وفي 1939 تم رسم طقم الياقوت التالي لدليل خاص بدار فان كليف أند آربلز. العقد مرصع بـ 264 حجر ماس قطع باغيت «وزن 46.75 قيراطا» و149 حجر ياقوت «وزن 168 قيراطا» اما السوار المستوحى من الأزياء الراقية، فهر يصور شريطا عريضا متوجا بقوس بطراز الأرت ديكو.
وفي 1967 كان مشبك «سينك فويي» أو الأوراق الخمس ملكا لماريا كالاس، التي كانت تعشق المجوهرات وتجمعها، ويعرض هذا الابداع التي كانت المغنية الشهيرة تضعه أحيانها على كتفها.
6 أحجار ياقوت بوزن 15.77 قيراطا، وكان من الابداعات المفضلة عندها.
وفي 2011 استلهم عقد دوشيس او الدوقة من العقد على شكل ربطة العنق «كرافات» الذي ابدعته دار فان كليف أند آربلز عام 1939 لدوقة وندسور، وهو يوحي بعالم الأزياء الراقية مصدر الإلهام الثري للدار.
ويتميز بأحجار الياقوت المتطابقة بشكل مثالي وقطع بيضاوي التي تصل الى 73 حجرا «بوزن 90.64 قيراطا» الى جانب الحركة الانسيابية لتصميم الشرائط المتداخلة.
في 2012 جاءت اقراط فيرميون مرصعة بحجرين من الياقوت اللذين يزنان 13.33 و13.83 قيراطا على التوالي، ويلفتان النظر بلونهما الأحمر النقي المشرق الرائع والاستثنائي لأحجار من هذا الحجم.
توقيعات فريدة من نوعها
ويقول خبير الاحجار لدى فان كليف أند آربلز: «تختار دار فان كليف أند آربلز احجار الياقوت لجمال لونها واشراقها الداخلي العميق، وهذه الخصائص تبعث روح الحياة في قلب الحجر لتمنحها شخصية وسحرا خاصا بها. ان ندرة وحيوية الياقوت المتألقة - التي تتراوح بين اللون الزهري والاحمر الداكن - هما ما يميزانه عن غيره من الأحجار الكريمة.
ويسعى مصممو دار فان كليف أند آربلز الى تسليط الضوء على الوهج الداخلي واللون الحاد لأحجار الياقوت التي يتم اختيارها كل حجر على حدة قبل ان تعرض سحرها في ابداعات المجموعة، وتضفي الأحجار الكريمة شخصية فريدة الى كل من هذه الابداعات وتساعد على تجسيد كل التفاصيل الدقيقة لرسومات الغواش. ولا شك ان اسلوب الدار المميز يبرز في كل قطعة من فن التحول الى التصميم غير المتماثل وصولا الى تقنية الترصيع مستري سيت.
من هنا، يمكن ارتداء عقد روبي امبيريال الخلاب بثلاث طرق مختلفة، بينما يتحول عقد إلكسير دور روبي الى ثماني قطع مختلفة، ان العناصر الضرورية لهذه التحولات تبقى مخفية تحت الهيكل او ضمن الحلي الزخرفية الرائعة.
اما عدم التماثل وهي ميزة اخرىتعبر عن اسلوب دار فان كليف أند آربلز، فيمكن ان نراها في العديد من الابداعات مثل خاتم كولام بتوين ذو فينغرز، وسوار بيروندا او عقد ريفيير، اما على القطع الاخر التي تمتاز بتصميمها المتماثل تماما كما نرى في اقراط اونيسون، فيتم عكس ألوان الأحجار نفسها.
وترسم تقنية الترصيع الغامض او المستري سيت في مشبك امور ساكريه الشكل المقعر للأزهار وتركيبتها الناعمة، وتساعد تقنية الترصيع التي سجلت الدار براءة اختراعها عام 1933، على اخفاء الهيكل المعدني الذي يحمل الاحجار المرصوصة بجانب بعضها البعض والمنزلقة على طول السكة الذهبية، فتأتي النتيجة النهائية قطعة باهرة ذات سطح مخملي وثلاثية الأبعاد.
ان الليونة والراحة لدى الارتداء هما خاصتان أساسيتان لأسياد الحرفة: فحركة القطع المختلفة التي تشكل العقود تتطلب ساعات طويلة من الأبحاث.
من جهة اخرى ان تصميم السوار الطوقي ايفانتاي سوفران مرتفع بعض الشيء ليتناسب الهيكل مع انحناءة المعصم.
تصور هذه المجموعة المؤلفة من 60 قطعة فريدة ثراء مصادر الإلهام البعيدة وعالم خيالي ملؤه الأناقة والشاعرية.
كما ان عقد روبي فلامبوايان من القطع الرئيسية لهذه المجموعة يرسم تناغما مبهرا بين الأحجار الكريمة ليعكس قيمتين أساسيتين لدى الدار: الشغف بالأحجار الاستثنائية وتقليد صياغة الابداعات القابلة للتحول.
وسط هالة من الماس. يشع حجر من الياقوت ذات جودة استثنائية بوزن اكثر من 25 قيراطا. اما تاريخه فهو غير عادي ايضا: قامت عائلة بالاحتفاظ بالحجر الخام ككنز لسنوات طويلة قبل ان يباع ويقطع على شكل كوشن «وسادة» ليظهر على قلبه البلوري الرقيق ولونه الأحمر القوي.
ووفقا لخبراء الأحجار لدى الدار، فان لونه «مثالي» وسيتم عرض حجر «بيير دو كاراكتير» هذا على الجمهور للمرة الأولى في هذا العقد الثمين.
يزين تصميم العقد الاثيري 18 حجر ياقوت متطابقة بشكل مثالي. لتردد صدى اللون الناري للحجر الوسطي، وتزن هذه الاحجار البيضاوية الشكل حتى 4 قيراط وتضاء بالماس ذات القطع المختلف «باغيت، بريليانت، اميرالد» والمرصع في تلاعب مركز من الاحجام ثلاثية الابعاد.
ويرافق العقد خاتم من الذهب الأبيض والوردي في وسطه حجر ماس يزن 3 قيراط من فئة DFL ويمكن تبديله بحجر الياقوت على العقد، فيثبت على القلادة التي يمكن أن تتحول الى مشبك ايضا، من هنا يتبادل العقد والخاتم والقلادة/ المشبك أحجارها في أسلوب يحتفي بفن التحول.
فوي دو روبي
ويعتبر سحر التحول الدائم للنباتات والحيوانات من اهم مصادر الوحي للدار: وها هي تصور هنا الاوراق السخية بفضل ثروة التصاميم الشرقية. ان الجمع بين احجار الياقوت ذات السطح الأملس واللماعة يمنح هيكل القطعة نعومة وحياة اذ يخلق تلاعبا خافتا للاضواء. في اعلى نقطة للخاتم. يضيء حجر ماس استثنائي القطعة بأكملها، فلونه الأبيض غير الاعتيادي «فئة D» ونقاوته «IF نوع 2A» وجماله تذكر بالأحجار الأسطورية لمناجم غولكوندا.
جاردان دو روبي
منذ 1906 وتسعى دار فان كليف أند آربلز الى تصوير الطبيعة، وهنا تعيد تفسير العنيبات التي تنتشر في الغابات خلال فصل الصيف على خواتم الماس، تذكر مجموعة أحجار الياقوت والماس الوردي والابيض بألوان فاكهة الغابة الشهية وهذا التصميم الحالم يسلط الضوء على حجر ياقوت استثنائي يزن 18.12 قيراطا يتميز بحجمه وقطعه وبنقاوته ولونه.
كما يبرز الفروقات التي تتغير بحسب الضوء من الوردي الكثيف تحت الضوء الابيض الى الاحمر الداكن العميق تحت اشعة الشمس. وتتغنى هذه الألوان المتلاعبة بجمع الياقوت والماس والوردي والأبيض. يشار الى انه يمكن فصل القلادة الاساسية وارتداؤها كمشبك.
وفي رقصة باليه ثمينة، يمكن فصل قلادة الياقوت والماس وجمعها مجددا في ثماني توليفات مختلفة، ان الدقة في التفاصيل ومرونة الهيكل وتحولات هذه القطعة خير دليل على دراية أسياد الحرفة في صياغة المجوهرات الراقية لدى فان كليف أند آربلز الملقبين بالأيادي الذهبية.
كولام
ومنذ سبعينيات القرن الماضي، تعكس خواتم بتوين ذو فينغرز روح الابتكار والابداع الدافعة لفان كليف أند آربلز. قطع مبدعة تجدد فن ارتداء المجوهرات.
تتألف من حليتين زخرفيتين موصولتين بخاتم مفتوح، الواحدة تواجه الاخرى وتلفان الاصبع بكل رقة. وهنا يخلق التصميم العبقري وهما بجمع عنصرين غير متماثلين.
مستوحى من تصاميم كولام وهي زخارف هندية سريعة الزوال يتم ابتكارها من حبوب الرز يعرض هذا الخاتم ذات الهيكل المخرّم حجر ياقوت متألق يزن 5.38 قيراط، ينكشف عن لونه النابض بالحياة وبريقه الشفاف بفضل قطع كوشن ذات الأحجام السخية بحيث يظهر هذا القطع المتناغم سطحا رئيسيا وأوجها عريضة تكسر شعاع الضوء بحدة فيتمعن النظر فيه.
روبي أمبيريال
وتكريما للعقود الثمينة الخاصة بالمهراجا. تظهر هذه القطعة البارعة مجموعة نادرة جدا: 9 صفوف من حبيبات الياقوت ذات اللون الأحمر الشديد يصل وزنها مجموعة الى اكثر من 1000 قيراط، استغرقت عملية تجميع الأحجار شهورا عديدة لاختيار الألوان المطابقة واعادة قطعها بدقة متناهية، لابتكار تلاعبات ألوان متناغمة، تم تجميع كل صف وفقا لتقنية تقليدية باسقاط الخرزات على الخيط ما يؤدي الى تأثير انسيابي مميز، وبفضل مشبكي الإبزيم المرصعين بالاحجار يمكن ان يتحول العقد الى 4 او 5 أو 9 صفوف.