أطلقت كوريا الشمالية امس، صاروخين وفق ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، في عملية هي الثانية في أقل من أسبوع جاءت بالتزامن مع زيارة موفد أميركي إلى سيئول وفيما تسعى بيونغ يانغ لتعزيز موقفها في المفاوضات المتعثرة بشأن برنامجها النووي مع واشنطن.
وجاءت عملية الإطلاق بعد قيام كوريا الشمالية السبت الماضي بتمارين عسكرية وإطلاقها العديد من القذائف، التي يعتقد أن واحدة منها على الأقل صاروخا قصير المدى.
وتزامنت مع وصول الموفد الأميركي الخاص حول كوريا الشمالية ستيفن بيغون، إلى سيئول مساء امس الاول، لاجراء محادثات مع المسؤولين الكوريين الجنوبيين حول خطوات الحليفين بشأن بيونغ يانغ. والزيارة هي الأولى له منذ قمة هانوي.
وقالت رئاسة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي في بيان إن الشمال «أطلق صاروخين قصيري المدى كما يبدو» من إقليم شمال بيونغان، مضيفا أنهما عبرا مسافة 270 و420 كلم. وأوضح أن الجيشين الكوري الجنوبي والأميركي يجريان تحليلات مشتركة لهما.
وكانت رئاسة الأركان قد أعلنت في وقت سابق إن عملية الإطلاق نفذت على ما يبدو من سينو-ري بإقليم شمال بيونغان، على بعد 75 كلم شمال غرب بيونغ يانغ.
وقاعدة سينو-ري من الأقدم في كوريا الشمالية، وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إنها تضم وحدة بحجم فوج مجهزة بصواريخ باليستية طراز نودونغ-1 المتوسطة المدى.
وقال الباحث الكبير لدى المعهد الكوري للتوحيد الوطني الحكومي هونغ مين إنه مع عملية الإطلاق «تبعث كوريا الشمالية رسالة واضحة مفادها أنها لن ترضى بمساعدات إنسانية» تفكر سيئول في إرسالها.
وأضاف: «هي تقول (نريد ضمانات أمنية مقابل عملية نزع السلاح النووي)». وتابع: «لربما شعر كيم إنه بحاجة لإظهار موقف عسكري قوي لتهدئة الانتقادات بعد تمارين عسكرية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الشهر الماضي».
وفي بيان سابق، أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن جارته الشمالية أطلقت امس، عددا من القذائف «لم تعرف طبيعتها». بدوره، أعلن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن أن إطلاق كوريا الشمالية لما يبدو أنه صاروخان قصيري المدى، يهدد بتعقيد المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.
وقال مون: «مهما كانت نوايا كوريا الشمالية، نحذر من أنها قد تجعل المفاوضات أكثر صعوبة». وجاءت تصريحاته في مقابلة تلفزيونية بمناسبة مرور عامين على توليه الرئاسة.
وامتنعت بيونغ يانغ وسيئول وواشنطن عن وصف عملية الاطلاق التي جرت السبت الماضي بأنها لصاروخ، وهو ما يمكن أن يزعزع الديبلوماسية الجارية بانتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي وكذلك وعد كيم بتجميد لتجارب الصواريخ البعيدة المدى.
وقالت كوريا الشمالية إن المناورات شملت العديد من «منصات إطلاق الصواريخ البعيدة المدى والأسلحة التكتيكية الموجهة».
غير أن المراقبين يقولون إن بيونغ يانغ أطلقت صاروخا قصير المدى على الأقل خلال التمارين، وذكر تقرير نشره موقع 38- نورث المتخصص إن الصاروخ «مطابق» لصاروخ اسكندر الروسي الصنع.
وقال الموقع إن «الحطام الذي خلفته عملية الإطلاق في كوريا الشمالية مطابق تماما لإطلاق صاروخ اسكندر أجرته روسيا.
وأضاف الموقع أنه إذا استوردت كوريا الشمالية صواريخ اسكندر من روسيا فإن «لديها قدرة حالية على إطلاق رؤوس حربية إلى أهداف في كوريا الجنوبية ببالغ الدقة».