الساعة.. من اخترعها؟
إن أصل ـ أو مبدأ ـ اختراع الساعة يعود إلى العالم الإيطالي الفذ، جاليليو جاليلي.. فأثناء أدائه للصلاة في كاتدرائية بيزا، استرعى انتباهه «النجفة» التي كانت تتأرجح ببطء الى الأمام والوراء، بعد اضاءتها.. ولما لم يكن لديه آلة لقياس الزمن، فقد قدر زمن كل ذبذبة بعد نبضة.. ولاحظ ان الزمن اللازم للذبذبة الكاملة ثابت لا يتغير، سواء تأرجحت النجفة في قوس واسعة أو صغيرة.. فأثار ذلك اهتمامه، وبدأ في دراسة أعمق.. فوجد أن زمن الذبذبة الواحدة للخطار ـ أي البندول ـ البسيط، الذي يتركب من ثقل مدلى من خيط خفيف، يتوقف على طول الخيط فقط ـ وحيث ان زمن الذبذبة الواحدة ثابت لا يتغير، فقد فكر جاليليو أنه من الممكن استخدام البندول لقياس الزمن.. وعلى الرغم من فقد بصره، وسجنه، بسبب كتاباته ـ من وجهة نظر الكنيسة ـ فقد أملى على ابنه، فيما بعد، الطريقة التي تُتبع في بناء «ساعة البندول».
الساعة الرملية
أداة قديمة كانت تستخدم لقياس الوقت، ويطلق عليها اسم «البنكام» تتكون من تجويفين، أو كرتين، أو بصيلتين زجاجيتين، تصل بينهما فتحة صغيرة، وتحتوي إحدى البصيلتين على حبات من الرمل الجاف الناعم الدقيقة. ويأخذ الرمل ساعة (تقريبا) لكي ينساب من أعلى إلى أسفل. وعندما ينساب الرمل كله من البُصيلة العليا الى السفلى، تُقلب الساعة لبدء توقيت جديد. وفي وقت من الاوقات، كانت مثل هذه الساعات تحتوي على الزئبق، ولكن تم استبدال الرمل به، لأنه ينساب بمعدل ثابت، بصرف النظر عن الكمية التي تحتوي عليها، البصيلة. على أن الساعة الرملية ليست اداة دقيقة لقياس الوقت؛ لأن تدفق الرمل يتوقف على استقرار الساعة، وموضعها عموديا، وحجم الفتحة الواصلة بين تجويفيها.
من كتاب: الموسوعة ـ مجدي سيد عبدالعزيز