احتفظت الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي بقبضتها المحكمة على البرلمان الأوروبي وفقا لنتائج أولية لكن خصومها المشككين في التكتل حققوا مكاسب كبيرة.
وتقدم اليمين المتطرف والقوميون في إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وپولندا مما يؤثر على الساحة السياسية في الداخل لكنه لا ينجح في إحداث تغيير جذري في توازن القوى مع المؤيدين للاتحاد الأوروبي داخل المجلس.
وأظهرت النتائج الأولية أن الاشتراكيين والخضر والليبراليين والمحافظين حصلوا على 506 مقاعد من إجمالي 751 مقعدا في البرلمان.
وعلى الرغم من أن صنع القرار سيكون صعبا على الأرجح نظرا لانهيار «ائتلاف كبير» بين تياري يمين الوسط ويسار الوسط، فإن النتائج تحمي الاتحاد الأوروبي من القوى المناهضة للمؤسسات والتي تسعى إلى تفكيك أكبر تكتل تجاري في العالم.
ومنيت الأحزاب الكبيرة التي تهيمن عادة على البرلمان الاوروبي بخسائر كبرى خلال الانتخابات التي اختتمت امس الاول لكن تم في الوقت نفسه احتواء تقدم الشعبويين اليمينيين فيما سجل دعاة حماية البيئة والوسطيون الليبراليون تقدما واضحا.
وحسب التقديرات الأولية التي نشرها البرلمان الأوروبي، بقي الحزب الشعبي الأوروبي (يمين مؤيد لأوروبا) القوة الأولى في البرلمان لكنه يشغل حاليا 179 مقعدا مقابل 216 قبل الانتخابات. ورفض الاشتراكيون الديموقراطيون القوة الثانية في البرلمان بعد الانتخابات (150 مقعدا مقابل 185 في الدورة السابقة)، هذا الطلب مما ينذر بمفاوضات طويلة وشاقة في السباق الذي بدأ على المناصب الأساسية في المؤسسات الأوروبية. وبقي الحزب الشعبي الأوروبي والاشتراكيون الديموقراطيون القوتين الرئيسيتين في البرلمان لكنهما فقدتا قدرتهما على تشكيل أغلبية بمفردهما من أجل تمرير نصوص تشريعية.
وبات من المحتم عليهما مشاورة دعاة حماية البيئة الذين ارتفع عدد مقاعدهم من 52 إلى سبعين، بفضل النتائج الجيدة التي سجلوها في فرنسا وألمانيا، والليبراليين بما فيهم حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذين حصلوا على 107 مقاعد مقابل 69 في البرلمان السابق. وخسر ماكرون أحد القادة الأكثر تمسكا بتعميق البناء الأوروبي، هذه الانتخابات أمام حزب التجمع الوطني اليميني القومي الذي تقوده مارين لوبن في نتيجة يمكن أن تؤثر على تطلعاته للقارة العجوز.
ودعا التجمع الوطني على الفور إلى «تشكيل مجموعة قوية» في البرلمان الأوروبي تضم المشككين في جدوى الوحدة الأوروبية. وفي النمسا، حل حزب رئيس الحكومة سيباستيان كورتز في الطليعة متقدما على الاشتراكيين الديموقراطيين وحزب حرية النمسا اليمين القومي، حسب التقديرات. وفي اسبانيا، كان رئيس الحكومة بيدرو سانشيز الاشتراكي الوحيد الذي خرج منتصرا في الاقتراع في بلد كبير.
وشهدت هذه الانتخابات الأوروبية أيضا تقدم المدافعين عن البيئة الذين يأملون في أن يصبحوا محورا لا يمكن تجاوزه في مشهد سياسي لم يكن يوما على هذه الدرجة من التشتت.
وقد وصلوا في فرنسا الى المرتبة الثالثة وحصلوا على 12% من الأصوات، وهو ما لم يكن متوقعا.
والأمر نفسه حدث في ألمانيا الذين حلوا في المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي بعد معسكر ميركل اليميني الذي سجل أدنى نتيجة في تاريخه.