يتوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، إلى المملكة المتحدة، في زيارة رسمية تستغرق 3 ايام يلتقي خلالها الملكة إليزابيث الثانية.
وتأتي زيارة ترامب في ظل مناخ سياسي صعب في بريطانيا الباحثة عن خلف لرئيسة الوزراء تيريزا ماي وعن سبيل لتنفيذ عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست».
وتبدأ زيارة ترامب باحتفال في قصر باكنغهام غدا، يليه غداء مع الملكة اليزابيت الثانية، ثم مأدبة رسمية مساء.
وتتخذ زيارة الرئيس الاميركي منعطفا سياسيا، بعد غد، مع لقاء ثنائي يجمعه وماي قبل أيام قليلة من دخول استقالتها حيز التنفيذ في 7 يونيو الجاري.
وعلى الرغم من أن ماي كانت أول زعيم أجنبي يحضر البيت الأبيض بعد فوز ترامب في نوفمبر 2016 بالرئاسة، إلا أن علاقتهما مرت بسلسلة من التوترات، كما أن مواضيع الخلاف بين البلدين واضحة.
واقحم ترامب نفسه في الجدل القائم حول اسم رئيس الوزراء المقبل خلفا لماي.
وقبل عبور الأطلسي، تحدث الرئيس الاميركي من جديد عن تماهيه مع بوريس جونسون المؤيد الشرس لـ«بريسكت» والأوفر حظا بخلافة تيريزا ماي، وكذلك مع المعارض الذي لا يكل للمشروع الأوروبي نايجل فاراج. وقال ترامب «أحبهما حقا، إنهما صديقان (...) إنهما رجلان جيدان».
وأضاف في مقابلة مع صحيفة «ذي صن» أن «بوريس جونسون سيقوم بعمل جيدا جدا، أعتقد انه ممتاز».
واضاف ترامب «أحببته على الدوام. لا أعلم ما إذا كان سيتم اختياره، لكن أعتقد أنه رجل مناسب للغاية وشخص موهوب جدا».
وبدون أن يتردد في التدخل في الشؤون الداخلية البريطانية، أكد ترامب أيضا أن مرشحين كثرا لخلافة ماي طلبوا دعمه، دون أن يكشف أسماءهم.
وكرر انتقاداته للطريقة التي تفاوضت بها تيريزا ماي حول بريكست مع الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن الأوروبيين «ما كانوا سيخسرون شيئا» لأن ماي «تركت كل الأوراق بين أيديهم».
وأضاف: «قلت لتيريزا ماي أن عليها ان تعد العدة أولا» مضيفا «أعتقد أن المملكة المتحدة تخلت عن كل الأوراق للاتحاد الأوروبي»، مؤكدا أنه «من الصعب جدا اللعب بشكل جيد حين يكون لدى طرف واحد كل الأفضلية».
أما محور ختام زيارة الرئيس الاميركي فستكون الذكرى الخامسة والسبعين لإنزال النورماندي التي سيحتفى بها في مراسم في بورتسموث جنوب البلاد بحضور الملكة اليزابيث.
وبعد ذلك، يقوم ترامب وزوجته ميلانيا بزيارة قصيرة إلى إيرلندا قبل أن يغادرا في 6 الجاري إلى النورماندي لحضور احتفالات تنظمها فرنسا بمناسبة ذكرى الإنزال.
وحتى قبل أن يطأ ترامب التراب البريطاني مجددا، أطلقت الدعوات بالتظاهر وانطلق الجدل.
ورفض كذلك زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن حضور العشاء الرسمي معه، واعتبر انه من غير المناسب بسط السجاد الأحمر لرئيس «يمزق الاتفاقات الدولية الحيوية ويؤيد نفي وجود تغير مناخي ويتحدث بخطاب عنصري ومسيء للمرأة».