عادت إيران إلى نبرة التهديد والوعيد، في الوقت الذي أعلن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو استعداد واشنطن «للتفاوض معها دون شروط».
وقال رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الأعلى للثورة الايرانية علي خامنئي «يدرك الأميركيون تماما أن قواتهم العسكرية (في المنطقة) في مرمى الصواريخ الإيرانية وكل القوات البحرية الأميركية والأجنبية في الخليج تقع في مرمى صواريخ أرض - بحر التي يمتلكها الحرس الثوري الإيراني».
وأشار إلى أن للأميركيين اكثر من 25 قاعدة عسكرية في أنحاء المنطقة منها قيادة القوات الجوية (سنتكوم) في قطر وقيادة القوات البرية في الكويت وقيادة القوات البحرية في البحرين ويتواجد في هذه القواعد اكثر من 20 ألف عسكري أميركي.
واعتبر اللواء رحيم صفوي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يدخل حربا ضد بلاده لأنه «يضفي الطابع الاقتصادي على الأمن، ولن يدخل أبدا أي حرب إن لم تكن فيها جدوى اقتصادية»، مضيفا أن ترامب «يعلم أن أي حرب مع إيران ستنتهي بهزيمته العسكرية وتكلفه نفقات اقتصادية كبيرة».
ونقلت وكالة أنباء «فارس» الايرانية عن صفوي تحذيره أمس من أن «أول رصاصة ستطلق في الخليج سترفع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار. وسيكون هذا فوق طاقة أميركا وأوروبا وحلفاء أميركا كاليابان وكوريا الجنوبية».
جاء ذلك غداة تأكيد الرئيس حسن روحاني أنه لا يمكن عقد مفاوضات مع الولايات المتحدة إلا في إطار «الاحترام» و«القوانين الدولية»، وفق ما ذكرت وكالة «ارنا» الرسمية للانباء.
وقال روحاني مساء امس الاول «إننا دعاة المنطق والتفاوض إذا ما جلسوا (الأميركيون) إلى طاولة المفاوضات باحترام تام وفي إطار القوانين الدولية، لا أن يصدروا الأوامر بالتفاوض، ففي هذه الحالة لن نتبعهم».
ويبدو أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تلقف هذا التصريح وأعلن بدوره ان بلاده مستعدة للحديث مع إيران دون شروط مسبقة، لكنه استدرك مشددا على أن تتصرف إيران كدولة عادية.
واشار بومبيو، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره السويسري إغناسيو كاسيس في برن امس، إلى أن المشاكل التي تعاني منها إيران جاءت بسبب 40 عاما من نظام الحكم الحالي وليس بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.
من جهته، اعلن وزير الخارجية السويسري أن بلاده تعمل على الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران للتخفيف من حدة التوتر بينهما في الشرق الأوسط.
وفي غضون ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، إن اتساع قوة إيران الإقليمية وتعزيز عمقها الإستراتيجي جعل حل أي أزمة في الشرق الأوسط غير ممكن من دون مشاركتها.
وأوضح باقري في كلمة بمناسبة ذكرى وفاة الخميني أن «قدرات إيران الدفاعية ونفوذنا الإقليمي نتاج مدرسة الإمام الخميني»، مؤكدا أن طهران لن «تدخر جهدا في الدفاع عن استقلال وسيادة وأمن إيران في مواجهة الأعداء».
وأضاف باقري أن بلاده لن تتراجع «قيد أنملة عن قدراتها العسكرية والدفاعية».
وأكد رئيس هيئة الأركان الايراني أن بلاده «ستحول أي تهديد إلى فرصة لتعزيز قدراتها العسكرية والصاروخية وستقطع يد ورجل أي معتد».
وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة «ماينيشي شيمبون» اليابانية امس أن رئيس الوزراء شينزو آبي سيلتقي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي خلال مايو الجاري للقيام بوساطة بين واشنطن وطهران.
وقالت الصحيفة إن اللقاء المحتمل بين آبي وخامنئي سيكون الأول من نوعه بين رئيس وزراء ياباني والمرشد الأعلى لإيران.
ووفقـــا لصحيفـــــة «ماينيشي شيمبون» فإنه من المقرر أن يلتقي آبي الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم 12 الجاري وخامنئي في الثالث عشر من الشهر ذاته.