العنصرية ذلك الداء الذي يسري بيننا بسرعة شديدة ويتغلغل في مجتمعنا بشكل خطير، فكيف تحول بلد الصداقة والسلام إلى ما نحن عليه الآن؟!
من شاهد ذلك الفيديو الذي تم تصويره من قبل (عنصري) مستهجنا كثرة الوافدين على شاطئ المارينا ثاني أيام عيد الفطر السعيد متسائلا أين هم الكويتيون؟!
الكويتي يا عزيزي يقضي الإجازات إما في الزيارات العائلية أو الشاليهات أو السفر والمجمعات، أما هم (الوافدون) فيقطنون في شقق صغيرة لذا فإن الحدائق والشواطئ العامة هي متنفسهم الوحيد.
والعنصرية لم تتوقف على الأفراد بل وصلت للشركات التجارية أيضا، فشاهدنا فيديو لمجموعة من المواطنين والمقيمين عند أحد المحلات التجارية، عندما قامت إدارة المحل بإبعاد أبناء الجالية الفلبينية والذين جاءوا أولا في الطابور ليدخلوا الكويتيين بدلا منهم.
العنصرية اليوم أصبحت شماعة يعلق عليها الجميع أخطاءه وفشله وتبريراته ويمارس من خلالها أمراضه النفسية.
والمشكلة الفعلية هي حالة التجاهل والصمت السلبي وعدم وجود رد فعل حقيقي ممن يهمهم الأمر كالوزارات والهيئات التي يفترض ان تتصدى لهذه الممارسات.
بل نجد المجتمع يعزز الممارسات العنصرية ضد الأجانب في الوزارات والمعاملات والأمثلة كثيرة ويشيب لها الرأس.
لمثل هؤلاء المرضى يجب أن نوجه رسالة واضحة لا لبس فيها لنعرض حقائق قد يتناساها البعض لنقول لهم التالي:
أولا: أعداد الوافدين في الكويت 3 ملايين تقريبا بينما أعداد الكويتيين مليون ونصف، فمن الطبيعي أن يكونوا هم الأكثرية في المواقع العامة.
ثانيا: لا تتحقق أي تنمية إلا بوجود كوادر بشرية، فيا من تتشدقون بالتنمية، في دبي وقطر أعداد الوافدين في تلك الدول يعادل 6 أضعاف أعداد المواطنين دون أن نجد عنصرية ضدهم.
ثالثا: أنت أيها العنصري إذا سافرت تقوم بما يقوم به الوافدون في الكويت، ولكنك في ربوع أوروبا دون أن يضايقكم الأوربيون، فلماذا تتضايق؟
رابعا: عنصريتكم المقيتة تجاوزت حد الوافدين فهي بينكم كمواطنين، أصيل وغير أصيل، سنة وشيعة، حضر وبدو، وتاجر ومواطن عادي، وجنسية أولى وثانية وهكذا، تتفننون بالفرز العنصري.
خامسا: انتم تحولون أي خلاف فكري او علمي إلى خلاف عنصري لن يؤدي بنا إلا للتراجع في مختلف الميادين.
رسالتي للعنصريين هي..
ارتقوا بعقولكم وعالجوا قلوبكم المريضة واحترموا الإنسان لإنسانيته دون النظر لجنسيته او مذهبه وطائفته وقبيلته، «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» رواه مسلم.
وفي الختام ما نعيشه اليوم هو أن العنصرية باتت تغزونا بسبب تصريحات وممارسات من البعض لتحقيق مكاسب انتخابية رخيصة على حساب الوطن، لذا فإني أدعو لتشريع قانون يجرم الممارسات العنصرية حتى لا يأتي يوم نعض فيه أصابع الندم.
وبإذن الله سنفتح موضوع العنصرية على مصراعيه في الأيام المقبلة.
[email protected]@Al_Derbass