- إقرار مجلس الأمن بالإجماع مقترح الكويت الخاص بالمفقودين في الحرب يُعد انتصاراً للإنسانية
- الأمور في الأزمة الخليجية لم تعد إلى المربع الأول.. وجهود الكويت لم تتوقف لاحتواء هذا الاختلاف
- الاعتداء الحوثي على مطار أبها تصعيد خطير وتقويض لجميع الجهود الرامية للتوصل لحل سياسي
- إعلان إيران استئناف نشاطاتها في التخصيب تصعيد مقلق يتعارض مع استحقاقات «الطاقة الذرية»
أسامة دياب
وصف نائب وزير الخارجية خالد الجار الله الاعتداء الحوثي على مطار أبها السعودي بالتصعيد الخطير والتقويض الصريح لجميع الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي وخرق صارخ للقوانين والأعراف الدولية، موضحا أن الخارجية استنكرت وأدانت بأشد العبارات هذا العمل الآثم والتخريبي في بيان لها، داعية المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤولياته حول هذه الأعمال، متمنيا أن يكون هناك مجال للتحرك السياسي سواء من قبل المبعوث الدولي أو أي أطراف أخرى تسعى إلى تحقيق هذا الحل السياسي.
وأشار الجار الله، في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته في الحفل الذي أقامته السفارة الروسية لدى البلاد بمناسبة العيد الوطني، إلى أن المساعي الديبلوماسية لم تتوقف، مستشهدا بزيارة رئيس الوزراء الياباني لطهران مؤخرا، مشددا على أن تواصل واستمرار الجهود الديبلوماسية كانت السبب في تخفيف وطأة التصعيد بين الطرفين، متمنيا أن ننأى بمنطقتنا عن هذا التصعيد والتوتر والصدام.
وبخصوص إعلان إيران استئناف نشاطاتها في تخصيب اليورانيوم وتأثيره على الأوضاع في المنطقة، قال إن هذا الموضوع يعتبر تصعيدا وأمرا مقلقا يتعارض مع استحقاقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معربا عن أمله في أن يتم احتواء هذا الأمر سريعا.
وعن نتائج التحقيقات في الشكوى التي رفعتها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وخصوصا في ظل ترؤس الكويت لمجلس الأمن حاليا، قال إن كل ما يعرض أو يطلبه الأشقاء أو الأصدقاء في مجلس الأمن سنتعامل معه، حيث إننا نحمل هواجسهم وهموهم.
وعن إنجاز الكويت في مجلس الأمن بإقرار مقترحها الخاص بالمفقودين في النزاعات، أكد الجارالله أن الكويت تتصدى دوماً للقضايا الإنسانية، لافتا إلى أنها نجحت في أن يقر مجلس الأمن القانون الخاص بالمفقودين في الحرب بالإجماع أثناء رئاستها للمجلس هذا الشهر، موضحا أن إقرار هذا القانون يعد انتصارا للإنسانية، خصوصا أن الكويت من الدول التي عانت من هذه القضية، لافتا إلى وجود تنسيق متواصل بين الكويت مع الدول دائمة وغير دائمة العضوية في مجلس الأمن حول مختلف القضايا الإنسانية.
وأضاف أن الجهود الديبلوماسية التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في مجلس الأمن أثمرت عن توافق دولي وإجماع على المقترح الكويتي الخاص بمشروع القرار بشأن مفقودي الحروب تعتبر نجاحا يضاف إلى نجاحات الديبلوماسية الكويتية التي باتت محطة تقدير وإعجاب المجتمع الدولي.
وعن آخر مستجدات الأزمة الخليجية بعد التصعيد الأخير والى أي مدى يعتبر ذلك عودة إلى المربع الأول، اعرب عن أسفه لأي تصعيد في الخلاف الخليجي، متمنيا أن يكون التعاون في إطار التهدئة والاحتواء، مشيرا إلى أن الأمور لم تعد إلى المربع الأول ولا نملك إلا أن نتفاءل، حيث إن جهود الكويت لم تتوقف لاحتواء هذا الاختلاف وسيتحقق لها النجاح في يوم من الأيام.
وعن مدى صحة القائمة المتداولة إعلاميا بخصوص تنقلات الديبلوماسيين، قال إن حركة التنقلات تجري في هذا الوقت من كل عام، ولكن القائمة لم تحسم بعد.
وبالعودة للمناسبة، اكد ان العلاقات الكويتية- الروسية تاريخية وقديمة واستراتيجية ويربط البلدان الصديقان العديد من المصالح المشتركة، مشيرا إلى أن الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات ديبلوماسية مع روسيا.
بدوره، قال السفير الروسي لدي البلاد نيقولاي مكاروف إن بلاده تحتفل بعيدها الوطني «يوم روسيا»، موضحا أنه في ١٢ يونيو ١٩٩٠ اعلن البرلمان الروسي استقلال روسيا الاتحادية الذي فتح مرحلة جديدة من تاريخ الشعب الروسي ودشن طريقا جديدا للتغيير.
وعن مشاركة الكويت في المؤتمر الاقتصادي للاستثمار في الأراضي الفلسطينية المزمع عقده في المنامة، قال الجارالله إنه من المبكر الحديث عن هذا الأمر لاسيما في وجود تكهنات بتأجيل المؤتمر بسبب الانتخابات الإسرائيلية واستحقاقات أخرى.
وأشار في كلمته، خلال الحفل، إلى أن هذه المناسبة الوطنية لا تدل فقط على التغيرات الاقتصادية والسياسية التي بدأت في بلاده قبل ٣٠ عاما ولكنها دلالة تاريخية على التواجد التاريخي الروسي والتطور الذي حققه عبر العصور على مدار أكثر من 11 قرنا. كما لفت إلى أن الكويت صديق جيد وشريك مخلص يعتمد عليه سواء لروسيا أو للعديد من دول العالم، موضحا أن الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات ديبلوماسية مع بلاده منذ ٥٥ عاما.
ووصف علاقات بلاده مع الكويت بالقوية والناجحة والمتطــورة، لافتــا إلى أن الدولتين الصديقتين تتشاركان في العديد من الاهتمامات فــي المنطقة وبينهما تنسيق ناجــــح على صعيـــد مجلس الأمن يساهم في مواجهة التحديات المشتركة.