ردت إيران على الاتهامات الأميركية لها بالوقوف وراء الهجمات على ناقلات النفط في الخليج الخميس الماضي، باتهام مضاد، وبإعلان خطوات تصعيدية جديدة في برنامجها النووي، في وقت حذرت بريطانيا من الانجراف إلى الحرب في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس إن «الوكالات الاستخباراتية تمتلك بيانات وأدلة كثيرة على ضلوع إيران في هجمات الناقلتين في خليج عمان» الخميس الماضي.
وأضاف أنه على الرغم من ذلك، فإن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع طهران. واتهم إيران بتنفيذ هجمات على الشحن التجاري وحرية الملاحة في خليج عمان بنية واضحة لمنع حركة العبور عبر مضيق هرمز، لكنه شدد على أن واشنطن ستضمن حرية الملاحة عبر ممرات الشحن الحيوية و«اتخاذ كل الإجراءات الضرورية الديبلوماسية وغير الديبلوماسية لتحقيق تلك النتيجة».
وانضم وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إلى بومبيو، وقال إن بريطانيا «شبه متأكدة» من أن إيران تقف وراء الهجمات على ناقلتي النفط في خليج عمان.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران تقف وراء الهجمات على الناقلتين، قال هانت لبرنامج أندرو مار الذي يبثه تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «قمنا بتقييمنا الاستخباراتي والعبارة التي استخدمناها أننا شبه متأكدين.. لا نعتقد أن أي أحد آخر غير إيران يمكنه القيام بذلك».
وحذر الوزير البريطاني، من أن هناك «خطرا كبيرا من الانجراف الى الحرب في منطقة الخليج بسبب الهجمات الأخيرة على ناقلتي النفط»، داعيا جميع الأطراف الى تخفيف حدة التوتر بهدف تجنب أي نزاع مسلح.
وأكد انه تحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأنه متيقن أن الولايات المتحدة لا ترغب في الحرب، مضيفا «اننا نرغب في رؤية إيران تتوقف عن زعزعة المنطقة عبر نشاطاتها في لبنان واليمن.. هذا هو الحل على المدى البعيد».
وفي السياق ذاته، كشفت مصادر عسكرية بريطانية أن المملكة المتحدة بصدد إرسال 100 عنصر من قوات النخبة بالبحرية الملكية إلى الخليج.
وأوردت صحيفة «ذا صن تايمز» البريطانية في عددها أمس أن إرسال قوات من مشاة البحرية إلى الخليج سيساهم في حماية السفن البريطانية في الوقت الذي تقترب فيه إيران والغرب من صراع محتمل.
ونقلت عن مصادر العسكرية أن 100 من مشاة البحرية الملكية من الوحدة 42 كوماندوز، سيشكلون قوة استجابة سريعة.
وسيعملون من داخل السفن التابعة للبحرية التي تقوم بدوريات في المنطقة من القاعدة البحرية البريطانية الجديدة في البحرين.
في المقابل، ألمح رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى أن الولايات المتحدة تقف خلف الهجمات «المشبوهة» التي استهدفت ناقلتي نفط في خليج عمان في منطقة الخليج.
وصرح لاريجاني في خطاب أمام المجلس وفق ما نقلت الوكالة الرسمية والوكالة الطلابية (إيسنا) شبه الرسمية بأن «الهجوم المريب على ناقلات النفط في بحر عمان يضاف إلى الحظر الأميركي ضد الشعب الإيراني» لأن الأميركيين «عجزوا عن الحصول على نتيجة من الحظر».
وبحسب الوكالتين، أشار لاريجاني إلى أنه «بالنظر إلى السجل التاريخي لأميركا، فإن الأميركيين استهدفوا سفنهم بالقرب من اليابان لتقديم مبررات للأعمال العدائية (ضد طوكيو) في أعقاب الحرب العالمية» الثانية.
إلى ذلك، قالت وكالة تسنيم الإيرانية، إن طهران ستعلن اليوم خطوات إضافية لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي اتفقت عليه مع القوى العالمية عام 2015 وانسحبت منه واشنطن العام الماضي.
وقالت الوكالة «ستعلن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في موقع آراك للمياه الثقيلة خطوات تمهيدية اتخذت لتقليص التزامات طهران بموجب الاتفاق النووي بدرجة أكبر».
ولفتت وكالة أنباء الطلبة (إسنا) بدورها إلى أن المنظمة الإيرانية ستعلن اليوم «عملية الزيادة بلا قيود لاحتياطات اليورانيوم المخصب وإعادة تصميم المفاعل البحثي وعملية زيادة إنتاج الماء الثقيل في مجمع اراك، بالإضافة إلى إجراءات تم تنفيذها للبدء بالخطوة الثانية لخفض التزامات إيران بموجب الاتفاق النووي».