التراث
التراث هو ما خلفه الأجداد من غنىً ثقافي وأخلاقي وعلمي، من حضارة كي نتمثلها في عبورنا من الحاضر الى المستقبل، والتراث في الحضارة بمثابة الجذور في الشجرة، فكلما غاصت الجذور وتفرعت كانت الشجرة أقوى وأثبت وأقدر على مواجهة تقلبات الزمان.
يتمثل التراث بإرث متنوع يمكن تمثيله بتنوع ما تحمله الجذور الى الشجرة لتحيا وتزهر وتثمر، انه الأملاح والماء والهواء التي من دونها تزول الشجرة وتهوي الى الأرض ميتة، وكذلك الأمم والشعوب والمجتمعات من دون إرث لا حياة لها. إرثها وحضارتها هما تاريخها، مؤلفاتها، إنجازاتها، اكتشافاتها، علماؤها، سلوكياتها، خصائصها، آثارها، موسيقاها، فنها، عمرانها، ومن دون هذا الإرث تتفرغ الشعوب من محتواها القومي وتهوي ساقطة كسقوط الشجرة.
لا حضارة من دون تراث، لأنها ستصير حضارة طفيلية ترتوي من تراث الآخر دون تراثها، شأن الطفيليات التي تقتات مما تنتجه الأشجار الأخرى، فما ان تحبس عنها الأشجار قوتها حتى تندثر مهما بلغت طولا وعرضا. يجب ان تكون الحضارة أصيلة لا تبعية عندها، مستقلة تملك جذورها العميقة في جوف الأرض.
الترانزيستور
إنه الاكتشاف المدهش، الأكثر عظمة في النصف الثاني من القرن العشرين، إذا ما قيّم بنتائجه التكنولوجية، إنه الأساس لعدة ثورات: الراديو، التلفزيون ثم الحواسيب، ثم النوع المحمول منها، التلفونات المحمولة. باختصار كل تكنولوجيا السنوات الخمسين الأخيرة تطورت
معروف ان فاراداي صنف المواد الى قسمين: قسم ناقل للكهرباء، مثل النحاس، الحديد، الذهب، وتلك التي لا تسمح بمرور الكهرباء والتي تدعى عازلة مثل الألمنيوم الكوارتز والكاوتشوك. وبين الاثنين اكتشف مجموعة ثالثة هي نصف الناقلة. وهكذا فإن السيليسيوم، عندما يكون نقيا في درجة حرارة عادية هو عازل تام، ولكن عندما يحوي شوائب من الزرنيج او الفاليونم فإنه يصبح نصف ناقل. لكنه يكون نصف ناقل N مسلحا بإلكترونات حرة، وفي الحالة الثانية يكون نصف ناقل P، فاقدا لإلكترونات.
الترانزيستور هو تجمع ميكروي لرقائق، نوع من الميكروسندويتش من نوع PNP أو NPN ـ طبقة من نصف ناقل من نوع N بين نصفي ناقل من نوع P أو العكس، وعليه يمكن ان يضخم تيارا يمر فيه ـ حالة الراديو ـ والسماح او عدم السماح بمرور التيار. عندما يكون الكمون محصورا بين قيمتين فإن الترانزيستور يسمح بمرور التيار، وخارج هذه النافذة يكون عازلا، ومن هنا اسم الترانزيستور. بمشاركة عدة ترانزيستورات يمكن تحقيق وظائف منطقية عنصورية، تعمل مع نظام الثنائية 0 أو 1.
من كتاب: أعلام ومفاهيم ـ د.احمد بلال