الإمبراطورة ماريا تريزا تدخل بالنمسا عصراً جديداً
ماريا تريزا (1717 ـ 1780) هي ابنة الملك تشارلز السادس وسليلة عائلة هابسبرغ التي تولت مقاليد الحكم في النمسا والمجر واراض اخرى، وهي بذلك خرجت عن تقاليد العائلة التي تورث الحكم للابناء الذكور بسبب وفاة اخيها الوحيد. وبعدما تولت الحكم بعد وفاة ابيها في العام 1740، لم يقابل ذلك ترحيب شعبي ولا دولي، وطمع حكام اجانب في غزو بلادها بعدما استضعفوها، وان من ابرزهم فريدريك الثاني حاكم بروسيا الذي حاصر بجيشه جزءا من اراضيها.
ولكن الامبراطورة الصغيرة كانت تحمل بداخلها طموحات كبيرة لبلادها، فتصدت للمعتدين، وعلى مدى سنوات حكمها قامت باصلاحات كثيرة في مجال الزراعة والصناعة والمعمار، وارتقت بالاحوال المعيشية للشعب، وجعلت من النمسا امبراطورية عظيمة، فأحبها الشعب ولايزال يذكرها كإمبراطورة وسيدة عظيمة.
ظهور صناعة النسيج
لا شك ان من ابرز الاحداث والاكتشافات التي غيرت وجه الحياة على الارض كان ظهور صناعة النسيج والتي اعقبها ظهور المدن الصناعية والهجرة للعمل بها، كانت الانسجة تجهز بطريقة بدائية باستخدام المنوال وكان تجهيز قطعة نسيج كالثوب يستغرق وقتا طويلا. ومن قلب مانشستر حيث ازدهرت صناعة القطن، ظهر مخترع صغير وهو جون كاري، وقدم اول ماكينة من نوعها لنسج الخيوط عرفت باسم The Flying Shuttle والتي وفرت كثيرا من الجهد والوقت.
ومن الطريف انه لم يحصل على اموال من ذلك الاختراع، فقد رفض اصحاب المصانع منحه حقوقه المادية، وسافر الى فرنسا، ومات هناك فقيرا، ثم جاء ابنه روبرت والذي توارث عن ابيه جينات الاختراع وقدم ماكينة اطلق عليها اسم Drop Box كان بامكانها نسج مجموعة من الخيوط الملونة بشكل معقد وهو ما ادى لظهور الملابس الملونة.
من كتاب: 200 يوم غيرت وجه الكون ـ د.أيمن ابوالروس