أعرب مبعوث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، نائب وزير الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله عن سعادة الكويت بالاحتفال بالذكرى السنوية الـ120 لتوقيع معاهدة الصداقة بين الكويت والمملكة المتحدة في الكويت في يناير الماضي والاحتفال بها في لندن تزامنا مع ذكرى إعلان استقلال الكويت عام 1961.
وقال العبد الله في كلمته خلال الاحتفال الذي نظم بمبنى «مانشن هاوس» وسط لندن ان المعاهدة التي وقعت في القرن الـ19 ولا تزال صالحة للقرن الـ21 قد وضعت حجر الأساس لعلاقة طويلة الأمد بين البلدين الصديقين ميزتها حقبة جديدة من الشراكة والتعاون وسادت فيها روح من الود والصداقة، مضيفا ان هذه الشراكة لم تكن قائمة على المصالح المشتركة فحسب بل على الاحترام المتبادل مشيرا الى توقيع المعاهدة عام 1899 والتي جرت في ظروف حرجة مرت بها المنطقة في ذلك الوقت ولاسيما فيما يتعلق بالتنافس بين القوى العظمى.
وأضاف: من خلال التعاون الذي وضعته المعاهدة التزمت الكويت والمملكة المتحدة بحماية مصالح بعضهما البعض، مضيفا انه في العقود التي تلت ثبت صمود هذا الالتزام المتبادل، لافتا الى موقف المملكة المتحدة المشرف بدعم الشرعية الكويتية والتحالف العالمي لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي في العام 1991 لافتا الى تقدير الشعب الكويتي هذا الموقف دائما، كما ان الكويت قدمت بدورها دعما لبريطانيا لمعالجة جنودها الجرحى خلال الحرب العالمية الأولى وبالتحديد للصليب الأحمر البريطاني بالإضافة إلى مساهمتها في سلاح الجو الملكي البريطاني في الحرب العالمية الثانية.
واكد ان العلاقات الكويتية البريطانية راسخة ومتجذرة ولكنها تتطلع دائما لمستقبل أكثر اشراقا بخاصة ان ثمة الكثير مما يدفع للتفاؤل عبر ما أظهرته قيادتا البلدين في الحرص الدائم على دفع العلاقات نحو آفاق أرحب، معتبرا ان تحقيق ذلك يتم ايضا من خلال مجموعة التوجيه المشتركة التي تم تأسيسها في زيارة صاحب السمو الأمير لبريطانيا عام 2012 والتي ستعقد دورتها الـ14 في لندن في غضون الاسبوعين المقبلين، مشددا على ثقة الكويت في الاقتصاد البريطاني اذ وصلت استثمارات القطاعين العام والخاص الكويتيين في بريطانيا 65 مليار دولار في حين سجل حجم التجارة الثنائية ارتفاعا بنسبة 10% سنويا وبإجمالي 4.5 مليارات دولار خلال العام الماضي.
وذكر ان الفرص المتاحة مازالت مستمرة في النمو وبخاصة مع تخصيص الدولة أكثر من 70 مليار دولار لتنويع اقتصاد الكويت وتطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة، معربا عن تطلعه لأن يكون للشركات البريطانية دور مهم في تنفيذ الخطة الاستراتيجية للكويت 2035، موضحا ان المجال التربوي يعد ايضا من أحد أهم أركان التعاون الثنائي بين الجانبين لاسيما من خلال الحضور المميز للمجلس الثقافي البريطاني كما كانت الكويت من أوليات دول المنطقة التي تعتمد مناهج التعليم البريطانية.
ولفت الى ان بريطانيا تعد واحدة من أفضل الوجهات العلمية للطلاب الكويتيين بأكثر من 6500 طالب وبزيادة بلغت نسبتها 140% خلال الاعوام الثلاثة الماضية، وهناك حوالي 200 الف كويتي يزورون بريطانيا سنويا والى الرحلات الجوية الاسبوعية فضلا عن وجود آلاف البريطانيين في الكويت للإقامة والعمل ويساهمون في التنمية المحلية.
وزير بريطاني: مبادرات الأمير الإنسانية أبهرت العالم
أشاد وزير الدولة البريطاني أندرو موريسون أمس بحكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ودوره على المستوى الإقليمي والدولي لاسيما من خلال «مبادراته الإنسانية التي أبهرت العالم».
جاء ذلك في تصريح لـ «كونا» على هامش مشاركة موريسون في الاحتفال الذي اقامته الحكومة البريطانية في مبنى عمدة الحي المالي للندن بمناسبة مرور 120 عاما على توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين.
وأكد موريسون ان الكويت شهدت في تاريخها الحديث قفزة نوعية في كل المجالات حتى أمست من أغنى دول العالم بالنسبة لمستوى دخل الفرد متفوقة بذلك على كثير من الدول الأوروبية، مبينا ان الكويت هي واحدة من أهم حلفائنا في المنطقة، اذ نتشارك معها في روابط قوية لاسيما في مجالات التجارة والدفاع والتعليم والرعاية الصحية، معربا عن اعتزاز بلاده بالاحتفال بهذه المناسبة التي تشكل لبنة مهمة في صرح العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين.
وأوضح ان العلاقات بين البلدين تمتد من العلاقات الرسمية بين الدولتين الى روابط قوية بين الأفراد، حيث ترحب المملكة المتحدة بمئات الآلاف من الكويتيين كل عام.
بدوره، أعرب السفير البريطاني المعتمد لدى الكويت مايكل دونفبورات عن سعادته لإقامة احتفالية الذكرى الـ 120 لتوقيع معاهدة الصداقة في عاصمتي البلدين، معتبرا اياها تأكيدا على عمق هذه العلاقة التاريخية والمتميزة.
واضاف ان لدى بريطانيا والكويت تاريخا طويلا من الصداقة الحقيقية والعمل المشترك.