عندما ترى ظهور أحداث سياسية وعسكرية في منطقة دول الخليج العربي يبدأ التوتر والقلق والارتباك فيها وإعلان حالة الطوارئ واليقظة مما يؤدي الى الكثير من الناس بشراء التموين اللازم ليكفي فترة طويلة وأغراض السلامة وهذا بالطبع ينعش السوق لفترة مؤقتة ويستفيد التجار منها وكما ان هذه الأحداث تؤثر على الأسواق الاقتصادية الخليجية من اسهم وعقار واستيراد وتصدير وكما يزيد من تكلفة التأمين على نقل واستيراد النفط والغاز وخاصة في دول الخليج العربي وعلى أسعار النفط.
وعندما ترى التحرك العسكري الأميركي نحو دول الخليج العربي بسبب الخلافات والمشاكل بين أميركا وإيران وخلالها ظهرت زيادة هجوم صواريخ من الأراضي اليمنية على السعودية وتفجير الناقلات النفطية الخليجية وتحرك البوارج العسكرية الأميركية لحماية دول الخليج العربي من إيران وهذا ليس مجانا وانما مقابل مليارات من ميزانيات دول الخليج العربي تدفعها حق أميركا.
كل هذا ليس مفاجأة وليس وليد اللحظة وانما مخطط له من سنوات لأسباب اقتصادية وابتزازية على دول الخليج العربي وهذا ليس رأيي وتحليلي وإنما جاء من تصريحات جهات اقتصادية وخبراء عالميين، حيث اتضح لأميركا بأنها ستحل عليها أزمة اقتصادية ومالية خانقة بسبب ديونها وسياستها الخارجية وعدائها لبعض الدول مثل الصين وانها ستواجه أزمة نفطية بحيث تتحول أميركا إلى دولة مستوردة للنفط بعد استهلاك معظم إمكاناتها، وبالتالي ستفرض شروطها على الأسواق بحكم قوتها العسكرية للهبوط بالأسعار، وهناك أسباب أخرى للأزمة مثل ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها على الأسواق المالية والحرب التجارية التي تقودها واشنطن ضد العالم وفي مقدمتها الـصين وكما سوف يصادف عام 2020 انتخابات رئاسة أميركا.
والمشكلة ليست بأزمة 2020 ولكن كيف التعامل معها لأن مرت علينا أزمات قبلها 2008 و1990 وغيرها ولكن دول الخليج العربي وخاصة الكويت لن يطوفها أو يخفى عليها مثل هذه الأمور ولابد أن تكون جاهزة لمثل هذه الأزمات وليس ان تتحرك كردة فعل وقتها وبعد انتهاء الأزمة تعود الأمور كما هي ولم تستفد وتتعظ لتكون جاهزة لمشاكل وأزمات قادمة.
[email protected]