حلقة جديدة من مسلسل المواجهة غير المباشرة بين إيران وخصومها الغربيين شهدتها مياه الخليج، وسط مخاوف من وقوع المحظور وتحولها إلى مواجهة مباشرة في ظل التوتر المتزايد في المنطقة بفعل الإعلانات الإيرانية المتتالية عن تقليص التزامها بالاتفاق النووي الموقع عام 2015. اذ اتهمت لندن وواشنطن زوارق الحرس الثوري بمحاولة «احتجاز» ناقلة نفط بريطانية في الخليج، وهو ما نفته طهران بشدة.
وأعـلـنـت الـحـكـومــة البريطانية أن 3 سفن إيرانية حاولت اعتراض سبيل ناقلة بريطانية في مضيق هرمز لكن سفنها انسحبت بعد تحذيرات من سفينة حربية بريطانية. وحثت بريطانيا السلطات الإيرانية على «تهدئة الوضع في المنطقة».
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان «خلافا للقانون الدولي، حاولت ثلاث سفن إيرانية منع مرور السفينة التجارية «بريتش هيريتيج» في مضيق هرمز»، موضحا أن البحرية الملكية اضطرت للتدخل لمساعدة ناقلة النفط هذه التي تملكها «بريتش بتروليوم شيبينغ» فرع النقل النفطي لمجموعة «بريتش بتروليوم».
وأضاف ان «الفرقاطة مونتروز اضطرت للتمركز بين السفن الإيرانية وبريتيش هيريتيج ووجهت تحذيرات شفهية للسفن الإيرانية التي ابتعدت حينها».
وعزز هذه الرواية مسؤولان أميركيان أكدا لشبكة «سي ان ان» الأميركية، أن 5 قوارب تابعة للحرس الثوري الإيراني حاولت احتجاز ناقلة النفط البريطانية التي كانت بصدد عبور مضيق هرمز في الخليج.
وأوضح المسؤولان المطلعان بصورة مباشرة على ما جرى أن ناقلة النفط كانت في طريقها للخروج من الخليج قبل أن تقترب منها القوارب الإيرانية وتأمرها بتغيير مسارها والدخول إلى المياه الإقليمية الإيرانية.
وأضاف المسؤولان أن البارجة «مونتروز» التابعة للقوات البحرية الملكية البريطانية كانت ترافق ناقلة النفط من الخلف، وقامت بتوجيه أسلحتها المثبتة على سطحها صوب الإيرانيين ووجهت لهم تحذيرا شفهيا للتراجع، وبالفعل تراجعت القوارب الإيرانية.
وذكر المسؤولان أن البارجة البريطانية مجهزة بأسلحة رشاشة من عيار 33 مليمترا مخصصة ومصممة بالتحديد لإبعاد القوارب الصغيرة، لافتين إلى أن البارجة البريطانية كانت في دورية معتادة لتوفير الحماية البحرية في الخليج.
وأشار المسؤولان إلى أن طائرة دون طيار أميركية كانت تحلق فوق الموقع وقامت بتصوير ما جرى.
وفي السياق، نقلت قناة الجزيرة عن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إن بلاده تتابع الموقف. ونسبت الجزيرة إليه قوله: «نراقب الموقف بشأن محاولة إيران اعتراض ناقلة بريطانية ولا نريد التصعيد».
وقال بحسب المصدر نفسه: «قلقون من تصعيد الموقف في الخليج وفخورون بقواتنا البحرية».
بدوره، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاتهامات البريطانية بأنها «ادعاءات مكررة وتهدف لتصعيد الوضع».
وقال ظريف في تصريحات للصحافيين: «يبدو ان الناقلة قد عبرت (مضيق هرمز) لكن مزاعم محاولة الحرس الثوري الإيراني احتجازها تهدف لتصعيد الوضع ومكررة ولا قيمة لها».
وأضاف ان مثل هذه «الادعاءات تكررت كثيرا حتى الآن وأن الحرس الثوري بدوره نفى ذلك بيد أن هذا الكلام يثار من أجل تغطية نقاط ضعفهم».
وكان الحرس الثوري الإيراني نفى في بيان نشرته الوكالة الناطقة باسمه «سباه نيوز» أن يكون حاول منع مرور ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز.
وقال الحرس في البيان: «لم تحدث مواجهة مع سفن أجنبية بما في ذلك سفن بريطانية».
وأكد أن قواته قادرة على توقيف السفن الأجنبية في الرقعة الجغرافية المناطة إليه على نحو قاطع وسريع ودون تردد إذا ما كانت قد تلقت إيعازا بذلك.
يأتي هذا الحادث غداة تحذير الرئيس الإيراني حسن روحاني بريطانيا من «عواقب» قرارها اعتراض ناقلة النفط الإيرانية «غريس1» قبالة سواحل جبل طارق الخاضع للسيادة البريطانية الأسبوع الماضي، مذكرا لندن بمصير الطائرة الأميركية المسيرة «درون» التي أسقطتها صواريخ إيرانية الشهر الماضي.
وقد حذر الحرس الثوري من أن الولايات المتحدة وبريطانيا «ستندمان بشدة» على احتجاز الناقلة الإيرانية.
وقال الأميرال علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري: «لو ان العدو قام بأدنى تقييم، لما كان تصرف على هذا النحو». واعتبر أن الاحتجاز ينطوي «على غباء وهي سمة تلازم الرئيس الأميركي، والبريطانيين الى حد ما».
وردا على هذا التهديد، قال المتحدث باسم رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إن احتجاز ناقلة النفط الإيرانية له علاقة بالعقوبات على سورية وليس إيران. وأضاف: نعتبر أن السفينة (غريس 1) مسألة خطيرة تتعلق بالعقوبات على سورية أكثر مما تتعلق بإيران.