بقلم: سهام السهيل
فوجئ الميدان التربوي بصفة عامة والمهتمون بالمشاركة في الجوائز التعليمية الخليجية بما تم نشره في «الأنباء» بعددها الصادر الخميس الماضي بشأن إيقاف اللجان العاملة في الجوائز الخليجية مثل جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز بكل فئاتها وجائزة محمد بن زايد لأفضل معلم خليجي وجائزة تحدي القراءة العربي، وعليه أود أن أعقب على تلك القرارات الصادرة والتي تنم عن عدم دراسة للأمر بصورة كافية، كوني عضوة سابقة في اللجنة العليا لجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم منذ بداية تشكيل تلك اللجان عام 2008 في عهد وزيرة التربية الأسبق نورية الصبيح والوكيل المساعد للتنمية التربوية تماضر السديراوي وحينها كان منسق الجائزة وليد بن غيث الذي يشغل حاليا منصب مدير عام منطقة الجهراء التعليمية، ومن ثم ترأست لجنة المعلم المتميز لعدة سنوات، كما ترأست لجنة جائزة محمد بن زايد في دورتها الأولى وتمت مشاركة المدرسة التي أدرتها (ثانوية الفروانية للبنات) في الدورتين الأولى والثانية لمشروع تحدي القراءة العربي وحازت طالباتنا على مراكز متقدمة في التصفيات المحلية، بصفتي هذه أود أن أوضح بعض النقاط والأسباب التي تؤكد تسرع وكيل وزارة التربية د.سعود الحربي في اتخاذ مثل هذا القرار وضرورة التراجع عنه لمصلحة الكويت في المقام الأول ومن ثم استمرارية التنافس مع دول الخليج في المحافل التربوية من خلال مشاركات الكفاءات والكوادر الوطنية في مجال التعليم، ومن أهم تلك الأسباب:
١ ـ تعتبر الكويت من أوائل الدول الخليجية التي بادرت الى المشاركة في كل تلك المسابقات والجوائز عند فتح أبواب المشاركة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي العربي.
٢ ـ تشكيل اللجان في تلك الجوائز ساهم بصورة كبيرة في نشر ثقافة تلك المسابقات والجوائز بالميدان التربوي، وساعد على رفع مستوى تنسيق وتنظيم العمل وتوحيد الجهود لتحقيق التحكيم المحلي بصورة عادلة ومحايدة، والذي تتطلبه كل تلك المسابقات والجوائز الخليجية، ويعتبر التحكيم المحلي مرحلة أساسية من مراحل ترشيح الأعمال المؤهلة للتصفيات النهائية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنظمة لتلك المسابقات.
٣ ـ من متطلبات تلك الجوائز والمسابقات التعليمية استمارات بالدرجات التفصيلية لكل المشاركين وتحديد عدد معين للأعمال التي تتقدم بها كل دولة خليجية، ولا يمكن ترشيح تلك الأعمال وتحكيمها ووضع الاستمارات التقييمية لها والدرجات المطلوبة إلا من خلال تشكيل لجان للقيام بتلك الأعمال والمهام.
٤ ـ أحرزت تلك اللجان العديد من الجوائز والمراكز المتقدمة على مستوى كل المسابقات خاصة الفئات المشاركة في جائزة حمدان بن راشد سواء فئة الإدارة المدرسية أو فئة المعلم وفئة الطالب وفئة المعلم فائق التميز وفئة البحث التربوي على مدار 16 عاما أي في عام 2003 منذ الدورة السادسة ونحن الآن مقبلون للمشاركة في الدورة 22.
٥ ـ جدية العمل في تلك اللجان والدعم الدائم لها من الوكلاء المساعدين للأنشطة خاصة الرعاية الواضحة والدعم الكبير خلال السنوات الأخيرة من الوكيل المساعد للتنمية التربوية والأنشطة فيصل المقصيد ومتابعة منسقي الجائزة على مدار تلك السنوات والاهتمام الواضح الذي كان يبديه كل أعضاء تلك اللجان ، كل ذلك ساهم بصورة كبيرة في فوز منسق الكويت مرتين كأفضل منسق خليجي والذي فاز به مدير عام منطقة العاصمة التعليمية ناجي الزامل في الدورة الـ 16 ومدير عام منطقة مبارك الكبير الأستاذ منصور الديحاني في الدورة العشرين.
تلك الأسباب تجعل الاستمرارية في تشكيل اللجان العاملة في تلك المسابقات والجوائز ضرورة قصوى، وإذا كانت هناك أسباب معينة قد نجهلها من وجهة نظر وكيل الوزارة د.سعود الحربي والتي على أثرها اتخذ تلك القرارات فلا بد من توضيحها وشرحها للوكيل المساعد للتنمية التربوية والأنشطة فيصل المقصيد ووضع آلية تخدم الجميع ولا تؤثر على النتائج التي تحصدها الكويت سنويا.
وكلنا ثقة في التعاون الكبير من وزير التربية ووزير التعليم العالي د.حامد العازمي ووكيل الوزارة د.سعود الحربي ورحابة صدورهم في فهم مثل هذا الموضوع، والذين نثق تماما بأنهم لن يألوا جهدا ولن يترددوا في توفير ما يساعد على رفع اسم الكويت عاليا بالمحافل الخليجية والعالمية.