كذبت السلطات الإيرانية أمس تقارير تتحدث عن استعدادها للتفاوض حول برنامجها الصاروخي، مؤكدة أن برنامجها الصاروخي الدفاعي «غير قابل للتفاوض إطلاقا».
جاء ذلك بحسب ما نقلت وكالة أنباء «إرنا» المحلية عن بيان صادر عن ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة.
وذكر البيان أن إيران «تفند استنباط وكالة أنباء «أسوشييتد برس» الأميركية، من تصريحات وزير الخارجية محمد جواد ظريف، خلال المقابلة التي أجرتها معه قناة إن بي سي».
وأضاف البيان «وزير الخارجية كان قد قال ان أرادت الولايات المتحدة التحدث حول الصواريخ فعليها ابتداء وقف بيع الأسلحة التي تشمل صواريخ أيضا لحكومات المنطقة».
وتابع «إلا أن الوكالة الأميركية فسرت هذه الجمل على أساس أنها تعبر عن رغبة إيران في التفاوض حول برنامجها الدفاعي الصاروخي»، مشددة على أن هذا لا يعني بأي حال استعداد إيران للتفاوض بشأن الصواريخ.
واستطرد بيان ممثلية طهران لدى الأمم المتحدة، مؤكدا أن «الصواريخ الإيرانية غير قابلة للتفاوض إطلاقا مع أي أحد أو أي دولة وفي أي وقت كان».
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال معقبا على تصريحات ظريف «لأول مرة قال الإيرانيون إنهم مستعدون للتفاوض حول برنامجهم الصاروخي».
كذلك اعتبر الرئيس دونالد ترامب أن ذلك «تقدما كبيرا» فيما يتعلق بإيران، مشيرا الى استعداده التحدث مع الايرانيين. غير أن الوكالة الإيرانية قالت ان تلك التصريحات جاءت بناء على مزاعم «أسوشييتد برس».
وأجرت قناة «إن بي سي» الأميركية لقاء مع ظريف خلال زيارته إلى نيويورك، حيث قال ان باب التفاوض «مفتوح على مصراعيه» إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات عن إيران.
وفيما يشبه التراجع عن تصريحات بومبيو، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس أمس أن واشنطن لن تتسامح مع التهديدات الإيرانية في مضيق هرمز، كما أنها لم تتلق رسالة خاصة بشأن نية الإيرانيين للتفاوض حول البرنامج النووي.
وقالت أورتاغوس ـ في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية» الإخبارية ـ انه «ما من خيار أمام الإيرانيين سوى التفاوض، وإلا فسيظلون تحت العقوبات التي جرى فرضها»، وأضافت المتحدثة الأميركية نحن «نستطيع بمفردنا أن نحافظ على حرية الملاحة، لكننا نريد أن يكون شركاؤنا وحلفاؤنا معنا في هذه الجهود».
وفي غضون ذلك، أعلن قائد وحدة الطائرات المسيرة التابعة للقوة البرية للجيش الايراني العميد شهرام حسن نجاد أمس عن
انضمام ثلاث طائرات مسيرة «درون» هجومية من طراز «مهاجر 6» لهذه القوة.
ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن حسن نجاد قوله إن انضمام الطائرات المسيرة الهجومية «مهاجر 6» جاء لتعزيز منظومة الطائرات المسيرة في المناطق الحدودية وكذلك تغيير نهج القوة البرية للجيش من العمليات الدفاعية إلى الهجومية.
وأكد أن تدمير الاهداف المحددة مسبقا يعد ضمن مهمات الطائرة المسيرة «مهاجر 6»، مشيرا إلى أن من مميزات هذه الطائرة المسيرة المدى الكبير للتحليق وسقف التحليق الملحوظ ومواصلة الطيران فترة طويلة وقدرة حمل قذائف ذات دقة عالية جدا ليلا ونهارا وقدرة التحمل في الظروف المناخية المختلفة والاستخدام السهل في المواقع الجغرافية المختلفة.
من جهة أخرى، صرح زوج بريطانية إيرانية محتجزة في طهران بأن عائلتها لم تعد قادرة على التواصل معها، بعدما تم إبلاغهم بنقلها إلى وحدة للعلاج النفسي يسيطر عليها الحرس الثوري.
وقال ريتشارد راتكليف، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، إنه تم نقل زوجته نازانين زغاري ـ راتكليف، المحتجزة منذ عام 2016 لاتهامها بالتجسس، إلى وحدة للعلاج النفسي بمستشفى الإمام الخميني الاثنين الماضي.
وأوضح راتكليف أن العائلة اعتقدت في البداية أن نقلها ربما يكون خطوة باتجاه إطلاق سراحها، إلا أنها بعد أن علمت أنها محتجزة لدى الحرس الثوري، أصبحت تخشى من أنها قد تتعرض للمزيد من الضغوط لإجبارها على التوقيع على اعترافات قسرية.
وقال للهيئة «خلال آخر لقاء لها مع الحرس الثوري، عندما كانت تخوض إضرابا عن الطعام، حاولوا الضغط عليها لتوقيع إدانات للحكومة البريطانية والاعتراف بعدة أمور».
وكان تم توقيف زغاري ـ راتكليف (41 عاما) خلال زيارة لإيران بتهمة التآمر للإطاحة بالنظام من خلال الإشراف على برنامج تدريب صحافي.
.. وتكشف مصير الناقلة المفقودة: سحبناها إلى موانئنا لإصلاحها
عواصم - وكالات: كشفت إيران عن مصير ناقلة النفط المفقودة منذ عبورها مضيق هرمز السبت الماضي، وأعلنت أنها سحبتها إلى موانئها «لإصلاحها»، وذلك بعد اتهام مسؤولين أميركيين للحرس الثوري باحتجازها.
ورغم أنه لم يذكر اسم الناقلة «ام تي رياح» التي اختفت منذ أيام، إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي قال إن بلاده تقدم المساعدة لـ «ناقلة نفط أجنبية واجهت مشكلة فنية» في الخليج بعد تلقيها نداء استغاثة منها.
وتطرق موسوي إلى الناقلة على حساب رسمي في موقع تويتر بالقول انه «بالاستناد إلى القواعد الدولية (...) اقتربت القوات الإيرانية وباستخدام زورق لقطر السفن سحبتها الى المياه الإيرانية للقيام بالإصلاحات الضرورية» بعد تلقيها طلب المساعدة. لكن مسؤولين أميركيين وإماراتيين اكدوا أنه لم تصدر أي نداءات استغاثة عن الناقلة التي تم تعطيل أجهزة التتبع فيها.
وكان موقع «تانكر تراكرز» الالكتروني الذي يتتبع ناقلات النفط قد ذكر سابقا أن الناقلة التي ترفع علم بنما وتحمل اسم «رياح» والمستخدمة في مضيق هرمز لـ «تزويد السفن الأخرى بالوقود»، قد عبرت إلى المياه الإيرانية في 14 يوليو «للمرة الأولى بعد أن تباطأت سرعتها».
وأضاف الموقع انه في تلك اللحظة توقف نظام تحديد الهوية الآلي للناقلة عن إرسال الإشارات.
وآخر موقع معروف للناقلة كان قبالة جزيرة قشم في مضيق هرمز.
وكان مسؤول إماراتي طلب عدم الكشف عن هويته نفى أن تكون الناقلة «رياح» إماراتية. وقال «الناقلة غير مملوكة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة ولم يتم تشغيلها من قبل الإمارات، ولا تحمل على متنها أي طاقم إماراتي، ولم ترسل أي طلب استغاثة».
وكانت شبكة (سي.إن.إن) ذكرت أن المخابرات الأميركية تعتقد أن البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني أجبرت الناقلة الإماراتية (رياح) على دخول المياه الإيرانية. لكنه أضاف أن مصادر أخرى بالخليج قالت إن كل ما حدث هو أن الناقلة تعطلت وربما سحبتها السفن الإيرانية.