المبارزة
من أحب الهوايات لنبلاء وفرسان العصور الوسطى هي (المبارزة) وكانت هذه المبارزة تسفر عن العديد من الخسائر الروحية بين المتبارزين في مكان عام لتحد أو الانتقام للشرف أضف إلى المعارك التي كانت تدور رحاها بين الدول.
وقد أعلنت الكنيسة آنذاك أن من يقتل في المبارزة أو يُقتل فهو آثم.
وكان الرسل ينتقلون هنا وهناك معلنين عن المبارزة وتوزيع بطاقات الدعوة التي تحمل اسم المستضيف ومكان وموعد المبارزة والجوائز المخصصة للفائزين.
وقد تستغرق رحلة بعض الفرسان شهورا وأسابيع لرغبتهم بالمشاركة في النزال وعندما يصل فارس إلى مكان النزال ينفخ في الأبواق ويهتف الناس باسمه.
والفارس القادم ينبغي أن يثبت براعته أمام الحكام وأن يثبت أنه يعلق درعه وشعار نبالته على رمح وله الحق أن يحتفظ باسمه سرا والحكام وحدهم هم الذين لهم الحق أن يروا شعاره ويعرفوا من يكون.
وعندما يلمس أحد الفرسان درع غريمه برمحه فذلك يعني أنه يجب أن ينازله في مبارزة منفردة.
وعند بداية الحفل تنفخ الأبواق وتقرع الطبول الذي يستمر حتى الغروب.
ويجلس الحكام في منصة خاصة بينما يحتشد الفلاحون والخدم خلف السياج وحول حلقة المبارزة يلتف تجار الأسلحة والشعراء والفرسان المسنون وتخصص منصات خاصة للسيدات.
ويجد بعض عامة الناس من هذا الاحتفال سوقا رائجة لبضائعهم.
بقي أن نعرف أن الفائز في إحدى المبارزات يقترب من منصة السيدات ليتسلم جائزته تاجا أو كيس نقود أو قطعة قماش مطرزة بخيوط الذهب أو جوهرة أو درعا أو سيفا أو حصانا.
كما يجلس الفائز في منصة الشرف وتقوم النساء على خدمته.
من كتاب: موسوعة ينابيع المعرفة ـ إعداد: د.قاسم الأسدي