هنري دونان
أول فائز بجائزة نوبل للسلام في العالم، أول من أسس «اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى» التي أصبحت فيما بعد «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» ببنودها العشرة. هنري دونان أول من أدخل تقليد الهوية المعدنية للمقاتلين حتى يتم التعرف عليهم فيما بعد إذا أصيبوا أو قتلوا في الحروب وكان ذلك أثناء الحرب الفرنسية الروسية عام 1870م، حين كان يعالج الجرحى العائدين لباريس.
هنري دونان سويسري، ولد في چنيف عام 1828، من أسرة متدينة بروتستانتية اشتهرت بالإحسان والبر للمحتاجين. كان في بداية حياته غير مهتم بمسألة المصابين في الحروب فعمل في أحد البنوك بعد دراسته الثانوية، لكنه شهد أحداث موقعة سولفرينو الدامية في إقليم لومبارديا.
عمل هنري دونان سكرتيرا للجنة الدولية للجرحى التي شكلها لكنها لم تستمر، فأعلن إفلاسه في عام 1867، وحل به الخراب تماما وخسر كل شيء، حتى أنه أصبح مدينا بحوالي مليون فرنك سويسري، بعملة تلك الأيام! وهو مبلغ ضخم جدا وذاعت فضيحته في چنيف فقدم استقالته من منصبه وقررت اللجنة استبعاده تماما.
هنري دوان لم ييأس، وعمل على افتتاح مؤتمر في لندن عام 1875 للقضاء على تجارة العبيد من أفريقيا واستعباد الزنوج القادمين منها، وظل وحده يناضل، لكنه ظل وحيدا وشمله الضياع والإفلاس فكان يمشي على قدميه متنقلا بين ألمانيا وإيطاليا، بما يتصدق عليه أصدقاؤه حتى استقر في قرية سويسرية مريضا عاجزا مفلسا في مأوى للعجزة، واكتشف وجوده الصحافي (جورج بومبرجيه) وكتب عنه مقالا ذاع في كل أوروبا وبعدها تسلم جائزة نوبل للسلام عام 1901 لأول مرة في تاريخها، ومات عن 89 عاما.
من كتاب: شخصيات صنعت التاريخ ـ أسيمة جانو