تغريدة لعزيز حركت عندي الكثير من المشاعر، يقول فيها باختصار «إن الإبداع ربما يتحول إلى فشل بسبب البيئة العامة»!
رددت عليه قائلا: لم أعتد عليك أن يكون طرحك سلبيا أو متشائما ياعزيزي..
حتى وإن كانت البيئة العامة غير جاذبة، عليك أن تتجاهل واقعك حتى تصل لمرادك، وفق مبادئك التي جعلت منك إنسانا طموحا لا تهزه المصاعب ولا تحركه المتاعب، وتفاءل بالخير تجده في كل مكان وزمان..
لم تكن الحياة سهلة، في كل بيئة ننتقل فيها!
فالصعوبة هنا تكمن في طريقة تعايشك مع نفسك أولا ثم مع الآخرين، والتي ربما تحتاج عندها لكثير من الحكمة، ورجاحة العقل والمنطق..
والأصعب من ذلك، عندما لا تجد من يفهمك ويشعر بك مع كل الظروف التي تمر بها، حتى وإن استنفدت كل الطرق الراقية في كيفية التعامل، وأدب الكلام، وتطبيق الأفعال، لذا ستجد أن كل الأبواب قد أغلقت في وجهك بلا رجعة!
عندها ستتألم بلا شك، فالوجع أو الإيذاء النفسي الذي أصابك من جراء عدم الالتفات لك، أوالاهتمام بك نتيجة البيئة العامة، لا يحتاج إلى حديث طويل حتى تصل فكرتك، وربما أحيانا تكون نبرة الصوت بمنزلة نصف الكلام !
غالبا ما يكون الراقون من الناس في أخلاقهم هم الأكثر معاناة في هذه الحياة، وقد يمرون في أوقات عصيبة مؤلمة، وتبدو ملامح الحزن على ملامح وجوههم واضحة، والتي لا تحتاج حلولا..
هي فقط تحتاج ليد صديق، «يربت على كتف صديقه يقول له أنا أشعر بك»!
فالإنسان كتلة من المشاعر، تحركه أحيانا الكلمات، وأحيانا أخرى تأسره المواقف وتشده الأفعال الطيبة، حتى تجعله يتأمل كثيرا في مجريات الحياة التي لا تهدأ بين المد والجزر في حلوها ومرها.
ونحن بلا شك قابعون في أعماقها لا نعلم غدرها ولا نعرف حبها!
فكم هو جميل ياعزيزي أن تلتقي بمن إذا حاورته وجدته حكيما، وإذا غضب كان حليما، وإذا ظفر كان كريما، وإذا عاهد كان وفيا ولو كان العهد عظيما..
وكم هو جميل أن يظن الناس بك خيرا..
والأجمل أن تكون خيرا مما يظنون..
مختصر مفيد:
الهدوء هو أكثر ما يحتاجه الإنسان في هذا الزمان، بعد أن أصبح ضجيج الحياة قاتلا..
حتى تعيد حساباتك، وتهيئ نفسك لبيئة أكثر جاذبية عنوانها العطاء ومضمونها الثقة في النفس والقدرات التي تمتلكها..
«فالطير على الشجرة لا يخاف أن ينكسر الغصن (البيئة الخاصة به) لأنه لا يثق بالغصن بل يثق بأجنحته»..
[email protected]
M_TH_ALOTAIBI@