عادل الشنان
أحيت مجالس ذكر أهل البيت عليهم السلام ثاني ليالي شهر المحرم الحرام، حيث ارتقى المنبر في حسينية الرسول الأعظم الشيخ محمد جمعة، متحدثا عن مسألة توثيق حادثة الطف وأهميتها في نقل تفاصيل ما مر به الامام وآل بيته وصحابته من مآس قبل وبعد استشهاده، مشيرا إلى دور السيدة زينب المهم في توثيق حادثة كربلاء بعد مقتل الإمام الحسين.
وقال جمعة ان «الثورة الحسينية التي قام بها الامام تمتاز بوضوح المعالم والمفاهيم، حيث لم يتمكن أحد من اخفائها، على الرغم من عدم وجود الاعلام الكافي»، مبينا ان «واقعة الطف كانت لها خطط واضحة ومبادئ مبينة على أسس».
وأضاف «ان الامام جعل خطبه المتعددة حجة على الجميع، خاصة في ظل الأشياء والظروف التي كان يمر بها، لهذا وبفضل عملية التوثيق ظلت احداث الثورة الحسينية محفوظة إلى يومنا هذا».
وتابع ان «من أفضل الأشياء التي تم توثيق حادثة استشهاد الامام، هي التي نقلت عن خطبة السيدة زينب عليها السلام»، لافتا إلى ان «هناك من يحاول تحريف أحداث الثورة الحسينية، إلا أن احداثها كانت موثقة». وتحدث جمعة عن فن الخطابة، وكيف ارتجلت السيدة زينب خطبتها العصماء، مبينا أن آل بيت رسول الله هم منبع فن الخطابة والكلمة.
وفي حسينية الاوحد الخطيب الحسيني ارتقى المنبر السيد محمد الشوكي الذي استهل محاضرته قائلا إن من المسائل الخطيرة في حياة الانسان مسألة الجهل، فكثير من المشاكل الدينية والدنيوية التي يعيشها الانسان ناتجة من الجهل، فالأنبياء عليهم السلام من مرتكزات رسالاتهم محاربة الجهل ورفعه عن الناس، وأهل البيت عليهم السلام وهم ورثة الانبياء كرسوا حياتهم في محاربة الجهل ورفعه عن الأمة.
وأضاف الشوكي ان الامام الحسين عليه السلام كان احد أهداف نهضته محاربة ومواجهة الجهل في الأمة، مضيفا إن الامام الحسين عليه السلام قدم دماءه في نهضته للعديد من الاهداف منها رفع الجهالة عن الامة.
وتابع الشوكي بقوله: للجهل معنيان المعنى الاول الجهل وهو فقدان المعلومة أي أن الانسان في جانب عالم بالشيء وفي جانب آخر جاهل بالشيء كالجهل في بعض الاحكام الشرعية، مضيفا: والجاهل أيضا مرة يكون جاهلا قاصرا وأخرى يكون جاهلا مقصرا، فالجاهل القاصر هو الذي لا يستطيع رفع جهله ولا يجد طريقا لرفع ذلك الجهل، وأيضا هناك جاهل مقصر وهو الذي يملك طريقا لرفع جهله لكنه لا يسعى لذلك، وفي زماننا هذا الكثير من الجهلة المقصرين.
ولفت الشوكي إلى انه يجب على الانسان ان يخصص وقتا لتعلم دينه وتحديدا الشباب، فالوسائل في وقتنا الحاضر متاحة اكثر مما كان عليه في السابق، مضيفا انه يجب على الشباب ان يحصلوا على معرفة دينية صحيحة والتعمق في معرفة مفاهيم الدين.
وأضاف الشوكي: من التقسيمات التي تذكر للجاهل الجهل البسيط والجهل المركب، حيث ان الجهل البسيط هو ان يجهل الانسان الشيء ويعرف انه جاهل في هذا الشيء، اما الجهل المركب فهو الجاهل الذي لا يعلم أنه جاهل بل يرى نفسه عالما، وهذا اخطر أنواع الجهل، وأما النوع الثاني فهو الجهل بمعنى خفة العقل، وهو نوع من الحمق والسفه.
وأوضح الشوكي ان مجالس الإمام الحسين عليه السلام يجب ان تتابع منهج الامام الحسين عليه وتكون منابر ومنائر لتزويد الناس بالمعرفة ورفع الجهل عن الناس، مضيفا ان الحزن والبكاء في المجالس الحسينية جانب أصيل، فهي مجالس عزاء، ولكن يجب ان يخرج الانسان من هذه المجالس بفائدة دينية.