- المبرقع: مع العمل بالأفق الشرعية لن يحدث أي انحراف في الأخلاقيات
- شبر: على من يشكون قلة التوفيق المداومة على قراءة سورة الشمس
عادل الشنان
واصلت مجالس ذكر أهل البيت إحياء ليالي شهر محرم الحرام بذكرى واقعة ألطف، وتم تخصيص الليلة الخامسة لذكر سفير الحسين وابن عمه مسلم بن عقيل عليهما السلام، حيث أحيت حسينية «أهل البيت» شعائر الليلة الخامسة من ليالي شهر محرم 1441 هجري مساء أول أمس في منطقة الأحمدي والتي تختص بأول شهيد من شهداء آل البيت في معركة الطف رسول الإمام الحسين إلى أهل الكوفة مسلم بن عقيل بن أبي طالب وسط حضور كثيف للمعزين ورواد الحسينية وتنظيم مميز من رجال الأمن والقائمين عليها.
وقد ارتقى المنبر الخطيب الحسيني السيد مقداد المبرقع واستعرض سيرة صاحب الليلة مسلم بن عقيل وسرد قصة استشهاده في الكوفة بعد بقائه وحيدا، حيث تفرق عنه أهل الكوفة ولم يبق معه أحد بعد سجن هاني بن عروة، مستذكرا الموقف البطولي للمؤمنة طوعة التي خلدها التاريخ وجعل ذكرها مرتبطا بمصيبة أهل البيت في كل عام، عندما وقف على باب دارها ليلا وطلب الماء واستقبلته في تلك الليلة في بيتها حتى الصباح وكان بين قائم وراكع حتى حاصر الجند بيت طوعة وخرج لهم ودارت المعركة حتى سقط في حفيرة كمنوا له بها واقتادوه إلى قصر الإمارة وقتل شهيدا.
وقال المبرقع في محاضرته: إن الباري عز وجل خلق الكون على حسب قوانين وأسس، وكل مخالفة لأي قانون إلهي سيحدث خللا في الكون سواء كان في الرحاب الكوني أو الاجتماعي أو الطبيعي، موضحا أن الإنسان عندما يعمل بحسب تلك الأفق الشرعية والكونية لن يحدث أي خلاف اجتماعي وانحراف في الأخلاقيات، فالقانون لو وجد برعاية واتباع لتعاليم النبوة لما حدث أي خلاف أو ضرر في المجتمع.
وتابع: الله سبحانه وتعالى حكيم ولم يخلق شيئا إلا لغاية والسبب في خلق الموت والحياة للابتلاء بلحاظ الموت والحياة وخلق الجن والإنس للعبادة وهي غاية جزئية، لافتا إلى أن المقاييس الإلهية كيفية وليست كمية في غالبها، بحيث لا تقاس بالعدد بل بالكيف والمضمون، مثلا ينظر إلى عمل الإنسان والتوجه فيه ونسبة قبوله ويستطيع الإنسان أن يلحظ ذلك من خلال ارتياحه لتقبل العمل وهو مضمون الآية «ليبلوكم أيكم أحسن عملا» وليس أكثركم.
وحث المبرقع على التعامل الحسن مع الأسرة وبر الوالدين والسعي إلى إسعادهم وإدخال السرور على نفوسهم وملاطفتهم والاهتمام بالزوجة والأولاد والتعود على سياسة الإهداء، مستشهدا بحديث الإمام الصادق عليه «من دخل إلى بيته وبيده شيء يفرح به أهله أوجب الله له الجنة» وخصوصا إدخال السرور إلى قلب الأبناء من البنات.
طهارة البدن والملبس
وفي حسينية الجديدة شدد سيد محمد سيد صباح شبر على أهمية طهارة البدن والملبس في أوقات الصلاة، مضيفا أن الدم إذا كان بسيطا بحيث لا يزيد عن مساحة درهم يطهر بالماء، لكن في حال الطواف للعمرة أو الحج لا يطبق ذلك، وتشترط طهارة الملبس والبدن كاملا، ولا يعفى حتى من الدم ولو كان مقدار نقطة، أي أن مقدار الدم الأقل من مساحة الدرهم يعفى عنه في الصلاة لكن لا يعفى عنه في الطواف.
ودعا شبر من يشكو قلة التوفيق إلى المداومة على قراءة سورة الشمس حتى يوفقه الله عز وجل أين ما توجه ومن يداوم على قراءتها سيلاحظ ذلك، وهي سورة قصيرة يفضل قراءتها 10 مرات صباحا ومثلها مساء ناهيك عن كونها تمنح قارئها الرقعة والمكانة الجيدة في المجتمع.
وختم شبر مجلسه بالتطرق إلى سفير الإمام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل بن ابي طالب وما جرى عليه في الكوفة وتعرضه للقتل والاستشهاد في سبيل الله
فداء وتضحية
وفي حسينية آل بوحمد تطرق الشيخ علي الغروي إلى حادثة استشهاد مسلم بن عقيل سفير الإمام الحسين عليه السلام ورسوله الى الكوفة قائلا: «ارسل الإمام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل إلى الكوفة سفيرا حيـث بـايـعـه أكثر من 18 ألفا ثم سرعان ما خذلوا مسلم وضيعوا بيـعتهم، لافتا الى انه ما أن دخل ابن زياد الكوفة هدد أهلها ورغب مناصريه حتى تفرق الناس عن مسلم».
وأضاف: «انفضوا عن مسلم وتفرقوا حتى توجه في مجموعة كبيرة إلى المسجد في الكوفة وصلى المغرب فتفرقوا بعد الصلاة وما بقي إلا عشرة أشخاص وحينها خرج مسلم من المسجد وإذا بهم تفرقوا جميعا ولم يبق معه شخص واحد يدله على الطريق وهو الغريب في تلك البلاد، مضيفا: الغربة والمظلومية لمسلم وهو القائد والعظيم ولا يدري أين يذهب حتى وصل إلى باب دار امرأة يقال لها طوعة، (كانت واقفة تنتظر ابنا لها خرج مع الناس)، فسلم عليها وردت السلام فسألها شربة من الماء فأتت له بالماء وشرب وحمد الله.
ثم دخلت المرأة إلى بيتها وخرجت فرأت مسلما ما زال واقفا على باب الدار، فقالت له: يا عبدالله ألم تشرب الماء؟ قال: بلى، فقالت: فاذهب إلى أهلك، فسكت مسلم، ثم أعادت القول ثانية فلم يرد عليها».
مضيفا: «تأملت هذه المرأة الصالحة بمسلم فرأت عليه مهابة الإيمان والتقوى وسيم الصالحين، فكلمته بهذا العنوان وقالت: أصلحك الله يا عبدالله، لا يصلح لك الوقوف على باب داري ولا أحله لك، فقال لها: أمة الله مالي في هذا المصر أهل ولا عشيرة، فقالت له: أنت مسلم بن عقيل (أنت ابن عم الحسين) فأدخلته إلى منزلها، وبقي تلك الليلة قائما راكعا ساجدا قارئا للقرآن ذاكرا لله تعالى فقام وصلى الفجر وما شاء من النفل، وبينما هو كذلك وإذا بخيل ابن زياد تقتحم عليه، فلبس لأمة الحرب، وشد على الفرسان والخيل والرجال بكل بأس وشجاعة كالأسد الغضبان وهو يقول: يا نفس اخرجي إلى الموت الذي ليس له من محيص، حتى أخرجهم من الدار، ثم عادوا، فحمل عليهم وهو يقاتلهم وهم سبعون فارسا ورجلا يحاصرونه، فيردهم فأكثر القتل فيهم وأراهم بأسا لم يشهد مثله إلا بأس عمه أمير المؤمنين، حتى طلب قائد الكتيبة محمد بن الأشعث المدد والنجدة من ابن زياد فوبخه لضعفه وضعف أصحابه أمام رجل وحيد، فأجابه أنه أسد ضرغام وبطل همام من آل الرسول الكرام، فمده بالسلاح والرجال، ولم يزل مسلم يقاتلهم حتى أُثخن بالجراح لأنهم احتوشوه من كل جانب ومكان، ففرقة ترميه من أعالي السطوح بالنار والحجارة، وفرقة بالرماح وفرقة بالسهام وأخرى بالسيوف وهذا وقد ضربوه على فمه الطاهر فقطعت شفته العليا، ووقف ليستريح».
وتابع الغروي: «عندما عجزوا عن قتله أشار عليهم أحد الجنود بأن يكمنوا له بحفرة ويستدرجوه إليها، وفعلا حفروا له حفرة فوقع فيها، مثخنا بجراحاته، فتكاثروا عليه بين من يطعنه برمحه وبين من يضربه بسيفه، حتى أخذوه إلى عبيد الله ابن زياد وقتلوه ورموه من فوق قصر الامارة واستشهد سفير الإمام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل بعد أن قدم اروع صور الشجاعة والفداء والتضحية».
تأمين الحسينيات من قبل قطاع الوقاية بالإدارة العامة للإطفاء
احمد خميس
انطلاقا من حرص الإدارة العامة للإطفاء على حماية الأرواح والممتلكات، قام قطاع الوقاية بتنظيم جولات تفتيشية في الحسينيات بجميع المحافظات.
وأوضحت الإدارة أن هدف هذه الجولات هو التأكد من استيفاء الحسينيات اشتراطات الأمن والسلامة المتبعة وتزويدها بإرشادات خاصة للوقاية من الحريق، وذلك نظرا لارتياد أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين لها خلال هذه الأيام.
ومن هذا المنطلق نظم قطاع وقاية محافظة حولي حملة تفتيشية صباح امس برئاسة مدير إدارة وقاية محافظة حولي العميد يوسف حمود الصعفاك على الحسينيات الموجودة في محافظة حولي للتأكد من استيفائها اشترطات الأمن والسلامة وتأمين سلامــة مرتاديهـــا مـــن جميــع المخاطر.