لا نعرف أين نذهب في الأعياد والإجازات؟
شكوى متكررة نسمـــعها من أغلب الأسر في المجاــلس والتجمعات، وتذمر مســـتمر نجده لدى أكثر الشباب، فالــكل مستاء من ندرة المرافق الترفيهية في الكويت.
لا العائلات تجد أماكن تقضي فيها أوقاتا ممتعة بصحبة أطفالها، ولا تتوافر للشباب المرافق المناسبة لهم، والتي تمكنهم من الاستمتاع والترويح عن أنفسهم، من خلال أنشطة محببة لهم، بعيدا عن العائلات التي تتضايق من وجودهم.
لذا، اتجه العديد من الناس للسفر إلى الخارج في فترات العطل والمناسبات، بحثا عن الترويح والمتعة، واستعادة النشاط بعد فترات العمل والدراسة، وهكذا أصبحنا نرى زحاما شديدا، وطوابير ممتدة للمسافرين والهاربين خارج البلاد، في كل إجازة مهما كانت قصيرة أو طويلة.
ومن جهة ثانية نسمع شكوى أخرى لكثير من الأشخاص وخاصة كبار السن، عن ضعف التواصل الأسري، وقلة الزيارات العائلية، وخاصة في فترة الأعياد والإجازات نتيجة سفر الناس للخارج.
وإذا تأملنا ما سبق نرى أن توفير مرافق ترفيهية، وأماكن ترويحية للناس سيساهم في إيجاد حلول لمشاكل مجتمعية كثيرة ومنها:
زيادة الترابط الأسري، لأن الناس ستقلل من سفرها للخارج، وبالتالي ستزداد التجمعات العائلية، واللقاءات الأسرية من خلال التواجد في تلك الأماكن الترفيهية.
كما أن إيجاد أماكن ترويحية للشباب سوف يخفض من ظاهرة العنف لدى الشباب، نتيجة وجود متنفس لهم يفرغون فيه طاقاتهم، ويقضون فيه أوقات فراغهم بصحبة أصدقائهم.
فضلا عن مساهمة هذه المرافق في تقليل نسبة البطالة بين الشباب، من خلال تشجيعهم على تأسيس مشاريع صغيرة تخدم زوار ومرتادي تلك الأماكن.
ولا ننسى بالطبع التأثير الإيجابي لهذه المشاريع الترفيهية على البيئة، من خلال زيادة الرقعة الزراعية في مختلف المناطق، عبر إنشاء الحدائق، والمسطحات الخضراء، وبناء النوافير والشلالات والمجاري المائية، والبحيرات الصناعية، مما يساعد على تحسين جودة الهواء، ومكافحة التصحر، وتقليل التلوث، وتخفيض درجات الحرارة في البلاد.
٭ زاوية أخيرة: المشاريع السياحية ركن أساسي من أجل نهضة الكويت، ومحرك رئيسي لاقتصادها في المستقبل، وهي أحد الخيارات الضرورية لتحقيق التنمية المستدامة، ومواكبة التطورات العالمية، والاستفادة من الفرص المتاحة، والإمكانيات المهدورة، وتقليل المخاطر المتوقعة، في ظل التحديات القادمة التي تواجهنا، وتتطلب منا الاستفادة من التجارب الرائدة، ونجاحات الآخرين.@dmadooh