السلطان سليم الأول
هو السلطان العثماني الذي أنهى الخلافة العباسية وحكم المماليك على الشام ومصر وبدأ عصر (الخلافة العثمانية الاسلامية) بكل مفرداتها وتوسعت في عهده رقعة الدولة العثمانية لتشمل العالم العربي والفارسي والكردي وشمال افريقيا والبلقان.
ولد في 10 أكتوبر من عام 1465 ورث الحكم عن أبيه بايزيد الثاني وانتزع الملك من اخوته بالقوة ونقل عنه أنه قتلهم وقتل أولادهم وقتل كل ذكور أقاربه حتى لا ينافسه أحد في الحكم، وعين أثناء حكم والده حاكما على منطقة «طرابيزون» على البحر الاسود وهي شديدة الأهمية الاستراتيجية وتعلم أصول الإدارة وفنون العسكرية هناك وقاد أيامها ثلاث حملات عسكرية ناجحة الى جورجيا جنوب روسيا لردعها عن التعرض للعثمانيين وغزا ارتيفان عام 1508 وتحول سكان المنطقة كلها الى الاسلام.
وكان تقريبا الوحيد بين السلاطين العثمانيين الذي كان يحلق لحيته ويضع قرطا في أذنه، وخلال أعوام قليلة هي فترة حكمه السلطاني في بداية من عام 1512 حارب الدولة الصفوية في إيران وهزمها في واحدة من أشهر وأشرس المعارك وهي معركة «جالديران» عام 1514 ودخل تبريز وأرسل منها عددا من الفنانين والحرفيين المهرة الى اسطنبول.
وبعد أقل من عامين غزا مصر عن طريق سيناء الذي قطعه في 13 يوما فقط ولم تشهد صحراؤها غزوات حديثة منذ العصور القديمة ووصل مصر في 5 يونيو 1516 وحارب المماليك في معركة «مرج دابق»، وقتل قائدها الغوري في أغسطس، وحين حاول بعده طومان باي مواجهة الجيش العثماني خدعه السلطان سليم ودخل من جبل المقطم فلم يستطع المماليك تحريك مدافعهم التي نصبوها وشنق طومان باي على باب زويلة بالقاهرة ودخل السلطان سليم بعدها حلب دون مقاومة ثم حمص والقدس وغزة وفي يوليو من نفس العام أرسل له أمراء الحجاز (المتعلقات المحمدية) أو (أمانتي - مقدسي) وهي رداء النبي ژ وسنه وسيفه ورايته حيث تنازل عنها آخر خليفة عباسي هو (المتوكل) وتسلمها سليم الأول في احتفال مهيب في أيا صوفيا باسطنبول! وبدأ بذلك (عهد الخلافة العثمانية الاسلامية) حيث نادى بنفسه (خادما لمكة والمدينة) وأصبح حاكما على العالم العربي وخليفة على العالم الاسلامي!
من كتاب: شخصيات صنعت التاريخ ـ أسيمة جانو