كشف مصدر مطلع على أحدث التطورات لـ«رويترز» أمس إن السعودية استعادت حوالي 75% من فاقد إنتاج النفط الخام الناجم عن هجمات على اثنتين من منشآتها النفطية وستعود إلى كامل الكميات بحلول أوائل الأسبوع المقبل.
وقال المصدر إن إنتاج النفط السعودي من خريص يفوق الآن 1.3 مليون برميل يوميا، بينما الإنتاج الحالي من ابقيق عند حوالي ثلاثة ملايين برميل يوميا.
وقال الخبير بأسواق النفط، محمد الشطي إن الأسواق تترقب تعامل المجتمع الدولي مع «الاعتداءات التخريبية على أمن الطاقة، الأسبوع المقبل مع اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك». وأشار الشطي في مقابلة مع «العربية» إلى أن العامل الجيوسياسي «يبقى مؤثرا في أسواق النفط حتى تهدأ الأمور ويطمئن السوق إلى عودة الإمدادات بعيدا عن انقطاع من أي طرف في الخليج العربي». وأضاف أن «أوضاع السوق النفطية كانت تعاني مخاوف التباطؤ الاقتصادي، قبل الهجمات ثم جاء العمل التخريبي»، متوقعا أنه «مع تجاوز العمل التخريبي ستعود الأسعار لمستويات ما قبل الاعتداء على أرامكو، ليكون خام برنت بين 55 و65 دولارا للبرميل». إلى ذلك، نزل النفط عن 64 دولارا للبرميل خلال تداولات أمس بعدما صرح مصدر بأن السعودية ستستأنف فاقد الإنتاج الناجم عن هجوم على منشأتين نفطيتين بالكامل وفي وقت أسرع مما توقعه بعض المتعاملين.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتا إلى 63.98 دولارا للبرميل. وفقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 35 سنتا ليسجل 57.74 دولارا للبرميل.
وصعد برنت نحو 18% منذ بداية العام بفضل اتفاق خفض الإمدادات الذي تقوده منظمة أوپيك، لكن مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي حدت من المكاسب.
وأظهر مسح أمس أن نمو أنشطة الشركات في منطقة اليورو يكاد يتوقف هذا الشهر، في حين فشلت أحدث محادثات بين الولايات المتحدة والصين في إفراز مؤشرات على حدوث انفراجة في الخلاف التجاري المستمر منذ وقت طويل بين البلدين.
من جهة أخرى، تتجه صادرات البنزين الأوروبية للشرق الأوسط وآسيا صوب الارتفاع هذا الأسبوع بعد هجمات على منشأتي نفط سعوديتين الأسبوع الماضي.
وأظهرت بيانات ملاحية حجز أكثر من 400 ألف طن من البنزين ومكونات مزج البنزين على مدى الأسبوع المنقضي للتحميل في الفترة بين 21 و26 سبتمبر من شمال غرب أوروبا بخيارات تسليم في منطقة الخليج. ويعادل هذا التدفق نحو نصف مليون برميل يوميا.
ولم تتضح بعد الوجهة النهائية لهذه الشحنات لكن متعاملين قالوا إن أرامكو السعودية تسعى لشراء كميات ضخمة من المنتجات النفطية المكررة.
ووفقا لشركة فورتيكسا لتحليل البيانات، بلغ متوسط صادرات البنزين ومكونات المزج الأوروبية إلى السعودية نحو 60 ألف برميل يوميا في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي. وقالت فورتيكسا في مذكرة «موجة حجوزات بنزين انبثقت هذا الأسبوع في الرحلات المتجهة من أوروبا إلى الشرق الأوسط مما قد يعني زيادة كميات البنزين الأوروبية التي تصل إلى السعودية».
وقال متعاملون إن الزيادة في حجوزات الشحن ترتبط بزيادة حادة في الطلب عقب الهجمات على البنية التحتية النفطية السعودية في 14 سبتمبر، مما تسبب في تعطل نحو مليون برميل يوميا من القدرة التكريرية للبلاد.