قمة السعادة عندما تسعد الآخرين، وأروع فرحــة عندما تكون مصدر فرح للمحيطين، وأفضل خدمة تقدمها للناس هي مساعدتهم على قضاء حاجاتهم، وتفريج همومهم، ورسم البسمة على وجوههم.
ويعتبر «الكوتشينج» Coaching أحد الخدمات المهنية الرائعة التي تساهم في مساعدة الناس للوصول إلى أهدافهم، ومساندتهم لفهم ذواتهم، واكتشاف نقاط قوتهم، وإطلاق قدراتهم، ودعمهم لحل مشكلاتهم، ومواجهة تحدياتهم بأنفسهم، لتحقيق أفضل النتائج في حياتهم الشخصية والعملية.
و«الكوتشينج» علاقة إنسانية، وعملية مشاركة، ومسؤولية مشتركة بين طرفين هما: الكوتش (المختص)، والمستفيد (المنتفع بالخدمة).
وتبدأ هذه العملية باختيار المستفيد وقراره لتطوير نفسه وتحسين قدراته، أو اكتشاف ذاته والتغلب على تحدياته، يليها قبول «الكوتش» للمشاركة في عملية «الكوتشينج»، وذلك وفق المعايير الأخلاقية، والأسس المهنية المعتمدة من قبل المنظمات العالمية المتخصصة مثل منظمة الـ ICF الاتحاد العالمي للكوتشينج.
ويسهم «الكوتشينج» في كثير من المجالات الشخصية والمؤسسية مثل: اكتشاف الشخص لجوانب خفية من ذاته وقدراته، وفهم وتحسين علاقاته مع الآخرين، ومعرفة أساليب التوازن بين الحياة والعمل، وتحقيق الأهداف، وتطوير أساليب القيادة، والتعامل مع فرق العمل.. وغيرها.
ونظرا لأن «الكوتشينج» مصطلح حديث نسبيا وغير موجود في اللغة العربية حيث لم يتم تعريبه حتى الآن، لذا يحدث الخلط بينه وبين الوسائل الأخرى للتطوير الذاتي التي تختلف عن أسلوبه وأهدافه مثل: التدريب، أو الاستشارة، أو الإرشاد.
حيث تختلف مهمة «الكوتش» عن المدرب، أو المستشار، أو المرشد،.. وغيرهم، فالمدرب يساعد الناس في اكتساب المهارات أو تطويرها، والمستشار يقدم للناس النصائح والتوجيهات، ويساهم في حل المشكلات من واقع خبرته وتجاربه، والمرشد يوجه الناس ويرشدهم نحو أفكار محددة، ويقترح عليهم طرق معينة عليهم اتباعها، بينما «الكوتش» يختلف عنهم في أنه يساعد الناس على إطلاق قدراتهم، واكتشاف ذواتهم، دون اقتراحات، أو توجيهات، أو إرشادات يفرضها على المستفيد، بل من خلال الحوارات والأسئلة وبعض الأدوات، يكتشف المستفيد الحلول بنفسه، ويتحمل مسؤولية معالجة التحديات التي تواجهه بلا تدخل أو إجبار من أحد.
٭ زاوية أخيرة: يتميز «الكوتشينج» بقدرته على نقل المستفيد من وضعه الحالي إلى وضع أفضل يتطلع للوصول إليه، ويحقق له قناعة بالنجاح والإنجاز في الحياة.
twitter:@dmadooh
[email protected]