- ندعو إيران إلى اتخاذ تدابير جادة لبناء الثقة للبدء في حوار مبني على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتخفيف حدة التوتر بالخليج
- نسعى لتحقيق أعلى مكاسب التنمية المستدامة وربطها مع رؤية الكويت 2035 وتهيئة البيئة المناسبة لمناخ استثماري يستقطب الاستثمارات من شتى دول العالم
- نجدّد إدانة وشجب الهجمات الإرهابية على المنشآت النفطية السعودية ونؤكد مجدداً وقوف الكويت ودعمها التام لإجراءات المملكة للحفاظ على أمنها واستقرارها
- لابد من إعادة إطلاق المفاوضات الجادة للقضية الفلسطينية وفق جدول زمني محدد للوصول إلى السلام العادل والشامل وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل الرابع من يونيو 1967
- أي تسويات أو صفقات أو حلول أحادية الجانب للقضية الفلسطينية تخرج عن إطار مرجعيات العملية السلميـة وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ستؤدي لإطالة القضية وتفاقم تداعياتها
- على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته حيال تأمين وحماية حرية الملاحة في منطقة الخليج والالتزام بالقانون الدولي للبحار للحفاظ على السلم والأمن الدوليين
- الأمم المتحدة تعد المكان الأمثل لاحتواء ومعالجة التحديات العالمية ونجدّد موقف الكويت الداعم لمبادئ وأهداف ميثاقها بما يكفل استمرار عطائها وفاعلية مخرجاتها في حفظ السلم والأمن الدوليين
- تنظيم داعش الإرهابي اتخذ الإسلام ستاراً لنواياه المدمرة مما كان سبباً مباشراً يدعو لتكثيف جهود محاربة هذا الخطر الحقيقي بجميع أشكاله وصوره والعمل على تجفيف منابعه والقضاء على مصادر تمويله
- مستعدون مجدداً لاستضافة الأشقاء اليمنيين لعقد جولة مشاورات أخرى في الكويت تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل التوصل لاتفاق سياسي شامل نهائي لإنهاء هذه الأزمة والحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدة أراضيه
ألقى ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك كلمة الكويت أمام الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
واستعرض سموه في الكلمة حرص الكويت منذ نشأتها على انتهاج سياسة خارجية مرتكزة على أسس السلام، فمع اقتراب انتهاء فترة عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن ومن خلال معايشتها وتفاعلها المباشر مع مجمل القضايا والمواضيع المزمنة والطارئة زادت يقينا بأهمية تعزيز الحوار والتعددية لمواجهة التحديات العالمية.
وأكد سموه أن الأمم المتحدة تجسّد المكان الأمثل لاحتواء ومعالجة تلك التحديات مجددا في هذا الصدد موقف الكويت الداعم لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة بما يكفل استمرار عطائها وفاعلية مخرجاتها لضمان تحقيق رسالتها السامية في حفظ السلم والأمن الدوليين.
وجدد سموه إدانة الكويت وشجبها الشديدين للهجمات الإرهابية التي تعرضت لها منشآت حيوية في المملكة العربية السعودية مؤكدا وقوف الكويت ودعمها التام لكافة الإجراءات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية الشقيقة للحفاظ على امنها واستقرارها.
كما جدد سموه الدعوة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته حيال حماية وتأمين حرية الملاحة في منطقة الخليج العربي بعد أن تعرضت هذا العام إلى سلسلة من الأعمال الإرهابية والتخريبية هددت حرية الملاحة في هذه المنطقة المهمة من العالم وعرضت انسيابية إمدادات الطاقة إلى الخطر، مؤكدا ضرورة الالتزام بالقانون الدولي للبحار الأمر الذي من شأنه الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
وفيما يلي النص الحرفي لكلمة ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد:
السيد الرئيس،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يطيب لي بداية أن أتقدم بخالص التهنئة لشخصكم الكريم ولجمهورية نيجيريا الاتحادية الصديقة لانتخابكم رئيسا للدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا لكم دعمنا الكامل لكل ما من شأنه تسهيل مهام أعمالكم.
وأود كذلك أن أنتهز هذه المناسبة لأعرب عن خالص التقدير للجهود البارزة التي بذلتها سلفكم خلال ترؤسها أعمال الدورة السابقة.
ولا يفوتني في هذا المقام إلا أن أشيد بالجهود الكبيرة التي يبذلها معالي الأمين العام للأمم المتحدة في قيادة هذه المنظمة العريقة.
السيد الرئيس،،
إن المتتبع لمسيرة عمل الأمم المتحدة طوال أكثر من سبعة عقود سيخلص إلى نتيجة رئيسية مفادها بأنها تعاملت وعالجت العديد من التحديات الجسيمة والأزمات المزمنة التي واجهها العالم بوصفها الملاذ الآمن لإنهاء الخلافات وتغليب منطق السلم والحوار القائم على الديبلوماسية حماية للأجيال القادمة من ويلات النزاعات والحروب.
السيد الرئيس،،
إن الكويت ومنذ نشأتها حرصت على انتهاج سياسة خارجية مرتكزة على أسس السلام ومع اقتراب انتهاء فترة عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن ومن خلال معايشتها وتفاعلها المباشر مع مجمل القضايا والمواضيع المزمنة والطارئة قد زادت يقينا بأهمية تعزيز الحوار والتعددية، لمواجهة التحديات العالمية، والتي تجسد الأمم المتحدة المكان الأمثل لاحتوائها ومعالجتها مجددين في هذا الصدد موقف الكويت الداعم لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة بما يكفل استمرار عطائها وفاعلية مخرجاتها لضمان تحقيق رسالتها السامية في حفظ السلم والأمن الدوليين.
السيد الرئيس،،
تعرضت منطقة الخليج العربي هذا العام إلى سلسلة من الأعمال الإرهابية والتخريبية هددت حرية الملاحة في هذه المنطقة المهمة من العالم وعرضت انسيابية إمداد الطاقة إلى الخطر ومؤخرا ما تعرضت إليه المملكة العربية السعودية الشقيقة في الرابع عشر من سبتمبر الجاري من هجمات إرهابية على منشآتها الحيوية وفي الوقت الذي نجدد فيه إدانة الكويت وشجبها الشديدين لهذه الهجمات الإرهابية فإننا نؤكد مجددا وقوف الكويت ودعمها التام لكل الإجراءات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية الشقيقة للحفاظ على أمنها واستقرارها كما نجدد الدعوة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته حيال تأمين وحماية حرية الملاحة في هذه المنطقة المهمة من العالم والالتزام بالقانون الدولي للبحار الأمر الذي من شأنه الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
السيد الرئيس،،
تحتل القضية الفلسطينية مكانة مركزية ومحورية في عالمينا العربي والإسلامي، وبقاؤها دون حل يزيد من حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، لذا لا بد من مواصلة بذل الجهود من أجل إعادة إطلاق المفاوضات الجادة ضمن جدول زمني محدد للوصول إلى السلام العادل والشامل القائم على مبدأ حل الدولتين وفق مرجعيات العملية السلمية وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002 وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل الرابع من يونيو 1967 إضافة لوقف جميع الممارسات الإسرائيلية في المساس بالمقدسات الدينية وكذلك الحد من نشاطاتها الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددا في ذات الوقت على أن أية تسويات أو صفقات أو حلول أحادية الجانب تخرج عن إطار هذه المرجعيات من شأنها إطالة القضية الفلسطينية وتفاقم تداعياتها.
السيد الرئيس،،
تقف تطورات الأزمة السورية التي دخلت عامها التاسع بكل ما تحمله من معاناة إنسانية كشاهد حقيقي على أن فقدان الإجماع الدولي وغياب الحوار بين أطراف الأزمة كان سببا رئيسيا في إطالة هذا النزاع الدامي ومن هنا نجدد موقفنا الثابت والقاضي بعدم وجود حل عسكري لها وعلى أهمية العمل للتوصل إلى تسوية سياسية وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار 2254 وبيان جنيف لعام 2012 تحقيقا لتطلعات وطموحات الشعب السوري الشقيق.
السيد الرئيس،،
يبقى استمرار الأزمة اليمنية علامة بارزة على واقع كيفية التعاطي مع قرارات ومخرجات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى الرغم من عودة استئناف المفاوضات بين أطراف الأزمة والتوصل إلى اتفاق ستوكهولم نهاية العام الماضي إلا أن الجمود واستمرار حالة عدم التنفيذ ظل هو المسيطر على المشهد.
ودولة الكويت وإذ تؤكد أنه لا حل عسكريا لهذه الأزمة إضافة لدورها الداعم لجهود الأمم المتحدة في تيسير العملية السياسية تجدد في هذا المقام استعدادها لاستضافة الأشقاء اليمنيين لعقد جولة مشاورات أخرى في الكويت تحت رعاية الأمم المتحدة وذلك من اجل التوصل لاتفاق سياسي شامل نهائي مبني على المرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار 2216 لإنهاء هذه الأزمة وبما يحافظ على امن واستقرار اليمن ووحدة أراضيه.
السيد الرئيس،،
ومن المنطلقات المبدئية المتصلة بترسيخ قواعد حسن الجوار والواردة في ميثاق الأمم المتحدة فإننا نجدد الدعوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتخاذ تدابير جادة لبناء الثقة للبدء في حوار مبني على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتخفيف حدة التوتر في الخليج والحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وبما يساهم في إرساء علاقات قائمة على التعاون والاحترام المتبادل وبما يعكس التطلعات المستقبلية لجميع دول المنطقة في حياة يسودها الأمن والاستقرار وبما يحقق الرخاء والتنمية لشعوبها.
السيد الرئيس،،
لا شك أن تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف تعد أحد أبرز وأخطر التحديات التي تضرب النظام العالمي في الصميم حيث عانت منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص من العمليات التخريبية للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي الذي اتخذ الإسلام ستارا لنواياه المدمرة مما كان سببا مباشرا يدعو لأهمية تكثيف الجهود لمحاربة هذا الخطر الحقيقي بجميع أشكاله وصوره والعمل على تجفيف منابعه والقضاء على مصادر تمويله والعمل على تفعيل الاتفاقيات الدولية والإقليمية المعنية بمكافحة الإرهاب.
وفي ظل ما تشهده عدة دول في منطقتنا من تفاقم هذا الخطر المدمر في كل من اليمن وليبيا وسورية والصومال وأفغانستان سجلت تجربة العراق الشقيق بوصفه من اكثر الدول معاناة من جرائم تنظيم داعش الإرهابي والذي كان للدور الكبير للمجتمع الدولي وبالتعاون مع الحكومة العراقية الأثر الملموس في تطهير الأراضي العراقية من ذلك الكيان الإرهابي.
السيد الرئيس،،
بعد مرور أربعة أعوام من اعتماد جدول أعمال أهداف التنمية المستدامة 2030 والذي شكل إحدى أبرز محطات الإنجازات الهامة للأمم المتحدة والتي جاءت كجهد مكمل لما تحقق من الأهداف الإنمائية للألفية وبصورة كان معها الإنسان هو المحور الأساسي لصياغة ركائزها ورسم نتائجها المنشودة.
وفي إطار تحمل الكويت لمسؤولياتها الدولية في هذا الصدد تقدمت بعرضها الوطني الطوعي الأول لعام 2019 حول تنفيذ أهداف التنمية المستدامة خلال المنتدى السياسي رفيع المستوى والذي كان بمنزلة تصميم القيادة السياسية في البلاد وعلى رأسها توجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، في تعزيز الالتزام بالشراكة والتضامن الدولي في إطار السياسات التي تنتهجها الحكومة على المدى القصير والمتوسط والبعيد لتحقيق أعلى مكاسب التنمية المستدامة وربطها بشكل موضوعي مع رؤية الكويت 2035 وأهداف التنمية 2030.
كما أننا في الكويت نسعى جاهدين إلى تهيئة البيئة المناسبة لمناخ استثماري مشجع لاستقطاب الاستثمارات النوعية من شتى دول العالم وإذ نشير هنا بارتياح عميق لما تحقق من تطور واضح خلال السنوات الماضية جاء ذلك نتيجة جهود مكثفة وحزمة من القوانين والإجراءات التي قامت بها الكويت كان لها الأثر الإيجابي المأمول كما نتطلع إلى تحسن موقع الكويت في المؤشرات الدولية ومنها مؤشر سهولة ممارسة أنشطة الأعمال الذي يصدر سنويا عن مجموعة البنك الدولي.
وفي الختام أود أن أشكركم على حسن استماعكم ومعتذرا على الإطالة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.