قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوپيك) محمد باركيندو إن التحركات السريعة التي اتخذتها السعودية لاستئناف الإنتاج كانت شديدة الأهمية للحد من تقلبات أسعار النفط بعدما اضطربت سوق النفط العالمية في أعقاب الهجوم على منشأتي نفط سعوديتين. وأبلغ باركيندو مؤتمرا للطاقة في كازاخستان، أنه من غير المرجح عقد اجتماع استثنائي لأعضاء أوپيك وبقية مصدري النفط نظرا لأن السعودية استعادت غالبية الإمدادات، مضيفا أنهم «تجاوزوا» الحادث. وقال إن المنظمة ما زالت تركز على الحفاظ على استقرار أسعار النفط و«ستفعل كل ما يلزم لفصل النفط عن السياسة»، كما قال باركيندو إن أوپيك تتوقع نموا قويا في الأمد الطويل للطلب على النفط وخاصة من الدول النامية. وبالحديث عن المخاطر في المدى الأقصر، قال إن سوق النفط تركز على ما ستسفر عنه محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، وأضاف أنه في المجمل وبينما تشير بيانات النمو الاقتصادي العالمي إلى تباطؤ فإن هذه البيانات غير «مقلقة» ولا تدل على وجود مؤشرات على الركود. من جانبه، قال مسؤول كبير بوكالة الطاقة الدولية في إفادة صحافية، إنه من المستبعد أن يكون للهجوم على منشأتي نفط سعوديتين في الآونة الأخيرة أثر فوري كبير على إمدادات الغاز الطبيعي المسال.
لكن كيسوكي ساداموري مدير إدارة أمن وأسواق الطاقة لدى الوكالة قال إنه إذا تدهور الوضع الأمني في الشرق الأوسط، وعلى الأخص في مضيق هرمز، فإن ذلك ربما يلحق الضرر بإمدادات الغاز الطبيعي المسال من قطر والإمارات، وأضاف أن حصة قطر والإمارات من التجارة العالمية تبلغ نحو الربع.
وفيما يخص الأسعار، فقد استقرت أسعار النفط أمس، بعد أن هبطت في الجلستين السابقتين بفعل مخاوف في القطاع بشأن زيادة الإمدادات ومؤشرات على تباطؤ الطلب. وخلال التداولات، بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 62.36 دولارا للبرميل منخفضة 3 سنتات أو 0.05% مقارنة بمستوى الإغلاق السابق، فيما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار سنتين أو 0.04% إلى 56.47 دولارا للبرميل.
وانخفضت أسعار برنت 3.6% منذ إغلاق يوم الاثنين، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط 3.7% في نفس الفترة، إذ تعرض الخامان القياسيان لضغوط بفعل زيادة مفاجئة قدرها 2.4 مليون برميل في مخزونات النفط الأميركية الأسبوع الماضي وتعافي الطاقة الإنتاجية للسعودية بوتيرة أسرع من المتوقع بعد هجمات 14 سبتمبر على منشأتي إنتاج في المملكة.
ولقت الأسعار بعض الدعم من آمال باحتمال انحسار النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما قد يعزز الطلب على النفط. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء الماضي، بعد يوم من توبيخ لاذع وجهه للصين بشأن ممارساتها التجارية، إن بكين ترغب بشدة في إبرام اتفاق وان الصفقة «قد تحدث في موعد أقرب مما تظنون».
عودة النشاط لأرامكو
وعلى صعيد التطورات بمنشآت شركة أرامكو السعودية التي تعرض لهجوم في 14 الجاري، قالت شركة كايروس لتحليل البيانات أمس إن المؤشرات تظهر العودة إلى النشاط الحراري في منشأة ابقيق، وأشارات الى أن حرق الغاز من حقول النفط كان عند «المستويات المحدودة المعتادة» في الغوار وخريص وابقيق. وأضافت أن المستويات المنخفضة لحرق الغاز تتماشى مع استئناف أنشطة ضغط الغاز في محطة ابقيق مما يلقي الضوء على مساعي شركة أرامكو السعودية لاستعادة مستويات الإنتاج.