- الجمهور الكويتي مختلف وذواق للطرب.. وضاري المسيليم وصالح العبدالسلام وضعا خطة النجاح
ياسر العيلة
عادت الحفلات الغنائية الى الكويت من جديد بعد فترة توقف منذ عيد الأضحى الماضي، وكانت العودة قوية من خلال حفل غنائي ناجح بكل المقاييس حرك حالة الركود الغنائي، وكان أشبه بحالة «انقلاب فني غنائي» أقيم في أرض المعارض بمشرف مساء أول من أمس وأحياه «نبض الكويت» المطرب القدير نبيل شعيل وفرقة ميامي الكويتية، وشهد حضورا جماهيريا كبيرا (4000 شخص تقريبا) والحفل للمنتج الملحن ضاري المسيليم في أول تعاون له مع بوشعيل وثالث تعاون مع «ميامي».
كل شيء في مكان الحفل كان يشير إلى أننا سنشاهد حدثا ناجحا ومميزا، بداية من التنظيم الرائع والتعامل الراقي مع الجمهور من كبيرهم الى صغيرهم، وهذا يحسب بلا شك للمشرف العام عن الحفل مدير فرقة ميامي صالح العبدالسلام، الذي كان شعلة من النشاط المتواصل، فلم يهدأ لحظة واستقبل الجميع بابتسامة لم تفارقه من بداية الحفل وحتى نهايته، كما كان متعاونا الى أقصى درجة مع الصحافة المقروءة والمرئية، الذين حرصوا على تغطية الحفل بشكل احترافي كبير.
نعود الى الحفل الذي افتتحه النجم نبيل شعيل بعدما قدمته أيقونة التقديم في الكويت الإعلامية إيمان النجم، واستقبله الجمهور استقبالا رائعا، وكانت فقرة بوشعيل وكأنها جلسة عائلية مع محبيه بعيدا عن الشكليات، فتحدث مع الحضور وداعبهم بحب، وبادلوه الحديث بكلمات الإعجاب والثناء، وغنى بناء على اختياراتهم بعيدا عن قائمة الأغاني التي كانت ضمن برنامجه للحفل، وهذا يعكس مدى قيمة ومحبة هذا الجمهور ومكانته في قلب بوشعيل والذي وبكل صدق قدم واحدة من أجمل حفلاته الأخيرة.
ويثبت الجمهور الكويتي دائما انه مختلف وذواق للطرب، خاصة أن الأجواء كانت مهيئة لنجاح الحفل فشاهدنا مسرحا مجهزا بشكل جميل من إضاءة وصوت وديكور لشركة الرندي والتي تواصل نجاحها في تجهيز الحفلات بالكامل بعد أن كانت تكتفي بالصوت فقط، فقدم بوشعيل باقة من أجمل أغانيه مثل «يا عسل» والتي رددها الجمهور معه، وتكرر نفس الشيء في أغنية «منطقي» ليشعل القاعة بأغنية «يا بلادي» التي أصبحت بمنزلة نشيد وطني في حب الكويت، وأعقبها بمجموعة من الأغنيات الجميلة التي اختارها الحضور كما ذكرنا، وتنوعت بين العاطفي والوطني وأرضت كل الأذواق، ومنها «نورت، يا حلاها، عزة النفس، عالم أحبابي، فرق السما، يا شمس، دلوعة، شمسوي مع غيري، اللي ماله أول»، ليختتم وصلته الناجحة بأغنيته الشهيرة «يا دار» التي أشعلت الحماس لدى الحضور بشكل غير عادي.
«فيكم طرب»
وما هي إلا لحظات قليلة حتى صعد نجوم فرقة ميامي «خالد الرندي ومشعل ليلي وطارق محمد» على خشبة المسرح وسط عاصفة من التصفيق من الجمهور العاشق لهذه الفرقة التي تعد من أهم وأشهر الفرق الغنائية في الخليج والعالم العربي. وحرص أعضاء «ميامي» قبل صعودهم على المسرح على التقاط الصور التذكارية مع النجم نبيل شعيل وتبادلوا الأحاديث معه وقاموا بتهنئته على تألقه في الحفل، بدوره، تمنى لهم بوشعيل التوفيق ووصاهم على الجمهور بأن يسعدوهم بأدائهم المميز والمعروف عنهم، وكان نجوم «ميامي» بالفعل عند حسن ظن جمهورهم من مختلف الأعمار، خاصة أن آخر حفلاتهم في الكويت كانت منذ أربعة أشهر تقريبا وجمهورهم ولهان عليهم.
وانطلقت رحلة نجوم «ميامي» الممتعة من خلال تقديمهم لباقة منوعة من أجمل أعمالهم مثل «يا علاية، شلون أنساك، صبوحة، فيكم طرب، ملكش دعوة بيها، الليلة غير الليالي، السمرا والبيضا، عاشوا عاشوا، يا عمري، بستانس، وسعوا الملعب، غدير الماي، الحمد لله وشفناكم، يا حلوكم»، وكل أغنية من هذه الأغاني كانت كافية لإشعال حماس الحضور الذين تفاعلوا بشكل غير طبيعي مع أداء نجوم «ميامي» و«قفشاتهم» الطريفة التي عكست خفة دمهم في التعامل مع جمهورهم الذي راهن عليهم منذ أن ظهروا في الساحة الغنائية، وبالفعل كسبوا الرهان، خصوصا أن للفرقة لونا مختلفا عن الآخرين، فلم يبخلوا على الحضور بكل ما لديهم من أغان في رصيدهم الغنائي الكبير.
وأسدل الستار على واحدة من أنجح الحفلات في الفترة الأخيرة والتي كان نجاحها مفاجأة للكثيرين وأنا أولهم، خاصة أننا لم نعتد في الكويت على إقامة حفلات في هذا التوقيت، وهذا يحسب كما ذكرت لمنتج الحفل الملحن ضاري المسيليم والمشرف العام صالح العبدالسلام.