بيروت - بولين فاضل
حين قررت كارمن بصيبص الدخول في تجربة «عروس بيروت» لم تشعر بأنها تدخل المجهول خلافا للقاعدة العامة، والسبب هو أنها كانت على يقين من راحتها في الثنائية مع ظافر العابدين بعدما اختبرتها في مسلسل «ليالي اوجيني» وذاقت حلاوة طعمها إلى جانب ممثل من الطراز الرفيع سخي في عطائه إلى أبعد الحدود.
من هذا المنطلق تبدو الكيمياء في «عروس بيروت» بين كارمن وظافر في أعلى تجلياتها على الشاشة، والمشاهد شاهد عليها يتلقف سحرها ويستمتع بها، والأهم أنه يصدق أنه أمام زوجين عاشقين لا يملكان سوى مجاديف عشقهما لعبور العواصف.
كارمن، الباحثة دوما في مهنتها عن أدوار مختلفة بعيدا من التكرار، أفرحها أن تجسد في «عروس بيروت» نقيض العلاقة الزوجية التي جمعتها بظافر في «ليالي اوجيني»، فالصورة النمطية للعلاقة الزوجية الفاشلة يقابلها اليوم حب متطرف وشغف قوي ورومانسية فائقة بين زوجين قادهما القدر إلى شراكة الحياة بمرها أكثر من حلوها. وترى كارمن أن قصة «ثريا» و«فارس» تملك مقومات السحر لذا للمشاهد حق الحلم وهو يتابعها، وتصف التجربة برمتها بأجمل تجارب حياتها لأكثر من اعتبار، منها جمالية القصة وحرفية فريق العمل، فضلا عن الأجواء العائلية التي سادت أشهر التصوير الثمانية فانعكست تفاهما وانسجاما وتفانيا في العطاء حتى أن الجميع كان يتبادل الآراء قبل كل مشهد حرصا على الخروج بأفضل نتيجة وصورة.
وعن شخصية «ثريا» التي تجسدها، تقول إن الدور جميل جدا وقد أحبته كثيرا، لاسيما أن «ثريا» فتاة عفوية ومندفعة في الحياة ومعطاءة جدا، فضلا عن أنها تحب الناس وحساسة جدا تجاه كل من حولها. وحول علاقتها بالممثلة تقلا شمعون التي تجسد شخصية «ليلى» الحماة المتصدية لها في المسلسل، تقول إنها وتقلا صديقتان مقربتان في الحياة وكثيرا ما تخرجان معا وتغوصان في الكلام في شجون المهنة والمواضيع الشخصية، وتضيف بصيص: في المسلسل هي العائق بيني وبين زوجي، أما في الحياة فنحن «سمن على عسل»، وكثيرا ما أستشيرها في الخيارات التمثيلية.
وترى كارمن بصيبص، الممتنة جدا للفرصة الثمينة التي حظيت بها من قبل القيمين على MBC للمشاركة في بطولة «عروس بيروت»، أن هذه الفرصة لم تأت من فراغ أو عن عبث بل هي حصيلة تجارب متراكمة على مدى عشر سنوات أهلتها لبلوغ هذه البطولة، تقول: كل تجربة عرفتها في سنواتي العشر في المهنة أهلتني لبلوغ التجربة اللاحقة، وبالتالي الخوف كان سيتملكني كثيرا حول مدى قدرتي على تجسيد هذه البطولة لو لم أكن آتية من عصارة تجارب كثيرة.
وعما إذا كان الكثيرون يعتبرونها الممثلة المتكاملة الأوصاف شكلا وأداء وقد نالت حقها حتى اليوم في مصر والعالم العربي أكثر من لبنان، فإن كارمن ترى أن الحظ ربما لعب دوره في حصولها على أول فرصة تمثيلية في مصر قبل عشر سنوات في مسلسل «الجامعة»، وبالتالي منذ ذلك الحين فتحت مصر أبوابها لها، وكان يعود لها أن تختار الأفضل وتنسق حضورها بين لبنان ومصر، علما بأن فرصا جميلة نالتها أيضا في وطنها الأم فصنعت أخيرا فيلم «مورين» وقبله الكثير من المسلسلات.
أما عما إذا كان يعنيها الحضور كنجمة في شهر رمضان، فأكدت أن كل شيء يأتي في أوانه، لافتة الى أنها تفتخر بوجود أعمال لبنانية ناجحة وممثلات لبنانيات بارعات.
وسيستمر حضور كارمن على الشاشة الصغيرة نحو ثلاثة أشهر إلى حين انتهاء «عروس بيروت»، وجديدها على الشاشة الكبيرة لن يتأخر في الولادة بعد تصويرها فيلم «العارف» بين مصر وبلغاريا إلى جانب النجم المصري أحمد عز.
ويؤكد العارفون أن ما ينتظر الفنانة كارمن بصيص في الأفق القريب والبعيد سيكون أعظم في مسيرتها التصاعدية المبنية على إحساس وعفوية في الأداء ومقاربة مختلفة لمفهوم النجومية الشائع، لاسيما أن كل من يتعرف إليها عن كثب يشهد على أخلاق مهنية قل نظيرها.