شهدت جامعة الكويت خلال الأيام الماضية تنظيم الانتخابات الطلابية بما يطلق عليه اصطلاحا بالعرس الديموقراطي الذي نتغنى به في كل عام.
إلا أن العرس الديموقراطي هذا العام لم يرق للكثيرين خصوصا أننا شاهدنا هجوما شرسا على القوائم الطلابية والنظام الانتخابي ومحاولة للنيل من تلك الممارسات الطلابية سواء من أعضاء مجلس الأمة او المجتمع بشكل عام.
وجاءت تلك المطالبات بإلغاء الانتخابات وتغيير النظام الانتخابي الى نظام الصوت الواحد وتحميل المسألة اكبر مما تحتمل.
ولكن لنناقش الموضوع بعقلانية فما شاب الانتخابات الطلابية من دعوات قبلية وممارسات عنصرية نرفضها ونستنكرها وبشدة.
فيجب ألا نفصل المجتمع الطلابي عن المجتمع الكويتي، فما نشاهده في الجامعة من دعوات قبلية وعنصرية هو بالأساس منتشرة علنا في الانتخابات البرلمانية، وبشكل مقزز ومقيت.
الدعوات العلنية للانتخابات التشاورية والفرعية والاصطفاف الطائفي والعنصري بعد تطبيق نظام الصوت الواحد تنعكس بشكل واضح على الانتخابات الجامعية.
والمطالبة بتطبيق الصوت الواحد على الانتخابات الجامعية هي نقل فشل الصوت الواحد من مجلس الامة والجمعيات التعاونية الى المجتمع الطلابي.
ويجب ألا نتناسى بأنه عندما كان هناك تنافس فكري في الانتخابات البرلمانية بين مرشحين ونواب يتصارعون فكريا في مجلس الامة، كنا نشاهد انتخابات راقية وواعية في المجتمع الطلابي، وعندما اصبحت انتخابات مجلس الامة عنصرية قبلية طبقية وطائفية، انعكس ذلك على الجامعة.
لذلك من السذاجة طرح حلول لمشكلة بنفس العقلية التي خلقت تلك المشكلة.
الحل يكون من خلال زيادة التوعية، والحزم في محاربة المظاهر السلبية، سواء في الجامعة او مجلس الامة، وتطوير النظام الديموقراطي بمجلس الامة حتى ينعكس على الشعب بشكل عام.
ختاما، على القوائم الطلابية الالتفاف حول اتحاد الطلبة وإصدار بيان موحد وواضح وصريح رافضا التدخل في الانتخابات الطلابية.
Al_Derbass@
[email protected]