قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن روسيا ستظل طرفا مسؤولا في التحالف بين منظمة أوپيك والمنتجين المستقلين من خارجها فيما يعرف بمجموعة (أوپيك+).
وأضاف بوتين في منتدى للطاقة في موسكو يحضره وزيرا الطاقة من السعودية وإيران إن من المهم استخدام جميع الأدوات المتاحة لتحقيق التوازن في أسواق الطاقة.
وصف الرئيس الروسي الهجمات التي تعرضت لها منشآت شركة (ارامكو) السعودية بأنها «عمل هدام» ألحق ضررا بالاقتصاد العالمي.
وقال بوتين ان الأطراف التي وقفت وراء هذا الهجوم لم تحقق أهدافها، لأن السعودية تمكنت في اسبوع من استعادة قدراتها الإنتاجية بشكل كامل.
وقال «نشجب تلك الهجمات لكننا ضد إلقاء المسؤولية على إيران لأنه لا دليل على ذلك»، مضيفا أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أبلغه شخصيا بأنه لا صلة لطهران بالهجمات.
واكد أنه ليس هناك دليل على مسؤولية إيران عن الهجوم على منشأتي نفط سعوديتين الشهر الماضي وأن الولايات المتحدة لم تقدم أي دليل على ضلوع طهران في الأمر.
وذكر بوتين أن فرنسا حاولت ترتيب اجتماع بين الرئيسين الإيراني والأميركي عقب الهجوم لكن المساعي فشلت لأن طهران تريد رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها.
وأوضح ان النفط سيحافظ على وجوده في الاسواق العالمية خلال الاعوام الـ25 القادمة، مؤكدا ان الطلب على النفط في آسيا يزداد وان روسيا تحولت الى اكبر مصدر للطاقة الى الصين.
وقال ان روسيا تعمل على انتاج الغاز السائل، لافتا الى نسبة صادرات الغاز السائل التي ستصل الى 50 % من حجم صادرات الغاز في الاسواق العالمية في الاعوام الـ10 المقبلة.
وفي معرض حديثه عن امدادات الغاز اكد بوتين ان مشروع «سيل الشمال» الخاص بضخ الغاز الروسي الى اوروبا الغربية يتسم بطابع تجاري بحت يساهم في ضمان امن الطاقة في اوروبا وليس له اي اغراض سياسية معتبرا ان الدنمارك تتعرض لضغوط كبيرة من اجل عدم السماح بمرور هذا الخط في مياهها الاقليمية.
وقال الرئيس الروسي إن استخدام واشنطن للدولار كأداة سياسية يؤتي بنتائج عكسية، مع قيام المزيد من الدول بخفض حيازاتها من العملة الأميركية، والتحول إلى عملات أخرى في العقود التجارية.
السعوديون تجاوزوا الحادث
وفي سياق متصل، قال الأمين العام لمنظمة أوپيك محمد باركيندو إن السعوديين أظهروا للعالم أنهم مصدر يمكن الاعتماد عليه في إمدادات النفط.
وأضاف باركيندو أنه من غير المرجح عقد اجتماع استثنائي لأعضاء «أوپيك» وبقية مصدري النفط، نظرا لأن السعوديين استعادوا معظم طاقات إمدادهم، مضيفا أنهم «تجاوزوا» الحادث.
وأوضح أن المنظمة ما زالت تركز على الحفاظ على استقرار أسعار النفط و«ستفعل كل ما يلزم لفصل النفط عن السياسة»، وأن «أوپيك» تتوقع نموا قويا في الأمد الطويل للطلب على النفط وخاصة من الدول النامية.
وبالحديث عن المخاطر في المدى المنظور، قال باركيندو إن سوق النفط تركز على ما ستسفر عنه محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وأشار إلى أنه في المجمل وبينما تشير بيانات النمو الاقتصادي العالمي إلى التباطؤ، فإن هذه البيانات غير «مقلقة» ولا تدل على وجود مؤشرات على الركود.
من جهته، قال وزير الطاقة والصناعة الإماراتي سهيل المزروعي إن أوپيك وحلفاءها يراقبون أسواق النفط العالمية، وإن مستويات الامتثال كما هي مثلما أعلنت في السابق في الاجتماع الماضي للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لـ(أوپيك+).
تباين أسعار النفط
إلى ذلك، تباينت أسعار النفط خلال تداولات أمس بعد أن تراجعت أسعاره على مدى عدة أيام عقب أن أظهرت بيانات للقطاع انخفاضا مفاجئا في مخزونات الخام الأميركية ولكن المكاسب كبحتها بيانات اقتصادية ضعيفة في الولايات المتحدة أدت لهبوط الأسواق العالمية.
ونزلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت ستة سنتات إلى 58.83 دولارا للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 6 سنتات إلى 53.68 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي، بينما توقع المحللون زيادتها بمقدار 1.6 مليون برميل.