- خادم الحرمين لبوتين: نتطلع للعمل معاً لتحقيق الأمن ومحاربة الإرهاب
عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وذلك في قصر اليمامة بالرياض أمس.
وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) أنه في مستهل المباحثات ألقى خادم الحرمين كلمة رحب فيها بالرئيس بوتين، مقدرا تلبيته الدعوة بزيارة المملكة، ومشيدا بالعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين في شتى المجالات، ومعربا عن التطلع إلى تعزيزها في جميع المجالات.
وأكد خادم الحرمين في كلمته: إن هذه الزيارة وما يتخللها من مباحثات مع فخامتكم والمسؤولين من البلدين فرصة كبيرة لتمتين أواصر الصداقة والروابط بين البلدين وتعميقها، والوصول إلى تطابق في الرؤى والمواقف السياسية.
واضاف: «تقدر المملكة العربية السعودية لروسيا الاتحادية دورها الفاعل في المنطقة والعالم، ونتطلع للعمل معا دوما في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والسلام، ومواجهة التطرف والإرهاب، وتعزيز النمو الاقتصادي».
واشار الملك سلمان الى أن «ما نعمل عليه من فرص استثمارية وتجارية مشتركة بين البلدين من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات خصوصا في مجال الطاقة، ستكون له نتائج إيجابية كبيرة على مصالح بلدينا وشعبينا»، مؤكدا الدعم للتعاون الاستثماري القائم بين البلدين عن طريق صندوق الاستثمارات العامة وصندوق الاستثمارات الروسي المباشر، ومرحبا باستثمار الصندوقين في أكثر من ثلاثين مشروعا استثماريا حتى الآن.
من جهته، ألقى الرئيس فلاديمير بوتين، كلمة أشار فيها إلى زيارته السابقة للمملكة في عام 2007 وما تم خلالها من تشاور حول تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين، مثمنا دور خادم الحرمين الشريفين في ترسيخ التعاون الروسي- السعودي المتعدد المجالات والأبعاد. وأبدى بوتين ترحيبه بنجاحات عمل اللجنة المشتركة الحكومية وتأسيس المجلس الاقتصادي بمشاركة عدد من كبار رجال الاعمال والوزراء من الجانبين والمشاركة في اجتماعه الاول وما سيتم خلاله من بحث اهم مجالات التعاون الثنائي والمستقبلي وتبادل الآراء حول الملفات الدولية، حيث تترأس المملكة مجموعة العشرين في السنة القادمة، مشيدا بدور المملكة المهم في المصالح الاقتصادية في العالم.
وشدد الرئيس الروسي على أهمية التنسيق السعودي الروسي لتأمين الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وقال: «أنا على يقين أنه بدون مشاركة المملكة العربية السعودية يستحيل تأمين حلول مستدامة لأي من مشكلات المنطقة».
وأعرب عن تمنياته أن تدفع زيارته الحالية للمملكة الى تطوير وتعزيز العلاقات الروسية ـ السعودية.
عقب ذلك، استعرض خادم الحرمين والرئيس بوتين علاقات الصداقة بين البلدين، وسبل تعزيز وتطوير التعاون الثنائي في المجال النفطي، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الدولية ذات الاهتمام.
وأهدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد أندر صقور العالم على الإطلاق لخادم الحرمين الشريفين.
وأفادت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية أن هذا الطائر يحمل اسم «ألفا»، وهو من فصيلة «الصقور الحمراء» النادرة المتواجدة في «كاماتشاتكا» ـ أحد أقاليم روسيا الاتحادية، مشيرة إلى أن الطائر حمل سابقا اسم «نجم الشمال»، ولا يوجد سوى بضعة آلاف من هذا الفصيل في العالم.
في المقابل، قدم خادم الحرمين الشريفين لوحة بعنوان «عطاء نجد» هدية تذكارية للرئيس بوتين.
وفي سياق متصل، عقد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان اجتماعا مع الرئيس بوتين أكد خلاله أن تعاون السعودية وروسيا في مجال الطاقة سيحقق الاستقرار.
وأضاف «نقدر دعم روسيا لوحدة أراضي اليمن وضرورة الوصول لحل سياسي».
واكد أن «السعودية تتفق مع روسيا على ضرورة التزام جميع الدول بميثاق الأمم المتحدة».
من جانبه، قال الرئيس الروسي ان «روسيا والسعودية تتعاونان لحل المشكلات في المنطقة والعالم»، مشيرا الى ان الجانبين انجزا «آلية لتبادل الاستثمارات بين روسيا والسعودية».
توقيع 20 اتفاقية لتطوير التعاون بين الرياض وموسكو بمختلف المجالات
الرياض ـ وكالات: وقعت المملكة العربية السعودية وروسيا 20 اتفاقية على هامش زيارة الرئيس فلاديمير للمملكة، وشملت الاتفاقيات عددا من المجالات منها: ميثاق تعاون بين الدول المنتجة للبترول، واعلان نوايا مشترك بين الهيئة السعودية للفضاء ومؤسسة الفضاء الحكومية الروسية، وكذلك اطار تعاون رفيع مستوى وبروتوكول تعاون في مجال الطاقة، ومشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي. وتم التوقيع بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وشملت الاتفاقيات كذلك مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية، واتفاقية بين حكومتي البلدين بشأن انشاء ملحقية تجارية بينهما، ومذكرة تفاهم بدء العمل حول مفاوضات تشجيع وحماية الاستثمارات بين البلدين، ومذكرة تفاهم اخرى حول توسيع تصدير المنتجات الروسية الى المملكة. وتضمنت قائمة الاتفاقيات الموقعة كذلك اتفاقية تعاون بين الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني (سالك) وصندوق الاستثمارات الروسي المباشر في مجالات الزراعة والغذاء، الى جانب برنامج تنفيذي بين البلدين في مجال الاتصالات. واشتملت الاتفاقيات الموقعة على مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في وسائل الاعلام العامة، واتفاقية تعاون في قطاع السياحة، ومذكرة تفاهم بشأن الاستثمارات المشتركة في مجال تأجير الطائرات، ومذكرة تفاهم بشأن الاستثمارات في شركة «نيفيت تانس سيرفيس» احد اكبر مشغل عربات القطارات في روسيا، وبرنامج عمل بين هيئتي الطيران المدني في البلدين.c الى جانب ذلك، وقع الجانبان مذكرة تفاهم للتعاون الفني في مجال التعاون الضريبي، واتفاقية تأكيد بين شركة «ارامكو» السعودية وصندوق الاستثمار الروسي المباشر ومشروع «الميثول» في روسيا، ومذكرة تفاهم بين شركة التعدين العربية السعودية (معادن) وشركة «بوس ايقرو» في مجال الصناعة.
الزيارة تبرز نفوذ موسكو المتزايد في الشرق الأوسط
الرياض - رويترز: تبرز زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية، وهي الاولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات، نفوذ موسكو المتنامي في الشرق الأوسط، بالاستفادة من المكاسب العسكرية الروسية في سورية والعلاقات القوية مع إيران.
واكتسبت موسكو نفوذا في الشرق الأوسط منذ 2015 بإرسال قواتها إلى سورية حيث قامت هي وإيران بدور رئيسي في دعم الرئيس بشار الأسد، كما عملت روسيا على تقوية العلاقات مع كل من السعودية وإيران. ومن مظاهر اكتساب العلاقات بين موسكو والرياض قوة انضمام روسيا غير العضو في منظمة أوپيك، والتي كانت في وقت من الأوقات تعتبر منافسا للمنظمة في أسواق النفط، إلى السعودية في تشكيل تحالف يعرف باسم «أوپيك بلاس» لدعم أسعار النفط الخام العالمية من خلال تقييد الإنتاج. وخلال منتدى عقد في الرياض امس شارك فيه 300 من رؤساء الشركات التنفيذيين من السعودية وروسيا، قال وزير الطاقة السعودي إن دول هذا التجمع تبدي التزاما كبيرا بالاتفاق، وقال نظيره الروسي إنه لا تجرى محادثات لتغييره. وقبل الزيارة قال بوتين، الذي عرض تزويد المملكة بأنظمة دفاعية روسية، إن بوسعه أيضا أن يلعب دورا إيجابيا في تخفيف حدة التوترات مع طهران بفضل علاقاته الطيبة مع الجانبين. وتعمل موسكو على تزويد الرياض بنظام الدفاع الجوي الصاروخي إس-400. وقد اكدت السعودية على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير أن علاقاتها الوثيقة مع روسيا ليس لها أثر سلبي على العلاقات بين واشنطن والرياض. وترى المملكة أن بالإمكان إقامة علاقات استراتيجية وقوية مع الولايات المتحدة وفي الوقت نفسه تطوير العلاقات مع موسكو.