لماذا يتبعنا القمر عند القيادة؟
لا يبدو لنا القمر بعيدا جدا، فنحن أحيانا نتوه عن حجمه الحقيقي والبالغ 2.160 ميلا وكذلك عن المسافة التي تفصلنا عنه والبالغة 239.000 ميل، والسبب في ذلك يعود الى حجمه الكبير وقربه من الأرض.
ومع ذلك، فإننا نراه أحيانا يتحرك معنا أثناء قيادتنا للسيارة أو ركوبنا في أي عربة تتحرك بسرعة. وتفسير ذلك يرتبط مباشرة بتلك المسافة التي ذكرناها. والواقع أن القمر لا يتحرك مطلقا، بل هو مجرد إحساس منا واستجابة نفسية نشعر بها ونتخيلها عندما ننظر اليه خلال تحركنا بسرعة معينة. مثلا، إذا كنت داخل عربة تتحرك بسرعة، انظر من حولك الى الاشياء كالأشجار أو المنازل، فإنك ستلاحظ تحركها بالاتجاه المعاكس لتحركك، وهكذا يكون القمر أحد هذه الأشياء المتحركة. فستراه وكأنه يطير أمام عينيك في كل مرة تسير فيها بالطريقة نفسها، لكن تحرك القمر لا يحدث أحيانا مع أنك تسير بالسرعة المعهودة، لماذا؟
لأننا اذا قارنا المسافة الكبيرة بين الأرض والقمر مع المسافة التي تقطعها العربة في بضع دقائق، فإن المسافة الأولى ستبقى هائلة، وهكذا، إذا ما تابعنا التحرك بمستوى خط مستقيم فإن الزاوية التي نرى من خلالها القمر نادرا ما تتغير. إذن، إن تحركنا بخط واحد مستقيم يجعل هذه الزاوية ثابتة وهذا يعني أن القمر لا يتحرك. ومع ذلك، فإن رؤيتنا للأشياء تتحرك من حولنا يرتبط مباشرة بفكرة ان القمر يتحرك أيضا ويتبعنا كالعادة. مع أننا لا نستطيع تقديم التفسير الكامل لظاهرة الضوء، فإننا نستطيع قياسه بدقة متناهية. ومن خلال هذا القياس، أصبحت لدينا فكرة واضحة عن السرعة التي يقطعها الضوء في مدة زمنية محددة.
من كتاب: قل لي كيف؟ ومتى؟ ـ ترجمة وتعريب: محمد فرحات