من ضمن رؤية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، ورغبته السامية الاهتمام بفئة النشء والشباب ودعمهم كجزء لا يتجزأ من رؤية الكويت 2035 التنموية، ومع اتخاذ خطوات فعلية لترجمتها على ارض الواقع مثل انطلاق مؤتمر الشباب وإنشاء وزارة للشباب وهيئة عامة للشباب وهيئة عامة للرياضة إلا ان هناك غيابا واضحا لمراكز الشباب.
فئة الشباب تمثل ٧٠% من المجتمع الكويتي وهي مستقبل الكويت المشرق، فئة الشباب تتميز بالعطاء والاندفاع واللاحدود وعصف الأفكار والرغبة في التحدي، ولا ننسى سعى أصحاب النفوس الضعيفة الى استهداف هذه الفئة تحديدا في أعمال التطرف والإرهاب والتجارة بالمخدرات والتعاطي والأعمال غير المشروعة وغسيل الأموال والإغراءات للكسب السريع.
ان الفراغ سبب رئيسي لانجراف الشباب لممارسات مدمرة لهم وللمجتمع وتكون نهايتهم اما أن يكونوا خارجين عن القانون او ضحايا سموم تبث في أجسامهم.
فأين دور مراكز الشباب التابعة للهيئة العامة للشباب في الاستثمار في الشباب وشغل أوقاتهم وحمايتهم؟
لقد عرفت مراكز الشباب بعد تحرير الكويت مباشرة وكنا نتردد على مركز شباب الدعية، ومن خلال هذا المكان تعلمنا كيف تصقل مواهبنا وقدراتنا فشاركنا مع الأصدقاء في كثير من الألعاب الرياضية الفردية والجماعية وتعلمنا لأول مرة لعبة البلياردو والبيبي فوت وكرة الطاولة بالإضافة لكرة القدم وكرة السلة ولم يقف دور مركز الشباب عند هذا الحد بل كانت هناك مسابقات ثقافية تنمي القدرات المعرفية لدى الشباب وكانت هناك رحلات كل أسبوع تشغل وقت فراغنا من الصباح الباكر حتى وقت الظهيرة.
السؤال المهم أين ذهب دور مراكز الشباب؟ ولماذا لا يتم إحياؤها من جديد بل وتحديثها وتطويرها بما يتناسب تطلعات الشباب في الوقت الحاضر حتى تضم قسم للألعاب الإلكترونية والتكنولوجيا الحديثة؟
لماذا لا يتم إنشاء أندية صحية لفئة الشباب بخلاف الأندية التجارية مع وضع ضوابط ومنع استخدام المنشطات والهرمونات وتعليم جيل الشباب بناء الجسم السليم بالطرق الصحية وتجنب تعرض أبنائنا للأمراض والتشوهات الجسمانية وتكليف الدولة ووزارة الصحة ميزانية ضخمة لعلاج أبنائنا من أضرار الهرمونات.
مراكز الشباب هي لاكتشاف المواهب واستغلال الشباب الأمثل لوقتهم وعلى الجهات والوزارات المعنية ان تشارك في خطة متكاملة لإحياء مراكز الشباب من جديد.
يمكن لمركز الشباب ان يكون صرحا رياضيا وثقافيا وفنيا وترفيهيا يكون مقصدا للشباب في عطلة نهاية الأسبوع بدلا من تكدسهم في المجمعات التجارية والتجول بسيارتهم في الشوارع بلا هدف وازدياد ظاهرة العنف والتحرش والظواهر السلبية.
بالمختصر: لنستثمر في بناء عقول الشباب ونكتشف مواهبهم ونصقل قدراتهم فهم المستقبل.
رسالة: لا يعني دعم الشباب ان يتوجهوا فقط للعمل في مشاريع المطاعم والمقاهي بل عليهم التوجه لمجالات الصناعة المختلفة التي تساهم في تقدم الكويت عالميا.