النخلة شجرة مباركة ورد ذكرها في الكثير من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية المطهرة، مما يدل على أهميتها وعظم مكانتها، فأشجار النخيل نباتات معطاءة مفيدة للإنسان بثمارها وجميع أجزائها ومخلفاتها، وهي كائن صديق للبيئة تساهم في توفير الظل وتلطيف حرارة الجو، كما أنها شجرة معمرة وقوية، تعمل عبر جذورها الطويلة على تثبيت التربة، وتحافظ على رطوبتها، مما يجعلها خصبة وصالحة للزراعة، كما تساهم النخيل في صد الرياح، ومقاومة زحف الرمال على الأراضي الزراعية والمناطق السكنية، وهي قادرة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية، حيث تتحمل العطش، وحرارة الجو، وملوحة الأرض.
وللنخلة فوائد غذائية وصحية عظيمة، فثمارها تعتبر وجبة كاملة، وذلك لأنها تحتوي على جميع العناصر والفيتامينات والمعادن الضرورية لجسم الإنسان، بالإضافة إلى فوائدها العلاجية، حيث تساعد على علاج الكثير من الأمراض التي يصاب بها الإنسان.
كما ان لها فوائد مجتمعية وعوائد اقتصادية كثيرة، حيث تعمل على تقليل نسبة البطالة في المجتمع، من خلال تشجيع الشباب على العمل الحر، وتأسيس مشاريع صغيرة ومصانع قائمة على النخيل، مما يساهم في دعم الحركة الاقتصادية، وهناك الكثير من التجارب المميزة والمشاريع الناجحة في دول الخليج وغيرها، وخاصة في المجالات الغذائية.
فقد تم استخدام التمور ومشتقاتها في صناعة منتجات عديدة مبتكرة مثل: الكيك، والبسكويت، والحلويات، والشيكولاتة، والآيس كريم، والعصائر، والقهوة، والدبس، والخل، والزيت، والسكر...الخ، كما دخلت في تصنيع المنتجات الدوائية مثل: مادتي الفركتوز والجلوكوز المفيدتين لمرضى السكري، واستغل نوى التمر في صناعة المنتجات الصحية والتجميلية مثل: الصابون، وكحل العيون.
فضلا عن الاستفادة من مخلفات النخيل في العديد من الصناعات الأخرى مثل: صناعة الحبال، والسلال، والخشب المضغوط، والأثاث الخفيف، والمصنوعات التراثية، واستخدمت جذوعها للتسقيف، وصناعة الدعامات، بالإضافة الى استغلالها وقودا وسمادا للتربة، وأيضا في صناعة العلف لتغذية وتسمين المواشي والدواجن، وكذلك في استخراج مادة السليلوز من السعف لصناعة ورق صديق للبيئة... والكثير من الصناعات المتعددة.
وهكذا نرى انه يجب التعامل مع النخيل كوسيلة فاعلة لتوفير العديد من فرص العمل في مجالات الإنتاج، والتصنيع، والتسويق، والتصدير، والنظر لها كمنتج وطني سوف يساهم في تنشيط الاقتصاد وتحقيق عوائد مالية ضخمة، مع تشجيع المبادرين وأصحاب الأعمال على تأسيس وإنشاء مشاريع زراعية، وصناعية قائمة على النخيل وثمارها ومخلفاتها، ودعمهم للانطلاق في أعمال ناجحة ذات مردود مالي وبيئي.
٭ زاوية أخيرة: أظهرت دراسة حديثة لمعهد البحوث العلمية والصناعية بجامعة أوساكا اليابانية، أن مادة السليلوز المستخرجة من النباتات والأشجار، تمتلك خصائص فيزيائية مناسبة لاستخدامها في المستقبل لصناعة الشاشات المرنة للأجهزة الذكية.
twitter:@dmadooh
[email protected]