سمو الشيخ صباح الخالد، نبارك لك الثقة الغالية والكبيرة التي منحك إياها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بتعيينك رئيسا لمجلس الوزراء، وندرك تماما أن تلك الثقة جاءت في محلها وأنت أهل لها وقادر على مصاعبها خاصة في هذه الظروف الصعبة، ودائما تذكر كلمات صاحب السمو التي كانت تحمل معاني كبيرة عندما شهد لك قائلا بأن «ثوبك نظيف وحارب الفساد وحارب المفسدين» هذه العبارة كانت أجمل عنوان للمرحلة المقبلة، واجعلها طريقا لإدارتك الجديدة.
ونحن نقول لسموك، الله يعينك على حمل تلك الأمانة والمسؤولية الكبيرة، لأننا ندرك تماما أن إدارة البلد ليست سهلة خاصة بتلك الأوضاع التي نعيشها بوجود نهج الفجور بالخصومة، فتأكد أن أمام سموك تحديات جسيمة تستوجب الشدة، أبرزها تكمن في تغيير النهج السابق الذي يعتمد على سياسة الترضيات والتدخلات في القرارات إلى سياسة بناء قواعد أساسية متينة لإدارة جديدة تعتمد على الكفاءة والمحاسبة وعدم الخضوع لأي ابتزازات من أي أطراف أيا كانت قوتها على الساحة السياسية.
الاستعداد لدخول المرحلة الجديدة تستوجب من سموك الاهتمام باختيار القيادات من أصحاب الضمائر الحية الذين يخافون الله في بلدهم والعباد، وأقوياء قادرين على أن يتحملوا مسؤولياتهم مهما بلغت جسامتها، شخصيات لا تبحث عن الكرسي بقدر ما أن الكرسي يبحث عنهم وعن إنجازاتهم، شخصيات غير تقليدية ولا تدخل في حسابات المحاصصة ولا ساحة الصراع، تحتاج إلى جنود أقوياء محترفين يعملون بجهد وإخلاص من اجل بناء بلد وليس بناء أرصدتهم الشخصية.
البدء بمرحلة نهج محاسبة الوزراء والوكلاء وأصحاب المناصب القيادية خاصة المقصرين في مهامهم، وإجبارهم على نشر إنجازاتهم كل ستة أشهر أمر مطلوب حتى تتضح الصورة الحقيقية أمام الناس، وأقترح أيضا وضع صندوق شكاوى أو بريد إلكتروني يتبع سموكم لمتابعة المظالم التي تقع على الناس والتحقق من صحتها من خلال أعضاء لجان محايدين أمناء تثق بهم يتبعون ديوانكم لمنح المظلومين حقوقهم.
وبالختام نقول لسموك، من يعمل بإخلاص سيكون الله سبحانه معه، وإرضاء الناس غاية لا تدرك.
[email protected]