عندما يكون ديدن المرء خدمة أهله وبلده ويرى ذلك أمرا طبيعيا، بل واجبا مستحقا بلا بهرجة ولا سعي وراء مكاسب ويشهد على ذلك المحب قبل المبغض فإن غياب هذا الشخص عن سدة المسؤولية أمر أقل ما يقال عنه أنه مؤسف وباعث على الحزن.
لن أزيد على كلمات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، بحق سمو الشيخ جابر المبارك، فأنت بحق أكبر من الكرسي، وأنت من نجلّه ونحترمه ونحبه ونفخر به، ونراه دوما مبتسما على الرغم من الأحمال الثقيلة والهموم وجسام المسؤوليات الملقاة على عاتقه.
لن أنسى يوم وفاة أخي سعد، رحمة الله عليه، عندما أتيت يا سمو الشيخ جابر للعزاء وأنت مذهول وعيناك تلتفت بكل زوايا الديوانية بحثا عمن وصفته يوما بأنه وفيّ ومخلص للكويت ولك، وها أنا يا سمو الشيخ جابر المبارك أقسم بالله سأبقى وفيا ومخلصا للوطن ومحبا لك، كما كان أخي سعد المعطش، رحمه الله، بلا رياء ولا تزلف ما دمت حيا.
كنت ولا زالت ولن تقصر يداك البيضاء عن فعل الخير فمن كان حب مساعدة الناس من شيمه وطبيعته لن يؤثر فيه الاعتذار عن تولي منصب أو الابتعاد عن العمل السياسي، وأود أن أختم بهذه القصة المعبرة والتي قصها عليّ أحد الأفاضل حتى يعي بعضهم الذين لا يعرفون من هو سمو الشيخ جابر المبارك الإنسان، في سنة ٢٠١٢ كان سموه في لندن للفحوصات الطبية، وكانت هناك ثلاث بنات كويتيات يعالجن والدهن على نفقتهن الخاصة، مما اضطرهن إلى أخذ قروض، وزادت فاتورة العلاج إلى أن وصل بهن الحال إلى بيع البيت الذي يعيشون فيه، وكانت إحداهن معرضة للفصل من العمل فسمع بقصتهن سمو الشيخ جابر المبارك الإنسان فأمر بتحويل نفقة العلاج على حسابه الشخصي وإرجاع كل ما دفعنه، وأمر بإعادة شراء البيت الذي تم بيعه.
فهل تعتقدون أن هذا الخير يذهب سدى أو أن الباري جل وعلا لن يكافئ من أراد وجهه في عمل الخير؟
يا سمو الشيخ جابر المبارك، قد تعتذر عن تبوؤ منصب، وهذا حق أصيل لك لا ينازعك عليه أحد، لكن سيبقى لك في قلبي منصب ملؤه المحبة والاعتزاز بشخصكم الكريم، لن يستطيع الدهر ما حييت أن يلغيه أو يبدله.
أدامك الله فخرا وسندا للوطن والأمير، وأدام الله الوطن شامخا عاليا آمنا مطمئنا.