[email protected]
إنه مؤكد لأنه مستحيل وإنه لمن المتعة أن تفعل المستحيل يا بحريني!
بالأمس عادت البحرين وعاصمتها المنامة الشامخة إلى زمن الغوص والطواشة والدانة والحصباة هي كأس دورة الخليج الـ24 التي انتقلت من السلطنة الحبيبة إلى مستقرها في ديرة مغاصات اللؤلؤ الغالية مملكة البحرين بعد انتظار دام 49 عاما أي نصف قرن!
بالأمس كان فرحا عارما لأهلنا في مملكة البحرين بعد أن حقق المنتخب البحريني الشقيق حلم أهله وجزيرته وناسه بالحصول على لقب بطل دورة الخليج الـ 24!
بالأمس خرج أهلنا في المنامة والمحرق والرفاع وسترة وعين عذاري وكل مناطق المملكة ابتهاجا بهذا الفوز الكبير، فقد كسروا «النحس» الذي لازمهم طوال هذه السنوات واستطاعوا أخيرا أن يحققوا الحلم!
تابعنا عبر شاشات التلفاز والميديا - التواصل الاجتماعي - فرحة أهلنا في مملكة الخير، ونحن والله نفرح لفرحهم فخليجنا واحد بإذن الله وأي دولة من الدول تحقق الفوز هو فوز لنا جميعا، وفرصة نرحب بالأشقاء من العراق واليمن، والفوز بالبطولة دائما مفرح وجالب للسعادة، وهنيئا لأهلنا في البحرين هذه الفرحة.. يستاهلون حبايبنا وأهلنا.
مادمنا في ذكر البحرين خلنا نعرج على الشاعر البحريني «النجم المتألق» دائما أستاذي علي الشرقاوي، شفاه الله وعافاه، حيث يقول:
يا بلادي في عز المطر قليبي لج ساحة
وايلودي لي طال الشتا حق قعدتج ساحة
هالقلب حق غيرج ترى ما يملك مساحة
الأم انتي والأبو وأغلى هلي وناسي
وأنتي شقاي وفرحتي وهمومي وايناسي
لو ينسى واحد بشرته ما ظنتي بناسي
معقول ينسى من زرع احلامه في الساحة
نعم.. يحق لكل بحريني ان يفرح بفوز بلاده في ساحة الرياضة وتستاهلون اهلنا في تايلوس وأوال ودلمون.
ومضة: قضت سنة الحياة ان يكون النصر دائما لمن يتحمل الضربات، لا لمن يضربها، وهكذا تحملت البحرين عبر سنوات طويلة، تصل قبل النهائي وتضيع الفرصة، لكن اليوم بإصرار الهمة العالية تم تحقيق النصر التام فكان الفوز ليس كل شيء.. بل الفوز هو الشيء الوحيد. وقالها لاعبو المنتخب البحريني الشقيق وداعا للهزيمة وأهلا بالنصر بعد ان ذاقوا لسنوات مرارة الخروج، واليوم حققوا اعظم الانتصارات، فحق لهم منتخبا وشعبا ان يفرحوا بهذا الانجاز غير المسبوق.
آخر الكلام: أبطال البحرين الفائزون بالكأس في ملعبهم لم يكونوا أحد عشر لاعبا، وإنما الشعب البحريني الحبيب التواق للفوز بهذه المسابقة وانتزاعها من جبل المستحيل لتحقيق البطولة وكأنهم يقولون بصوت واحد:
تقضي البطولة ان نمد جسومنا
جسرا فقل لرفقانا ان يعبروا
وبالفعل عبروا وها هم اليوم يدورون في كل مناطق البحرين حاملين الكأس، ويحق لهم ان يفرحوا ونشاركهم الفرحة، ففي هذه المسابقة بطولة وهم الأبطال!
زبدة الحچي: حول المنتخب البحريني الحلم إلى حقيقة، اذ جعل من الأمل في ذاته عزيمة وإصرارا ليقول لكل العالم وشعوبه الحلم ترف النائمين اما العزيمة فعرق البحرينيين.
قالها المتنبي في أجمل أشعاره:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
أبارك وأهنئ كل أهلي هناك في الجزيرة الحالمة التي حققت حلم شعبها بهذه البطولة. ويقول جبران خليل جبران:
وبنوا رجاءهم على استعدادهم
لا خير في أمل بلا استعداد
كل بمسعاه يفوز ومن يُنبْ
عنه الحوادث لم يفز بمراد
مبروك يا مملكة القلوب الذهبية يا غيم وبحر ويا المنامة والمحرق والنخيل الشامخ لأجلج نقولها يا ديرة في الحشا عشقين قلب ازرق يبارك وقلب احمر (مجوكم) يردد معي لعيون تايلوس وأوال ودلمون التحية لصاحب صديج شاهد عصر يقولها موال لجزيرة الذهب: امايه يالبحرين مبروك فوزج!