إيزابيل إيبرهارد
امرأة اسطورية في حياتها وفي مماتها، ولدت في جنيف بسويسرا عام 1877 على ضفاف بحيرة، ماتت شابة في السابعة والعشرين من عمرها في رمال الصحراء الجزائرية الحارقة عام 1904.
ارتحلت الى الشرق، بحثا عن ذاتها وعن حريتها، في وسط اجواء سقوط الامبراطورية الروسية وصعود الامبراطورية العثمانية، كانت امها ارستقراطية روسية تزوجت بجنرال روسي مهم، لكنها تركته واصطحبت اولادها الى جنيف للعلاج، ولم يرافقها لرفض القيصر، حتى مات، لكنها انجبت ابنتها ايزابيل من رجل روسي متزوج، فاستحال اعترافه بالطفلة التي اعطتها امها لقب عائلتها، وهو ما شكل غصة حقيقية في فم الفتاة ايزابيل، خاصة في ذلك الوقت الذي كانت الطفلة غير الشرعية فيه منبوذة.
كانت ايزابيل ترتدي لباس الرجال منذ طفولتها لكونها تخضع للرقابة البوليسية بسبب جنسيتها الروسية، وتصاحب الطلاب الروس الملاحقين من السلطة، حتى تركت كل هذا وبدأت ترافق القوافل في تلك الرحلة بين 1899 و1904، مثل اي بدوي متمرس، وتحملت مخاطر شديدة الصعوبة، لكنها لجأت دائما الى الصحراء الشاسعة، فهي رمز لذاتها التي تريدها شديدة الحرية والاتساع والبعد عن العالم المتحضر، المخادع على حد قولها، فهو الذي استعمر الجزائر دون سبب.
تخلت ايزابيل عن جنسيتها واسمها ودينها وتزوجت من جزائري عربي اسمه سليمان، فأصبحت منبوذة من الجالية الفرنسية هناك، لكن عشقها للشرق اكتسح كل حياتها، فعاشت متواضعة، بسيطة، بعيدة عن الارستقراطية التي تربت عليها، احبت الصحراء الى هذا الافتنان فقالت انها تغضب «نعم» تغضب اذا ما لمسها احد، فهي احدى روائع الطبيعة.
كانت ايزابيل امرأة استثنائية كما تصفها مؤلفة فرنسية، اصدرت جزأين عنها، وهي الكاتبة ادموند شارل رو من ابرز كاتبات فرنسا، وحاصلة على جائزة الجونكور المهمة.
عن ايزابيل ايبرهارد، صدر الكثير جدا من المؤلفات والكتب، اعتمادا على ما تركته هي شخصيا من مؤلفات واوراق ومذكرات، فقد كانت ايضا كاتبة وصحافية.
من كتاب: شخصيات صنعت التاريخ ـ أسيمة جانو