بقلم:آمنة أشكناني
سؤال فلسفي لطالما طرحته: هل بإمكان الدمية التي يصنعها الإنسان أن تتمرد على صانعها وتكون حية، تصدر القرارات المصيرية بيدها بدلا من أن تكون تحت خيوط صاحبها؟ ومن يكون في خدمة الآخر؟ الدمية في خدمة صاحبها أم العكس؟
هكذا مصير علاقة أي إنسان، الحاكم بالمحكوم، الأرض بالإنسان، الأم بالطفل، الزملاء بزملائهم، وهكذا العلاقات التبادلية والتكاملية أو فيما يتم بها بوصفها العلاقات ذات المصلحة المشتركة، المصلحة المشتركة انتشرت انتشار النار في الهشيم خلال العصور الوسطى والإقطاعية حين يراد من العلاقات الدولية والديبلوماسية السلام والصلح خصوصا زواج وتناسب أبناء الملوك.
إن الدمية وصاحبها تشكل نوعا من أنواع علاقة السلطة فهي إما تقلد فيما تؤمر من محركها أو قد تفعل ما يراد منها فبالتالي قد ينكر صاحبها صدور تلك الأفعال منها.
الدمية نموذج حي ومصغر حين يصنع الإنسان شبيها لنفسه، طاغية لنفسه، يعجب بشكله واتساق اعتدال قامته ويكرر هذا الخلود المزيف عبر ترائيه لشكل مكرر عن نفسه.
الغريب أن الأطفال وفي بداية صفحتهم البيضاء يعشقون الدمى الحركية، القصة وانخراط الشخصيات المختلفة في قالب القصة وحين توصم هذه الحبكة من مآثر الدمى تكرر نفس الوصمة.
الدمية وصناعتها نموذج حي وتساؤل فلسفي بحت عن كيف يرى الإنسان نفسه؟ هل يصنع هو بيده الطغيان أم يكون الطغيان وجها من أوجه العدالة؟
وهل عندما تكون العدالة موكلة وليس تحت الإرادة الحرة تكون وجها من أوجه المساواة؟
لي حرية التساؤل، ولنا كبشر مختلفين حرية الجواب.