نبارك للحكومة الجديدة التي أخذت وقتا طويلا لتشكيلها ونتمنى لها التوفيق، وأرى ان الخاسر الأكبر في التشكيل هي (التيارات الدينية) والتي ربما تمت مشاورتها ورفضت (لا أعلم)، وإن تم تجاهلها فهي في تراجع.
جيلنا المخضرم تربى وهو يسمع على امتداد «الوطن العربي» حكاية الغول وهو (كائن خرافي) ورد ذكره في القصص الشعبية والحكايات الفلكلورية، ويتصف هذا الكائن بالوحشية والبشاعة والضخامة وغالبا ما تتم إخافة الناس بقصصه، مثل ما هو عندنا في الموروث الشعبي (حمارة القايلة ـ الطنطل ـ السعلو)!
قضيتنا اليوم غلاء المعيشة.
اليوم الكويت تعتبر السابعة عربيا من حيث غلاء الأسعار.
موجات الغلاء هي أشبه ما تكون بالغول.
والغلاء هو أصعب ما يواجه البشرية والمجتمعات الإنسانية!
في الماضي كان عدد الناس قليلا وبالتالي (اللغة الموحدة) توصلهم في حال تطبيق قرار المقاطعة خاصة عندما يقولون مجتمعين (خلوه.. يخيس)، وهي دعوة الناس لمقاطعة أي بضاعة غالية يرفعها التجار.
اليوم مع عودة خالد الروضان معالي وزير التجارة نهمس له في أذنه: بوناصر: اضبط الأسعار ينخفض الغلاء.
فعّل لجنة تحديد الأسعار وأوقف مقولة: الغلاء.. آتٍ.
نحن نعرف ان الغلاء يسبب حالة من الركود، ونظرة لأسعار الأسواق تجد حالة من ارتفاع الأسعار غير المبرر، فالأسعار بكل صراحة مبالغ فيها للأسف.
من يحمي المواطن والمقيم من هذا الجشع، فليس من المنطق أن تزيد أسعار السلع، وقد ناظرتها في البحرين والمملكة العربية السعودية وعمان أقل بكثير من أسعارنا الفلكية.
نأمل من معالي وزير التجارة وهو بالمناسبة ليس بالجديد عليها، فهو قد سبق له قيادتها ان يتخذ من الخطوات ما يمنع جشع التجار المتلاعبين برفع الأسعار.
ونتمنى ايضا ان تتخذ خطوات عملية وإدارية وإجراءات وعقوبات ضد كل من تسول له نفسه التلاعب بالأسعار، هذه قضيتك.
اليوم الغلاء المعيشي يكتسح مجتمعنا كالغول الباطش دون حسيب او رقيب، فأسعارنا (النارية الفلكية) تلهب جيب المواطن والمقيم.
الغلاء والأسعار الفلكية للسلع اليوم قضية ليست ضمن الأولويات.. آمل من كل مواطن ان يجعلها من أولويات الحديث مع اي نائب خاصة أنهم بطور المرور على الديوانيات. واجهوهم بحقيقة الأسعار النارية في الكويت.
موجة الغلاء في أسعار الشقق والمأكل والمشرب والاحتياجات الضرورية وأسعار (الصحة والتعليم) على الوافد إضافة الى الكماليات والضروريات (تسونامي) أغرق البلد وجعل الكويت سابع أغلى بلد في العالم.
نتأمل خيرا في (الحكومة الجديدة) ان تنهي هذه الدوامة من (الانفلات) وتنهيه بتطبيق القانون بتثبيت الأسعار.
٭ ومضة: المواطن الكويتي اليوم من الطبقة المتوسطة يصرخ يريد (علاوة غلاء) لتعاظم وتصاعد الأسعار بشكل يومي لغياب الحزم الحكومي، ونأمل من معالي الوزير الجديد تداركه بأسرع وقت، فليس للمستهلك من المواطنين والمقيمين لمواجهة هذا الغلاء وهذه الأسعار إلا وزارة التجارة.
مؤشر الأسعار على درجة الغليان وسجل أرقاما قياسية والرقابة كما شفناها سابقا كلام في كلام.. ماكو فعل.
٭ آخر الكلام: قضية الأسعار هي من مسؤولية وزير التجارة، والصحافة الكويتية مطالبة اليوم بعدم المجاملة وفتح هذا (الملف) بعد ان دخلت أسعار السلع في الكويت كتاب غينيس للأرقام القياسية!
٭ زبدة الحچي: ما أطرحه اليوم قضية مجتمع يمس وزارة التجارة تحديدا، فالغلاء مصطنع والوزارة قادرة على ضبطه بعد ان طال كل البضائع والسلع دون رقيب او حسيب وتركوا للكل ان يتلاعبوا على كيفهم بأقوات الشعب والوافدين الكرام.
نريد من وزير التجارة الجديد مواجهة هذه الأسعار المزيفة وإرجاع الأسعار الى وضعها الطبيعي، فمن واجب (الحكومة الجديدة) ان تحمي الناس من هذا الجشع الغولي الرهيب ـ بلاع البيزة.
كنت في الكويت سابقا بـ 100 فلس تأكل صمونة مشكل او فلافل، وبـ 50 فلسا علبة عصير.
اليوم الأسعار نار وبعد ما ياتنا الضرائب والقيمة المضافة.
تلاحقوا أسواقنا من هذا الغول الجائر بتطبيق القانون على الجميع، فهذه مهمة الحكومة الجديدة ووزير التجارة الجديد وأول ما تسوونه ضبطوا الأسعار والإيجارات، وتذكروا ان الكويت ليست كلها (تجارا) بل هناك طبقة متوسطة بدأت تتآكل وأكثرية وافدة معاشاتها بسيطة تريد من يحميها من شر هذا الغلاء..! أتمنى ان تصل الرسالة وألا تضيع أدراج الرياح كالعادة!
٭ تهنئة: أُبارك للدكتورة رنا عبدالله الفارس.. وهي تقسم تذكرت والدتها المربية الأستاذة فوزية السليمان، رحمها الله وطيب الله ثراها ومثواها، ناظرة الشامية المتوسطة بنات.. وترحمت على من ربت وكبّرت وتعبت.. فكانت د.رنا الفارس، ونبارك لوالدها اللواء عبدالله الفارس، أطال الله في عمره.