- العوضي: 3 سفارات فقط في مملكة بوتان والكويت إحداها بما يؤكد متانة وعمق العلاقات
- مصطفى: نعد لمشروع تحويل قطاع السياحة إلى هيئة مستقلة لتنويع مصادر الدخل
- جيلتشن: بوتان من أسرع الدول نمواً وستخرج من تصنيف الدول النامية خلال 2023
- زيادة عدد مواطنينا بالكويت من 300 إلى 3000 وجميعهم يعملون في شركات مختلفة
محمد هلال الخالدي
بحضور سمو الشيخ ناصر المحمد ومساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي فهد العوضي وعدد كبير من الشيوخ والديبلوماسيين احتفلت سفارة مملكة بوتان في الكويت أول من أمس باليوم الوطني الـ 112 وذكرى انتخاب الملك أوجين وانجشوك كأول ملك للحكم الوراثي في البلاد.
وبهذه المناسبة أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي السفير فهد العوضي متانة العلاقات الكويتية- البوتانية في مختلف المجالات، موجها التهنئة إلى ملك بوتان وشعبها الصديق، مبيناً أن سفارة الكويت في بوتان واحدة من 3 سفارات فقط في المملكة مما يدل على تميز العلاقات الثنائية، وسنعمل على تعزيز وتقويتها.
بدوره، ألقى سفير بوتان تسيرنج جيلتشن كلمة نقل من خلالها تحيات الملك إلى صاحب السمو الأمير، موضحا ان بلاده تحظى بقيادة غير عادية من ملوكهم الذين جعلوا سعادة الشعب البوتاني من أولوياتهم في ظل فلسفة التنمية المعروفة بـ «إجمالي السعادة الوطنية» بدلا من مؤشر النمو الاقتصادي والناتج المحلي، بما يؤكد مفهوم تحسين السعادة والرضا للمواطنين، مشيرا إلى أن هذه الفلسفة تقوم على أربعة أعمدة أساسية هي التنمية الاقتصادية الاجتماعية العادلة، الحفاظ على التراث والثقافة البوتانية الغنية، الحفاظ على البيئة، ووجود حكومة رشيدة.
وتطرق جيلتشن إلى تميز التجربة الديمقراطية في بلاده، والنجاح الذي تحققه حكومتهم حيث حققت نموا اقتصاديا بلغ 7.4% على مدى العقدين الماضيين، بما يجعل بوتان واحدة من أسرع اقتصادات العالم نموا، وتضاعف الناتج المحلي الاجمالي للفرد 3 مرات خلال 15 سنة الماضية، مما يؤهلها للخروج من فئة الدول النامية بحلول عام 2023، مؤكدا التزام بوتان بجهود الأمم المتحدة لحفظ السلام وتلتقي في هذا الجانب مع الكويت التي يقدر العالم دورها الكبير في دعم جهود السلام.
وأضاف: مرت 3 سنوات منذ وصولي إلى الكويت ومن خلال التفاعل مع العديد من المسؤولين والأصدقاء، شعرت بالمودة والاحترام المتبادل بين شعبينا، مبينا أن عدد الجالية البوتانية في الكويت زاد خلال السنوات الثلاث من 300 إلى أكثر من 3000 بوتاني وجميعهم يعملون بنجاح في شركات مختلفة ومن خلال لقاءاتي مع أصحاب الشركات، فإن ردود الفعل التي تلقيتها إلى الآن تؤكد انهم جميعا يعملون كسفراء لبلدهم وعملهم محل تقدير واحترام.
علاقات اقتصادية
بدوره، وصف سفيرنا لدى بوتان فاضل الحسن العلاقات بين الكويت وبوتان بالمتميزة والاستثنائية والقائمة على الصداقة العميقة في عدة مجالات، لافتا إلى أن هناك أكثر من 3000 بوتاني يعملون في الكويت ونشعر بأنهم يساعدون في دفع عجلة التنمية وهم على درجة عالية من الثقافة ويتحدثون الانجليزية ومتدربون بشكل جيد قبل قدومهم للكويت، مبينا أن هناك خطة لجلب العمالة الطبية حيث سيرسلون دفعة من الممرضات البوتانيات بتنسيق مع وزارة الصحة خلال النصف الأول من 2020.
وأشار الحسن إلى أن عدد السياح الكويتيين لبوتان قليل ومحصور في تسلق الجبال والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، موضحا أن بوتان تم اختيارها من قبل الدليل السياحي الوجهة الأولى للسياحة عام 2020، وتعد لهذا الأمر بسرعة حاليا حيث تم اقتراح قوانين في البرلمان البوتاني لتسهيل عملية دخول السياح الأجانب، كما أن وفدا من وزارة الإعلام زار بوتان مؤخرا والسفارة حاليا تجهز لاستقبال وفد من وزارة المالية مع أعضاء من الهيئة العامة للاستثمار والقطاع النفطي ووزارة الخارجية لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة، موضحا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يفوق 50 مليون دينار، اضافة الى وجود عدة مشاريع مولها الصندوق الكويتي للتنمية.
ولفت إلى أن هناك دعوة من صاحب السمو منذ عام 2016 وجهت لملك بوتان ورحب بها وستتم في خلال 2020، مؤكدا أن وجود سفارة للكويت في بوتان جاء بفضل حكمة القيادة الكويتية حيث ربطت علاقات أخوية ما بين سمو الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، وملك بوتان، إضافة الى علاقات الصداقة ما بين سمو الشيخ ناصر المحمد مع ملك بوتان.
فرص استثمارية
من جهته، أشاد وكيل قطاع السياحة في وزارة الاعلام يوسف مصطفى بالتقدم والنمو الذي تشهده مملكة بوتان، وتحدث عن الزيارة الرسمية التي قام بها وفد من وزارة الاعلام إلى المملكة مؤخرا، بهدف التحضير لتوقيع مذكرة تفاهم في مجال تشجيع السياحة والاستثمار، إضافة إلى التبادل الثقافي بين البلدين الصديقين، مؤكدا توجه حكومة الكويت بتوجيهات صاحب السمو الأمير نحو ضرورة تنويع مصادر الدخل في البلاد، مشيرا إلى أن الاهتمام بقطاع السياحة الذي أصبح اليوم صناعة كبيرة ورافدا أساسيا من روافد الاقتصاد لكثير من الدول سيخدم هذا التوجه.
وتحدث مصطفى عن مشروع تحويل قطاع السياحة الذي يتبع حاليا وزارة الاعلام إلى هيئة مستقلة تقوم بدورها بشكل احترافي أسوة بما هو معمول به في أغلب الدول، ومنها دول مجاورة استطاعت أن تحقق الكثير في هذا الجانب وأصبح لديها تنوع في الدخل وعدم الاعتماد على مصدر وحيد للدخل، موضحا أن المشروع لا يزال في طور الإعداد وهناك الكثير من العمل المطلوب لإنجاز المشروع عبر اعتماده من الحكومة ثم مجلس الأمة، لافتا إلى أن الكويت تمتلك مقومات سياحية كبيرة جعلتها تصنف ضمن المرتبة الأولى حسب تصنيف منظمة السياحة العالمية، مؤكدا أن هيئة السياحة حسب المشروع المخطط لها ستضم ممثلين من جميع الوزارات والهيئات المعنية بالشأن السياحي.