على غرار ما قد نصادفه يوميا في الطرقات من سؤال تم وضعه على مركبات النقل العام أو شركات الخدمات وسيارات الأجرة، وهو: هل أنا سائق جيد؟ ويضع من يهمه الجواب وسيلة للتواصل.
لقد جال بفكري سؤال مشابه ولكنني لن أضعه على سيارتي بل أودّ طرحه على نفسي قبل أن أرجو أن يطرحه كل من يقرأ هذه السطور على نفسه «هل أنا مواطن جيد؟».
وهنا في سؤالي هذا لا أطرح سؤالا عن الوطنية والتي هي: هل يحب الوطن؟، بل اسأل عن المواطنة وهي مجموعه من الاستحقاقات والصفات التي تتحدد للفرد وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، الأمر الذي يجعلني ويجعل من يود أن يطرح على نفسه هذا السؤال أن يسأل نفسه مجموعة من الأسئلة، أولا: هل أنا بخدمة بلدي في كل أوقاته؟ هل احترم المواطنين وكل ما يعيش على هذه الأرض على اختلاف مشاربهم ويشاركونني الأرض ويقاسمونني الماضي والحاضر والمستقبل؟
هل اعتقد بحرية الآخرين في اعتقادهم الديني والتعبير عن آرائهم واحترام خصوصياتهم؟
هل أصون مقدرات بلدي التي انعم الله لي ولغيري بخيرها؟
هل قناعتي بأن التعايش مع الآخرين على الرغم من الاختلافات التي قد تطرأ هو أمر ضروري أم أنني انسف كل هذه الشعارات عند أول عقبة اختلاف؟ هل غرست في الجيل القادم مقومات المواطنة الحقّة بعيدا عن المصلحة الذاتية والنرجسية؟
هل أرى وطني جميلا على الرغم من الممارسات الخاطئة التي قد أصادفها يوميا أو أقرأ عنها؟
عندما أجيب على جميع هذه الأسئلة مجتمعة أظنني قادرا على أن أجاوب عن سؤالي الأول عن جودة مواطنتي.
وبالنهاية أود القول: إننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننعم بالعيش في وطن لا نفخر بالانتساب إليه.
أدامك الله يا وطن ولا أدام من يراك وسيلة كسب فقط.