شريف حمدي
مع تنامي وتيرة التوتر بالمنطقة إثر قصف الحرس الثوري الإيراني قاعدة عين الأسد الجوية التي تضم جنودا امريكيين في العراق بعشرات الصواريخ الباليستية، عاد اللون الأحمر مجددا ليغطي شاشات التداول بأسواق المال الخليجية في جلسة تعاملات أمس.
ومع هذا التراجع خسرت بورصات الخليج مجتمعة في جلسة تعاملات امس نحو 15 مــليار دولار، تصدرها السوق السعودي بخسائر تقدر بـ 12.6 مليار دولار، تلاه سوق أبوظبي بأكثر من مليار دولار، ثم سوق دبي 978 مليون دولار، ثم سوق قطر بـ 172 مليون دولار، وسوق الكويت بنحو 165 مليون دولار، وخسر سوق البحرين 113 مليون دولار، فيما كانت خسائر سوق مسقط الأقل بـ 9.3 ملايين دولار.
وتعرضت مؤشرات بورصات الخليج للتراجع الجماعي في نهاية تعاملات أمس، لكن بصورة أقل حدة من تراجعات الأحد الماضي كأول رد فعل من أغلب أسواق المنطقة عقب مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، القيادي بالحشد الشعبي العراقي.
وتراجعت مؤشرات بورصة الكويت أمس بشكل جماعي بنسبة 0.2% لمؤشر السوق الأول محققا 9.7 نقاط تراجعا ليصل إلى 6799 نقطة، وتراجع مؤشر السوق الرئيسي بنسبة 0.1% بخسارته 4.8 نقاط ليصل إلى 4781 نقطة، كما تراجع مؤشر السوق العام بنسبة 0.13% محققا 8.1 نقاط خسائر ليصل إلى 6121 نقطة.
ورغم هذا التراجع الجماعي لمؤشرات بورصة الكويت، فإن تأثر السوق بأحداث أمس كان محدودا مقارنة برد فعل السوق يوم الأحد الماضي، حيث كان أكثر أسواق الخليج الخاسرة بأكثر من 1.3 مليار دينار من القيمة السوقية، فضلا عن تراجع مؤشر السوق الأول بأكثر من 4%.
وكان مؤشر سوق دبي المالي أكثر الأسواق تأثرا بالأحداث أمس، حيث حقق 1.2% خسائر هي الأعلى بين أسواق الخليج، فيما تراجع سوق أبوظبي بـ 0.7%، كما تراجع سوق قطر بـ 0.4% وهي نفس نسبة تراجع سوق البحرين، فيما تراجع سوق مسقط المالي بـ 0.1%، هذا بالإضافة إلى سوق المال السعودي الذي تراجع بنسبة 0.9% في تعاملات أمس.
وشهدت اسعار النفط ارتفاعا هو الأعلى منذ قرابة 4 أشهر ببلوغ مستوى 71 دولارا لخام برنت مع تصاعد المخاوف من نقص إمدادات النفط بسبب احتدام الصراع بالمنطقة.
المزروعي: نستبعد أي مخاطر فورية على النفط العابر من «هرمز»
قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إنه يأمل في أن تؤدي حكمة الولايات المتحدة وإيران إلى تهدئة التوترات الجيوسياسية، مشيرا الى انه لا يتوقع مخاطر فورية على شحنات النفط المارة عبر مضيق هرمز، الممر الملاحي الحيوي للقطاع، وذلك بعد أن هاجمت إيران قاعدتين تستضيفان قوات أميركية في العراق.
وأضاف المزروعي، على هامش مؤتمر في العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس: «نأمل في ألا يكون هناك أي تصعيد آخر في المنطقة فنحن نحتاج إلى الهدوء والاستقرار في سوق النفط، والوضع الحالي ليس حربا وعلينا ألا نبالغ في تقييم ما يحدث، ولا خطر على هرمز أو تدفق النفط».
وتابع: «سوق النفط تتلقى إمدادات جيدة حاليا ولا نتوقع نقصا في المعروض إلا أن يحدث تصعيد كارثي في المنطقة، «أوپيك» ستتدخل إذا حدث نقص في معروض النفط، لكنها لا تناقش حاليا أي خطوات للمستقبل بعد التوترات».
«ناقلات النفط الكويتية»: نتابع الأوضاع الأمنية.. و«نحبس الأنفاس»
أحمد مغربي
قال مصدر نفطي مسؤول لـ «الأنباء» إن شركة ناقلات النفط الكويتية كانت قد رفعت درجة الاستعداد على متن ناقلاتها قبل 3 أشهر ولم يتغير الوضع الى الآن، مستبعدا رفع درجات الاستعداد إلى القصوى أو اتخاذ قرار لمنع مرور الناقلات الكويتية عبر مضيق هرمز.
وذكر أنه بعد تطور الأوضاع الأمنية في المنطقة تحبس «ناقلات النفط» الأنفاس لما ستسفر عنه أي مواجهات عسكرية بين إيران وأميركا.
وقال إنه تتم متابعة السفن الكويتية والبيانات الرسمية، مبينا أن الإجراءات الاحترازية يتم تطويرها وفقا للأحداث والمناطق، والتنسيق مع الجهات المعنية لتأمين خطوط سير الناقلات.
وتابع: تم تـصنيف بعــض المنــاطق الملاحية بالخطرة، وتم تحديد مسارات آمنة للــناقــلات الكـويتية، إض_افة إلى أنه تم تزويد جميع الناقلات بأجهزة مراقبة حديثة تعمل على مدار الساعة ومرتبطة بمركز عمليات في الكويت لضمان أمن الناقلات وللتواصل مع البحارة.
«أوپيك» لـ«ترامب»: لا نستطيع وحدنا تحمل مسؤولية توازن سوق النفط
قال أمين عام منظمة الدول المصدرة للبترول «أوپيك» محمد باركيندو إن المنشآت النفطية العراقية آمنة وان إنتاج البلاد مستمر، موضحا بالقول: «من دواعي الارتياح البالغ أن المنشآت تظل آمنة في العراق، والإنتاج مستمر وفعال».
وأضاف باركيندو، على هامش مؤتمر في أبوظبي، إنه متفائل بأن العراق سيصل إلى معدل امتثال بنسبة 100% بتخفيضات «أوپيك» في الوقت المناسب على الرغم من التوترات الحالية، «لا نتوقع حدوث اضطرابات في إمدادات النفط من العراق».
وفي رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال باركيندو إن منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوپيك» لا تستطيع وحدها تحمل مسؤولية الإبقاء على سوق النفط متوازنة، «مقياسنا هو مخزونات النفط لا أسعاره».
وقال باركيندو إن فائض الطاقة الإنتاجية للنفط حاليا نحو 3.5 ملايين برميل يوميا.
«أرامكو السعودية» تدرس تحويل مسار ناقلاتها بعيداً عن «هرمز»
قالت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر مقربة من شركة أرامكو السعودية إن الشركة تدرس تحويل مسار الناقلات المحملة بمنتجاتها لتفادي مضيق هرمز.
فيما قالت الصحيفة ان الجهة المشغلة للناقلات الحكومية في المملكة العربية السعودية قررت تعليق المرور عبر مضيق هرمز خلال الفترة الحالية.
مكاسب النفط تنحسر.. والأسعار قد تقفز إلى 100 دولار إذا أغلق «هرمز»
نزلت العقود الآجلة لخام برنت أمس عن ذروة 4 أشهر التي بلغتها في بداية محمومة لجلسة التداول، عقب هجوم صاروخي شنته إيران على القوات الأميركية في العراق بعد أن بدا أنه لن يؤثر على البنية التحتية للنفط أو تدفقات الخام.
وبدا أيضا أن تغريدات للرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجية إيران تشير إلى مرحلة من الهدوء المؤقت، وقال محللون إن نظرة أسواق النفط ظلت منصبة على أن أهداف هجوم اليوم عسكرية، وليست منشآت في قطاع النفط.
وخلال التداولات أمس، كانت العقود الآجلة لخام برنت متراجعة 60 سنتا بما يعادل 0.88% إلى 67.67 دولارا للبرميل، بعد أن نزلت أكثر من دولار.
وفي التعاملات المبكرة، بلغت العقود أعلى مستوى منذ منتصف سبتمبر الماضي عند 71.75 دولارا للبرميل.
وتراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 92 سنتا أو 1.47% إلى 61.78 دولارا للبرميل.
وبلغت العقود في وقت سابق 65.85 دولارا وهو أعلى مستوى منذ أواخر أبريل 2019.
من جهة ثانية، أفاد محللون لـ«سي إن بي سي» بأن أسعار النفط سترتفع بشكل حاد إذا أغلقت إيران مضيق هرمز بشكل كامل.
وذكر محللو «تريبيكا إنفستمنت بارتنرز» أنه حال إقدام إيران على غلق مضيق هرمز فسوف ترتفع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل.
تجدر الإشارة إلى أن مضيق هرمز شهد عبور 21 مليون برميل يوميا من النفط في المتوسط خلال 2018، وهو ما يعادل 21% من إجمالي الاستهلاك العالمي.
الذهب يقفز لأعلى مستوياته في 7 سنوات عند 1611 دولاراً
ارتفعت اسعار الذهب أمس لأعلى مستوياتها في نحو 7 سنوات مسجلة 1611 دولارا للاونصة الواحدة، اثر التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة واقبال المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.
وارتفع سعر اونصة الذهب في التعاملات الفورية أمس 0.8% ما يعادل 11 دولارا لتصل الى 1611 دولارا وهو اعلى مستوى لها منذ ابريل 2013.
في هذا السياق، قال خبير المعادن الثمينة والمدير التنفيذي لشركة سبائك الكويت رجب حامد لـ«كونا» أمس ان تصاعد التوترات في المنطقة سيغذي الطلب على الملاذات الآمنة مقابل تعرض الاسهم في الاسواق لبيع كثيف.
وذكر ان المعدن الاصفر ينظر اليه غالبا على انه استثمار بديل اثناء اوقات الضبابية السياسية والمالية، متوقعا استمرار ارتفاع المعدن الاصفر لمستوى 1700 دولار للاونصة في ظل استمرار تلك التوترات الجيوسياسية.
وفيما يخص حركة الشراء في السوق المحلي، اشار الى وجود اقبال على الشراء، موضحا ان سعر كيلو الذهب الخام لعيار 24 بلغ نحو 15500 دينار، وذكر ان سعر كيلو الذهب الخام من عيار 21 بلغ نحو 13600 دينار (نحو 44 الف دولار) في حين بلغ سعر الكيلو عيار 18 نحو 11650 دينارا.
«فيتش» تستبعد تخفيض تصنيفات دول الخليج
قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، إنها أخذت في اعتبارها عند وضع التصنيفات الائتمانية الحالية لدول المنطقة، الاضطرابات الجيوسياسية المحتملة، والتي حدثت بالفعل، ملمحة أن تلك الاضطرابات لن تؤثر على التصنيف الائتماني لهذه الدول.
وأوضحت الوكالة في تقريرها أن العراق ولبنان هما البلدان اللذان قد تؤثر الأحداث على أوضاعهما خلال الفترة المقبلة، وذكرت أن تأثير أي تحرك إيراني قد جرى تضمينه بالفعل في المخاطر المحتملة التي تواجه دول منطقة الشرق الأوسط.
وقالت الوكالة أيضا إن المخاطر الجيوسياسية تؤثر على التصنيف الائتماني السيادي لدول منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن أغلب دول الخليج لديها احتياطات مالية تدعم مرونتها في التعامل مع أي أحداث.
وأوضح التقرير أن التوترات بين إيران وأميركا تؤرق العراق بشدة، خاصة أن المخاطر السياسية تؤثر على نحو كبير على التصنيف الائتماني للعراق عند «B-» مع نظرة مستقبلية مستقرة.
وتابع: «إذا واصل العراق تقاربه مع إيران، وقام بتنفيذ القرار المبدئي للبرلمان العراقي لإخراج القوات الأميركية، فإن هناك مخاطر من رد الولايات المتحدة، والذي من الممكن أن يكون في صورة فرض عقوبات أو إلزام العراق بعدم استيراد النفط من إيران بعد أن قامت باستثنائها من قرار العقوبات».