جدد مجلس الأمن الدولي أول من أمس عملية بدأت قبل ست سنوات لتسليم المساعدات عبر الحدود لملايين المدنيين السوريين ولكن تم تقليص عدد المعابر ومدة الترخيص لتفادي استخدام روسيا حق النقض (الفيتو).
وسمح المجلس باستمرار تسليم المساعدات عبر الحدود من موقعين في تركيا، لكنه استبعد معبرين من العراق والأردن. وجدد المجلس أيضا هذه العملية لمدة ستة أشهر فقط بدلا من سنة. وامتنعت روسيا والصين عن التصويت وأثار تخفيف صيغة القرار غضب الولايات المتحدة وبريطانيا وامتناعهما عن التصويت. وصوت باقي أعضاء المجلس لصالح القرار. وكان من المقرر أن ينتهي الترخيص لهذه العملية عند منتصف ليل أول من أمس إذا لم يتوصل مجلس الأمن لاتفاق في آخر دقيقة.
وقالت السفيرة الأميركية كيلي كرافت للصحافيين إن القرار «غير كاف تماما»، وأضافت «السوريون سيعانون دون داع نتيجة لهذا القرار. السوريون سيموتون نتيجة لهذا القرار».
من جانبها، قالت الأمم المتحدة إن 2.7 مليون شخص في شمال غرب سورية و1.3 مليون آخرين في شمال شرق البلاد يعتمدون على المساعدات التي يحصلون عليها من العمليات التي تجري عبر الحدود. وموافقة المجلس ضرورية لأن الحكومة السورية لا توافق على عمليات تسليم المساعدات عبر الحدود.
وقال مارك بيكستين دي بوييتسويرف سفير بلجيكا بالأمم المتحدة إن نقطة العبور من العراق تستخدم لتسليم المساعدات الطبية لنحو 1.4 مليون نسمة. وقال للمجلس قبل التصويت «لا يوجد بديل عملي لهذا المعبر».
بدورها، اتهمت كارين بيرس سفيرة بريطانيا في الأمم المتحدة روسيا بتسييس المسألة.
وقالت إن «الشعب السوري رأى أياما تعيسة كثيرة منذ 2011 ولكن هذا اليوم ربما يكون أحد أتعس الأيام لأنها أول مرة يختار فيها أحد أعضاء مجلس الأمن خلط السياسة بالمساعدات الإنسانية، وأضافت «روسيا تقامر بحياة الشعب السوري في شمال شرق البلاد».
في المقابل، رفض فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا في الأمم المتحدة مخاوف بيرس. وقال إن الوضع تغير بشكل كبير وإنه يجب أن يعكس تحرك مجلس الأمن ذلك.
وقــال للصحافييـن قبل التصويت «كل هذه الصرخات بشأن الكارثة الوشيكة التي سيواجهها شمال شرق البلاد إذا أغلقنا معبرا ليس لها صلة تماما بالوضع لأن المساعدات الإنسانية لتلك المنطقة تأتي من داخل سورية».
وقالت الأمم المتحدة إنه لا يوجد لديها بديل للعملية التي تتم عبر الحدود ولكن نيبينزيا قال إن «البدائل موجودة» لأن الحكومة السورية تسيطر إلى حد كبير على هذه المنطقة.
ومنذ عام 2014 تعبر الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة الحدود إلى سورية من تركيا والعراق والأردن عند أربعة مواقع يوافق عليها مجلس الأمن الدولي سنويا.
ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي من تمديد العملية عندما استخدمت روسيا حق النقض ضد مسودة قرار كان سيجيز استخدام ثلاثة معابر لمدة سنة.
الى ذلك، قالت وزارة الدفاع التركية إن اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع روسيا بشأن منطقة خفض التوتر بمحافظة (إدلب) شمال غرب سورية يبدأ اعتبارا من منتصف ليلة الأحــد (اليوم).
وأضافت الوزارة في بيان أن الاتفاق يشمل وقف الهجمات الجوية والبرية بهدف «منع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين» وتجنب حدوث موجات نزوح جديدة و«إعادة الحياة إلى طبيعتها» في (ادلب).