أسامة دياب
أكد السفير البريطاني لدى البلاد مايكل دافنبورت ان انعقاد لجنة التوجيه المشتركة الكويتية البريطانية في نسختها الـ 15 في الكويت هذه الأيام يدل على استمرارية انعقادها في العام مرتين في الكويت والمملكة المتحدة بالتبادل، مشيرا الى أن انعقادها يأتي في إطار مهم جدا للعلاقات الثنائية بين البلدين بهدف توطيد التعاون في مجالات عدة فضلا عن بحث مستجدات القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأشار دافنبورت في مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات لجنة التوجيه البريطانية الكويتية المشتركة، إلى الوفد البريطاني الكبير الذي يشارك في هذه الاجتماعات بحضور ممثلي عن وزرات النقل والدفاع والصحة والتعليم والأمن السيبراني والجمارك والثقافة والبيئة التي تمهد للتوقيع على خطة العمل المشتركة اليوم«الأحد» بحضور نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية د. أندرو موريسون والذي كان من المقرر أن يزور البلاد اليوم، لكن تم تأجيل الزيارة نظرا لوفاة السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- وإعلان حالة الحداد في البلاد، معربا عن أحر تعازيه للشعب العماني الصديق لوفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، ومشيدا بحكمة الراحل ودوره المتميز في نهضة البلاد، إضافة إلى دوره المتميز على الصعيدين الإقليمي والدولي.
هذا وذكر دافنبورت أن مذكرة التفاهم التي ستوقع اليوم بين الصندوق الكويتي للتنمية ووزارة التنمية الدولية البريطانية تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين من أجل تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في العالم، مشيرا إلى وجود تعاون وثيق بين وزارتي الخارجية لدى البلدين فيما يتعلق بمؤتمر التغير المناخي الذي سيعقد في اسكتلندا في وقت لاحق من هذا العام.
وذكر أن حجم التجارة البريطانية مع الكويت خلال العام الماضي بلغ 3.7 مليارات جنيه استرليني بزيادة قدرها 7% مقارنة بالعام الماضي، مشيرا الى المناقشات المهمة التي تدور بين لجنة التجارة والاستثمار ضمن لجنة التوجيه المشتركة. واشار الى الإعداد للتوقيع اليوم على مذكرة تفاهم بين جمعية المهندسين الكويتية والمجلس الهندسي البريطاني في مجال تبادل اعتراف الشهادات الهندسية. وأعاد دافنبورت إلى الأذهان الزيارة الناجحة التي قام بها الأمير ويليام دوق كامبريدج للكويت خلال الشهر الماضي وحضوره جانبا من تمرين محارب الصحراء في إطار التعاون العسكري البريطاني - الكويتي، مشيرا الى ان لجنة الدفاع المنبثقة عن لجنة التوجيه تركز على موضوعات عدة وخاصة فيينا يتعلق بالتدريب والتعليم العسكري.
وفي رده على سؤال بخصوص أمن الطيران ولاسيما في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة حاليا، أكد دافنبورت التزام بلاده الدائم بأمن الكويت من خلال العلاقات الوثيقة بين البلدين، بقوله: «فنحن حلفاء وأصدقاء ولدينا مصالح مشتركة ونتبادل الآراء والتنسيق في القضايا الدولية، كما عملنا معا في مجلس الأمن الدولي خلال العامين الماضيين عندما كانت الكويت لديها عضوية غير دائمة في المجلس».
وأضاف: «كما تبادلنا خلال لجنة التوجيه وجهات النظر فيما يتعلق بأمن الطيران وما يحدث الآن في المنطقة، ملمحا إلى اجتماعاته المثمرة التي أجراها نهاية الأسبوع الماضي مع وزيري الداخلية أنس لصالح والدفاع أحمد المنصور التي تتعلق بمستجدات المنطقة في الوقت الراهن. وذكر أن مجموعة العمل المختصة بإنشاء كلية التدريب الجوية التي تنوي الكويت تأسيسها بالتعاون مع بريطانيا، قدمت توصياتها الى لجنة التوجيه وستعرض في الاجتماع النهائي اليوم (الأحد). وفي رده على سؤال حول رؤية بريطانيا لما يحدث في المنطقة من تصعيد إيراني - أميركي في العراق، أكد دافنبورت خطورة التطورات الإقليمية في المنطقة حاليا وأن المزيد من الصراع ليس من مصلحة أحد، وتعمل بريطانيا مع شركائها لمحاولة نزع الفتيل والعودة الى الحوار.
وذكر دافنبورت ان قائد فيلق القدس قاسم سليماني ليس صديقا لبلاده ولا لحلفائها، حيث قاد الجهود الإيرانية لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وكشف عن المكالمة الهاتفية التي أجراها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط موريسون مع خالد الجارالله الأسبوع الماضي بشأن التطورات في المنطقة والتي ستكون أيضا على قمة مناقشاتهم اليوم.
وحول الوجود العسكري البريطاني في المنطقة بما فيها الكويت وسحب قوات بريطانية من العراق الى الكويت، قال ان بلاده تستمر في حضورها العسكري في المنطقة وهي ملتزمة بالتحالف الدولي ضد داعش، مؤكدا أن بريطانيا لا تفكر في سحب قواتها من العراق.
وتابع أن البعثة العسكرية البريطانية ستستمر في عملها في الكويت كما أنها تخطط لتمرين عسكري آخر مع القوات الكويتية في فبراير المقبل وذلك استكمالا لتمرين محارب الصحراء الذي نفذ في نوفمبر وديسمبر الماضيين.
وفيما يتعلق بالأمن البحري، قال دافنبورت إن البحرية الملكية البريطانية عادت إلى منطقة الخليج لحماية السفن التجارية البريطانية وتأمين خطوط الملاحة وذلك من خلال المدمرة البريطانية «ديفندر» والفرقاطة «مونتروز».
وفي رده على سؤال حول التهديدات الإيرانية للمنطقة، اكد دافنبورت أن التهديدات الإيرانية لقوات التحالف الموجودة في المنطقة غير مقبولة، ولقد أدانت بريطانيا بأشد العبارات الهجوم الإيراني على قواعد قوات التحالف التي تضم قوات بريطانية في العراق مما يعرضها للخطر، والوضع خطير جدا، وندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس لان الحرب والصراع ليسا في مصلحة أحد.
وردا على سؤال بخصوص الدولة المسؤولة عن تصعيد التوترات في المنطقة، قال دافنبورت: «هناك حملة دائمة ومستمرة من إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وقد أشارت الحكومة البريطانية في السابق إلى مسؤولية إيران عن وقوع هجمات اما بشكل مباشر أو من خلال وكلائها في المنطقة»، مضيفا: «ونحن نشاطر حلفاءنا الأميركان والأوروبيين مخاوفهم فيما يتعلق بإيران التي يجب عليها التوقف عن هذه المحاولات، ونحث إيران من خلال اتصالاتنا الثنائية معها على ضبط النفس والتوقف عن القيام بتلك الهجمات».