- دياب: أول جولة لي في حال إعطاء الثقة ستكون للمنطقة العربية خصوصاً الخليج العربي
- الحكومة الجديدة مكونة من اختصاصيين ذوي كفاءات وفيها تمثيل متوازن للمرأة
- لدينا الإمكانات للاستمرار ولدينا ثرواتنا وسنحميها وندافع عن حقنا فيها بكل الوسائل
- هذه الحكومة هي بالفعل حكومة اللون الواحد هي حكومة كل لبنان ولدينا إمكانيات الاستمرار
بيروت - عمر حبنجر ـ داوود رمال
وأخيرا ولدت حكومة د.حسان دياب، في ساعة متأخرة من ليل أمس الثلاثاء وبعد مخاض تجاوز الشهر، بعد تنازلات متبادلة بين حلفاء الخط الواحد، تناولت العدد والأسماء والحقائب.
وتمت الولادة في عين التينة، وأعلن عنها من بعبدا كحكومة تكنوقراط، كما ارادها رئيسها، لكنها لم تكن مستقلة بالمعنى الذي اراده رئيسها، كون التسميات وتقاسم الوزارات اقترنت باختيار احزاب وتيارات سياسية.
وكانت مؤشرات الوضع بدأت مع تراجع الرئيس المكلف عن الرقم 18 وقبوله برفع العدد الى 20 وزيرا كي يتسنى ارضاء رئيس المردة سليمان فرنجية المطالب بوزيرين لكتلته المؤلفة من 5 نواب، الأمر الذي اقتضى انسحاب الحزب السوري القومي الاجتماعي من اللعبة وتحويل الحصة المعروضة عليه، بوزير درزي، فيما هو يريده مسيحيا الى كتلة النائب طلال ارسلان، المؤلفة من 4 نواب التي حصلت بذلك على مقعدين وزاريين وهما د.رمزي مشرفية وكريم نويهض.
ووصفت مصادر متابعة الحكومة الجديدة بحكومة الأمر الواقع، التي جاءت ردا على الغمز من قناة حزب الله، بقول البعض انه وراء تأخير الحكومة، فيما وضع اللوم على حلفائه المتنازعين على الحصص.
وترى المصادر ان الرئيس دياب، قد يكون نجح في الوصول الى السراي الكبير بعد طول مسير، لكنه وصل مكبلا بالحبائل الحزبية ذات اللون الواحد ولن يكون استقبالها في الشارع محببا.
من جانبه، لفت رئيس الحكومة حسان دياب في كلمة بعد تلاوة مراسيم تشكيل الحكومة إلى انه في 17 اكتوبر خرج اللبنانيون إلى الشارع بعد ان ضاقت فسحة الأمل، هتفوا ضد من يريد اغتيال أحلام اللبنانيين بدولة عادلة يحميها القانون الذي لا يميز بين مواطن ومسؤول، استعاد اللبنانيون المبادرة واستعادوا موقعهم كمصدر للسلطات، وحملوا أعلام لبنان فوحدوا الوطن وكسروا الحواجز بين المناطق وعطلوا الاستثمار السياسي وهدموا جدران السجن الذي يحتجز طموحاتهم، معتبرا ان «الانتفاضة هي الطريق نحو الهدف ورسمت معالم لبنان، لبنان الجديد».
وأشار إلى انه «قيل الكثير في ظروف تكليفي وتعمدت الصمت في مواجهة الاتهامات لأنني أريد العمل لا الجدل، انطلقت في عملية التأليف متسلحا بالدستور، وضعت معايير محددة لفريق عمل الحكومة الذي على اساسه اردت اختيار الوزراء، واجهت الكثير من الصعوبات في بلد ليس فيه احترام للمعايير وسهرنا الليالي نفتش وندرس ونقارن، وكنا نعاند حتى وصلنا إلى تشكيل أول حكومة تجتمع فيها مواصفات مميزة لمواجهة ظروف استثنائية، انطلاقا من ذلك أحيي انتفاضة الثورة التي دفعت نحو هذا المسار فانتفض لبنان، موضحا ان هذه الحكومة هي حكومة تعبر عن تطلعات المعتصمين على مساحة الوطن وستعمل لترجمة مطالبهم في استقلالية القضاء واسترجاع الاموال المنهوبة.
وأضاف «نحن جزء من المحيط العربي وسنسعى للتعاون مع الجميع وأول جولة لي في حال اعطاء الثقة ستكون للمنطقة العربية خصوصا الخليج العربي»، لافتا إلى ان «هذه الحكومة هي بالفعل حكومة اللون الواحد هي حكومة كل لبنان، مكونة من اختصاصيين ذوي كفاءات، وفيها تمثيل متوازن للمرأة، ونحن لدينا الإمكانات للاستمرار ولدينا ثرواتنا وسنحميها وندافع عن حقنا فيها بكل الوسائل».
وشدد على انه «لم اترك حضن دار الفتوى وسأزورها قريبا للاجتماع مع سماحة المفتي عبداللطيف دريان».
من جانبه، أصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي بيانا حول قراره بعدم المشاركة في الحكومة جاء نصه كالتالي:
«أولا: قرر الحزب السوري القومي الاجتماعي عدم المشاركة في الحكومة اعتراضا على اسلوب البعض في ادارة تشكيلها، وهو اسلوب اتسم بالتشويش والعرقلة والاستئثار، خلافا لطموحات ومطالب اللبنانيين.
لقد وجد الحزب أنه من الأجدى عدم المشاركة في الحكومة، مع تأكيده الحرص على السلم الأهلي والوحدة والوطنية، ومطالبه المتكررة بالإسراع في تشكيل الحكومة التي لنا فيها حلفاء، هم محل تقديرنا واحترامنا لما يجمعنا بهم من مسيرة طويلة في النضال المشترك من اجل قيام لبنان ونهوض مؤسسات الدولة ومواجهة الأخطار والتحديات.
ثانيا: يسجل الحزب أن عدم الأخذ بتزكيته لاسم نقيبة المحامين السابقة أمل حداد التي سماها الرئيس المكلف للمشاركة في الحكومة، وهي التي تتمتع بصفات مهنية واخلاقية ووطنية، حيث فوجئ بوضع فيتو على هذا الاسم دون تقديم اي تبرير سوى العرقلة والتعطيل.
ثالثا: يقدر الحزب الجهد الكبير الذي قام به دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في سبيل تسريع عملية التشكيل، وإصراره على اشراك الجميع ليعطي الحكومة كل عوامل الزخم والنجاح. كما يشكر قيادة حزب الله على الجهد الاستثنائي الذي بذلته في هذا السياق.
رابعا: نتمنى لرئيس الحكومة المكلف النجاح في المهام الملقاة على عاتقه ومعالجة الأزمات التي تعصف بلبنان وتثقل كاهل اللبنانيين.
خامسا: يؤكد الحزب وقوفه الى جانب اللبنانيين وحمل قضاياهم الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وتحقيق مطالبهم وسماع صوتهم».
واعتراضا على الحكومة المؤلفة، قطع المحتجون طريق كورنيش المزرعة في العاصمة بيروت بالاتجاهين.
وفي الشمال اعتصم عدد من المتظاهرين أمام مدخل سرايا طرابلس، مرددين الهتافات المطالبة باستقالة دياب وتشكيل حكومة مستقلة، في ظل انتشار عناصر قوى الأمن الداخلي في محيط السرايا.
التشكيلة الجديدة
أعلن أمين عام مجلس الوزراء القاضي محمود مكية، المرسوم رقم 4338 - اعتبار الحكومة التي يرئسها السيد سعد الدين الحريري مستقيلة، لافتا إلى أن رئيس الجمهورية، بناء على الدستور، لاسيما البند 5 من المادة 53 منه، والفقرة (8) من البند 1 من المادة 69 منه، يرسم ما يأتي:
المادة الأولى: اعتبرت الحكومة التي يرأسها سعد الدين الحريري مستقيلة.
المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة ويعمل به فور صدوره.
كما أعلن المرسوم رقم 4339 - تسمية حسان دياب رئيسا لمجلس الوزراء، وأعلن تشكيلة الحكومة الجديدة، التي تضم كلا من:
- رئيس الحكومة:حسان دياب.
- نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع: زينة عكر.
- وزير الداخلية والبلديات: اللواء محمد فهمي.
- وزير المال: غازي وزني.
- وزير الخارجية والمغتربين: ناصيف حتى.
- وزير الاتصالات: طلال حواط.
- وزيرة العدل: ماري كلود نجم.
- وزير الأشغال العامة والنقل: ميشال نجار.
- وزيرة العمل: لميا يمين.
- وزير الطاقة والمياه: ريمون غجر.
- وزير السياحة والشؤون الاجتماعية: رمزي مشرفية.
- وزير الشباب والرياضة: فرتينه اوهانيان.
- وزير التربية والتعليم العالي: طارق المجذوب.
- وزير الاقتصاد والتجارة: راوول نعمة.
- وزير البيئة وشؤون التنمية الإدارية: دميانوس قطار.
- وزير الصحة العامة: حمد حسن.
- وزير الزراعة والثقافة: عباس مرتضى.
- وزير الصناعة: عماد حب الله.
- وزيرة المهجرين: غادة شريم.
- وزيرة الإعلام: منال عبد الصمد.
ويعقد مجلس الوزراء جلسته الأولى اليوم الساعة 11 صباحا في القصر الجمهوري في بعبدا ويسبقها أخذ الصورة التذكارية.