المجريطي
أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي (نسب إلى مجريط أو مدريد).
ولد في قرطبة في الاندلس، وعاش في مدريد ايام الحكم الثاني، وتوفي سنة 1007م. له كتاب في الكيمياء اسمه «رتبة الحكيم»، والمطلع على هذا الكتاب يدرك أن واضعه كان كيميائيا ممتازا يعتمد على التجارب العملية والملاحظة الدقيقة والاستنباط الصحيح.
وقد وصف تجربة أجراها كان لها أثر خالد في تاريخ العلوم؛ إذ اتخذها بريستلي ولافوازيه بعد نحو سبعة قرون اساسا لبحوثهما التي وصفت الكيمياء على أساس عملي متين، وهي تتلخص فيما يلي:
«أخذت الزئبق الرجراج الخالي من الشوائب، ووضعته في قارورة زجاجية على شكل بيضة وأدخلتها في وعاء يشبه أواني الطهي، واشعلت تحته نارا هادئة بعد ان غطيته وتركته يسخن أربعين يوما وليلة مع مراعاة ألا تزيد الحرارة عن الحد الذي استطيع معه ان أضع يدي على الوعاء الزجاجي.
وبعد ذلك لاحظت أن الزئبق الذي كان وزنه في الأصل ربع رطل صار جميعه مسحوقا أحمر ناعم الملمس وأن وزنه لم يتغير».
وإنه لمن الجحود أن تنسب أمثال هذه التجارب التاريخية لعلماء من الافرنج دون ان يشار إلى البادئين فيها من العرب.
إن للمجريطي علاقة بكتاب «رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا» في انواع الحكمة والعلوم، ويقول صاحب «كشف الظنون عن اسامي الكتب والفنون» حاجي خليفة: «إنه لا يستبعد أن يكون المجريطي قد اتصل بواضعي هذه الرسائل في أثناء إقامته في الشرق، واشترك معهم في وضعها وعلى الأخص الجزء الكيماوي منها».
من كتاب: تاريخ الكيمياء ـ أ.د.صلاح محمد يحياوي