لم يعد غريبا علينا أن نراك في كل عام وكل شهر وربما في كل يوم وأنت تقدم لنا لفتة مميزة لنتعلم من شخصكم الكريم درسا جديدا في فن القيادة، وفي هذا العام قدمت لنا وللعالم أجمع وليس فقط لشعب الإمارات الحبيب، قدمت لنا صورة بهية لما يجب أن يتمتع به القائد من مسؤولية واهتمام، تمثل ذلك ببحثك عن الأستاذة شيخة النعيمي التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تمد يدها لطلابها لتمنحهم الثقة وتغرس في نفوسهم الحس الإيجابي والتفاؤل في صباح اليوم الدراسي بروحها الجميلة التي لها من اسمها نصيب فهي فعلا شيخة.
بحثت عنها لتقوم بتكريمها وتشد على يدها وتشجعها، بحثت عنها لتقدمها للشعب الإماراتي والشعب العربي، بل ولشعوب العـــالم قدوة ومثالا للعاملين في التربية بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.
بحثت عنها وتوجتها بالوسام ليس هي فقط بل من قامت بتربيتها، لقد كان تكريمك يا شيخ رسالة واضحة تحفز من خلالها كل من يعمل ويقدم جهدا ليتحلى بالإيجابية والنظرة المتفائلة وتحمل المسؤولية، وهذا يعكس نظرتك للارتقاء بالشعب الإماراتي نحو مكانة خاصة بين الشعوب، كما كان تكريمك رسالة لكل من يشغل منصبا قياديا على كل المستويات الخليجية والعربية، بل على مستوى دول العالم لحثهم على الاهتمام بشعوبهم وغرس المسؤولية في النفوس، فالقائد قدوة، قدوة لشعبه وربما قدوة للقادة الآخرين، قبل ربع قرن صدر كتاب (تحديات القيادة) لأساتذة القيادة في أعرق الجامعات وهما (كوزبس وبوسنر) يذكر المؤلفان أن عرض قيمك وتوضيحها هي أول خطوة لتصبح قائدا عظيما، وهذا أنت يا ابن مكتوم عرضت ودائما تعرض لنا ما بداخلك من قيم، فأنت قائد يا محمد بن راشد.
لــقد كان تكريمك درسا ملهما لما يجــب على القائد القيام به، فعلى القائد أن يتقدم ركب العمل، فلا شك أن بحثك عن الأستاذة والجهد الذي قدمته للوصول إليها وتكريمها دعوة لكل أفراد المجتمع الإماراتي لتقديم الجهد والتفاني في العمل فكنت بذلك خير من يتقدم الركب ويقود المسيرة، لقد كانت إمارة دبي أرضا قفرا فقمت بزراعتها بكل شيء، زرعتها بالشجر، ملأتها بالبنيان، أقمت بها شبكة رائعة من الشوارع، استقطبت إليها البشر، ازدهرت بعهدك وتحولت الإمارة العامرة بجهدك لوجهة سياحية، وأيضا يقول المؤلفان عندما تعــبر عن الإيمان الراسخ بداخلك بكل ثقة فأنت قائد، وأنــت قائد يا محمد بن راشد.
أرجوحة أخيرة: من يتابع الأمور في إمارة دبي وير تلاحق الإنجازات المبهرة لا يشك في أنها ستكون يوما معجزة الأرض في القرن الحادي والعشرين، وليس بالغريب أن يصدق بأنها ستصبح الإمارة المكيفة الأولى على مستوى العالم، وأكد المؤلفان أن تصور المستقبل وتخيله عن طريق الإمكانات المتاحة يثير اهتمام كل قــائد، أيها القــائد محمد بن راشد.