إلى متى الأحداث المأساوية تتكرر في مجلس الأمة؟! إلى متى ونحن نشاهد قاعة عبدالله السالم تتحول كل فترة إلى ساحة معارك وصراعات ومسرحيات وبطولات وهمية؟!
هل ما نشاهده من معارك أبطالها من داخل المجلس وخارجه ستحل مشاكل الوطن وهموم المواطن البسيط التي هي أشهر من أن تذكر؟!
تعبنا وكرهنا هالحال وهالديموقراطية المتمثلة بتلك المشاهد البعيدة كل البعد عن المصلحة العامة والتي جلبت لنا ويلات الطائفية والعنصرية والانحدار، وأصبحنا بلا طريق وبلا هدف وبلا كيان، وبلا إحساس بالمسؤولية الوطنية.
جميعنا مشارك في حالة الصراع السياسي المكشوف بممارساتها المعروفة والتي تتكرر في كل انتخابات، وأبطال الصراع عنوانهم في كل مرة (تلعب نلعب)، وهنا المقصود باللعب - أي استمرار المعركة الشخصانية النتنة من خلال تحريك الأدوات والإعلام والتخريب، والضحية - الوطن والمواطن البسيط الذي سيكون هو الخاسر الأكبر من تلك المعارك البيزنطية التي ليس لها منفذ للحل.
إن مشاركتنا في عملية الاقتراع على أساس فئوي وقبلي وطائفي، تأكدوا أنها لن تصلح وطنا ولن تجمع المواطنين على كلمة واحدة للارتقاء بوطنهم، بقدر ما إن النظام الانتخابي الراهن سيزيد الطين بلة، أي انه يعزز الجوانب السلبية التي تكمن في ولاء الأشخاص للقبيلة وللعائلة وللطائفة، والوطن يكون آخر همهم ويكون مصدر استرزاق ليس أكثر، فمهما تحدثنا فالخلل ثقيل جدا ويكمن في النظام الانتخابي الراهن للأسف، وأرى أنه حان الوقت لتغيير هذا النظام بآخر اكثر تطورا يعزز المواطنة التي تعمل من أجل ارتقاء وطن دائما يسعى للأفضل.
حسب ما أراه أن اختيار النظام الانتخابي القائم على القوائم النسبية الذي يضم كل فئات المجتمع بمختلف مكوناتها والذي يتسيده البرنامج الانتخابي الذي سيكون هو الأساس لجذب صوت الناخب، سيكون هو جزء كبير من الحل، هذا النظام يعتبر خطوة لتجديد النظام الديموقراطي للأفضل، وسينهي حالة السيطرة لفئات على فئات أخرى، ويمنح الناخب مساحة أكبر لاختيار برنامج انتخابي جماعي لا يعتمد على الفردية في الطرح بقدر ما سيكون البرنامج الجماعي هو المتحدث الرسمي باسم الناخب داخل البرلمان.
لكن بقاء النظام الانتخابي الراهن، هذا يعني أن الأحداث ستتكرر من دون أي إنجاز حقيقي ملموس، والنتائج ستزداد سوءا أكثر مما نحن عليه الآن.
لذا، على السلطتين التشريعية والتنفيذية النظر الى مستقبل وطن هو الباقي لأجيالنا المقبلة، بدلا من النظر بعين قصيرة الى مصالح ضيقة لن تجني ألا الدمار لوطننا الغالي.
[email protected]